ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
’ميدل إيست آي’: قمع ابن سلمان سيدفع معارضيه لحمل السلاح
أشارت الأكاديمية السعودية المعروفة الدكتورة مضاوي الرشيد في مقال لها نشرته مجلة "ميدل إيست آي"، إلى حملة القمع الوحشية والاعتقالات التي يمارسها النظام السعودي ضد معارضيه، والتي كان آخرها اعتقال الداعية سفر الحوالي من على سرير مرضه.
ورأت الرشيد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يظن أن الحكم القمعي سيجعل السعودية مستقرة وأن الأمر سيستتب له، والعكس أن هذه السياسة القمعية قد تؤدي بالمعارضين إلى حمل السلاح.
ولفتت إلى اعتقال الداعية الحوالي (68 عاما) رغم وضعه الصحي الصعب والزج به في السجن لينضم إلى المعتقل سلمان العودة الذي تم توقيفها خلال أيلول/سبتمبر الماضي.
ويعتبر العودة والحوالي قادة لحركة معارضة أصبحت تعرف باسم "الصحوة" بعد التعبئة خلال العام 1990، عندما دعا النظام السعودي الولايات المتحدة والقوات الأجنبية والعربية الأخرى للدفاع عنها ضد غزو كان وشيكا من جانب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وذلك على الرغم من اختلاف وجهات النظر بينهما.
وأضافت الكاتبة أن بن سلمان منذ توليه العهد ما انفك ينشر الإرهاب عبر العديد من الدوائر، سواءً على مستوى العائلة الحاكمة أو النخبة الاقتصادية أو الليبراليين أو غيرهم من الجماعات الأيديولوجية والشخصيات القبلية.
واشارت إلى أن هذه الممارسات القمعية لن تساهم في تعزيز موقع بن سلمان، بل ستتركه يقف على أرض "مهتزة" وستجعله غير قادر على تشكيل ائتلاف للحكم بالتوافق بدلا من القمع والإرهاب".
وقالت إن "الكثيرون في الغرب قد يفضلون احتجاز بن سلمان للإرهابيين، بغض النظر عن تنوع تفسيراتهم وإستراتيجياتهم لتحقيق أهدافهم الدينية والسياسية"، مضيفة أن "الإرهاب المقصود ليس أكثر إرهابا من بعض المشاريع العلمانية التي أدت إلى استئصال الأقليات وإلى سحق الحريات وإسكات المعارضة".
الكاتبة قالت : إذا أزال تنظيم "داعش" الأقليات العرقية والدينية في الشرق الأوسط، فقد ساهم في المقابل القادة العلمانيون في التطهير العرقي والتمييز على أساس الانقسامات الطائفية والعرقية والوطنية، وبدءا بالزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك وصولا إلى شاه إيران والعديد من الرؤساء والملوك العرب، هناك سلطوية متخفية كمشاريع علمانية لتحديث الأمم".
كما لفتت الكاتبة إلى أن العديد من السعوديين كثفوا عنفهم وإرهابهم في الفترة 2003-2008 ضد النظام والأجانب، وذلك بعد تعرضهم للتعذيب في سجون البلاد، موضحة أن ذلك لا يعد تبريرا للإرهاب بل للإشارة إلى الظروف الخصبة التي يزرع فيها مثل هذا الإرهاب، فقد كانت السجون دائما وستبقى حاضنة للعنف المستقبلي، على الرغم من أنها يمكن أن تكون أماكن للخلاص وإعادة التفكير في المشاريع السياسية بين سجناء الرأي والمنشقين.
ورأت أن بن سلمان يرفض الاعتقاد بأن هناك رؤى غير تلك التي تعدها شركات الاستشارات الإدارية له، وأنه بمجرد أن يتبنى هذه الرؤى فإنها تصبح مقدسة، ويصبح انتقادها عملا من أعمال الخيانة .
وتوجهت الكاتبة إلى الغرب قائلة :على الغرب ألا يغمض عيونه عن هذا الإرهاب غير المسبوق في السعودية، فلا محمد بن سلمان ولا رؤيته ستجلب الاستقرار والأمن اللذين تعتقد الحكومات الغربية أن النظام السعودي قادر على تحقيقه في البلاد".
وختمت المقال قائلة: أن الزج بالأعمدة القديمة لدين الدولة في السجن ليعتبر تطهيرا يكلف بن سلمان وحلفاءه ثمنا باهظا، وأن إسكات المعارضين على المدى القصير ليعتبر إستراتيجية انتحارية على المدى الطويل، وأن السماح للمتطرفين بتنفيس غضبهم في الكتب هو بالتأكيد أفضل من دفعهم لحمل السلاح".