ارشيف من :أخبار العدو
’معاريف’: ’اسرائيل’ مهزومة في كل الجبهات
ران ادلست - صحيفة "معاريف"
سواء احتوى الجيش ردود فعل "حماس" أم انقضّ عليها في الداخل، فإن "اسرائيل" تكبّدت هزيمة في غزة ظاهريًا. عمليًا هذا نجاح لحكومة اليمين، ولا نتحدث هنا عن الأمر ونقيضه بل عن سياسة مغرضة. فـ"الشعب" والجيش غارقان في حرب دائمة في الجنوب، في الشمال وفي الضفة الغربية.
النتيجة اليوم هي أن "الدولة" والجيش يُعرضان كأداة فارغة، بعد أن بات (الرئيس السوري بشار) الأسد في طريقه الى القنيطرة و"حماس" هي التي بدأت بالهجوم.. هي التي تفضلت بالموافقة على وقف النار، والأسوأ من هذا، هي التي ستجرّ "اسرائيل" الى الحرب.
في هذه الأثناء تنجح الحكومة في أن تعزّز في كل الجبهات أوضاع توتر دامية ومهدّدة تمنع السير الى تسوية سياسية. واضح أن من لا يريد تسوية سياسية بحاجة لـ"عدوّ مهدّد" على الأسيجة، ووضع متفجر في القطاع، وفي الضفة الغربية وفي الشمال يخدم هدفه.
من غير الواضح لماذا الجميع هنا متأثرون من أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين تفضّل بالموافقة على خطوط العام 1974 في سوريا. بنيامين نتنياهو أُجبر على الموافقة مع شدّ على الأسنان، على تمركز الأسد على الحدود بعد سبع سنوات من القتال. كي نفهم وضعنا بعد قمة "هلسنكي" ونفهم كيف هُزمنا في سوريا، يجب مراجعة تسلسل الأحداث في الأشهر الأخيرة. لا حاجة للمرء أن يجلس في مكتب (رئيس الأركان غادي) آيزنكوت كي يفهم بأن الروسي والسوريين سائرون إلى درعا في الطريق الى القنيطرة.
يكفي أن نقرأ المقالات هنا في السنتين الأخيرتين. المصلحة المشتركة لايزنكوت ونتنياهو في الشهر الأخير كانت إبطاء سقوط درعا وانهيار المسلحين، لكن لم يكن للاستخبارات "الإسرائيلية" سبيل للفهم مدى الوحشية التي ستكون في الهجوم على درعا.
الآن، ومن أجل تأخير الهجوم الروسي – السوري، خلقوا قبل نحو شهر على الحدود الشمالية توترًا مفتعلًا، لم يكن أكثر من إستعراض لا طائل منه. فقد أدخل الجيش "الاسرائيلي" في حالة تأهب فرقة كاملة، وأحد ما شغّل مروحة أصدرت رياحً حرب.
وتحدث نتنياهو عن انزلاق للنار سيرد عليه بحزم، وقيل في حينه عن "ميليشيات" إيرانية متخفية في طريقها الى الحدود. دبابة عسكرية "إسرائيلية" قصفت موقعًا سوريًا، وسلاح الجوّ هاجم أهدافًا لا تقدم ولا تؤخر.
ولانعدام الوسيلة لديه، سافر نتنياهو للقاء بوتين قبل اللقاء مع ترامب. قصة سفره هي عقدة شديدة من المصالح المتداخلة والأحداث التي تحت الأرض، فقد ذهب للقاء بوتين كي يحاول إنقاذ سيطرةٍ ما في جنوب هضبة الجولان.
قبل أن يسافر للقاء بوتين، أجرى نتنياهو محادثات مع أصدقائه الأمريكيين، من بينهم السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام. من شبه المؤكد أنه قال له ما الذي سيقوله لبوتين. كل أمريكي مطّلع يعرف أن ترامب يريد الخروج من سوريا، وهذا واضح بأنه يتعارض مع مصلحة حكومة اليمين ونتنياهو. وها هو غراهام يحذّر في تغريدة على حسابه على "تويتر" علنًا حكومة "اسرائيل" تمامًا قبل ساعات من لقاء نتنياهو – بوتين: لا تتوصلوا الى إتفاقات مع روسيا حول الوضع في سوريا على حساب مواقف الولايات المتحدة في الموضوع". وهكذا بطريقة أو بأخرى، انتهت زيارة نتنياهو الى بوتين حتى قبل أن تبدأ