ارشيف من :مقالات

الالتفاف على التواصل المباشر مع دمشق.. هروبٌ غير نافع

الالتفاف على التواصل المباشر مع دمشق.. هروبٌ غير نافع

بقيت كل الدعوات التي أطلقتها قوى سياسية عديدة للتواصل مع سوريا في سبيل العودة الآمنة للنازحين السوريين، تدار لها "الآذان الطرشاء" من بعض الأطراف التي تتجاهل المصلحة الوطنية اللبنانية في عودة التواصل مع سوريا.

من الواضح أن تسارع الانجازات التي حققها ويحققها الجيش السوري بدعم ومساعدة من الحلفاء، وما أنتجته هذه الانجازات من انهيارات متسارعة لكافة أنواع التنظيمات الارهابية المسلحة وداعميهم، طرحت بقوة موضوع عودة النازحين من دول الجوار لسوريا بما في ذلك لبنان بعد ان تحولّ موضوع النازحين الى عبء على هذه الدول. وعودة النازحين لها نتائج ايجابية كبيرة على مجمل الأوضاع في لبنان، خاصة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والمالية، على اعتبار أن اطلاق عودة النازحين السوريين ومعالجة عشرات القضايا المشتركة تنعكس حكماً ايجابيات كبيرة على الداخل اللبناني. يضاف الى ذلك أن عودة التواصل بين البلدين يفتح الافق واسعا امام مشاركة لبنانية مختلفة في عملية اعادة اعمار سوريا.

تحرك الحريري جاء متأخراً كثيراً وغير كاف

مصادر سياسية حليفة لدمشق تؤكد أن كل هذه المستجدات لم تغير في طبيعة تحرك البعض في لبنان وفقاً لأجندات خارجية، حيث التقى احد مستشاري الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مع مساعد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لبحث ملف عودة النازحين السوريين والطلب من الجانب الروسي العمل مع الحكومة السورية لاطلاق هذه العودة دون التنسيق مع دمشق، ما يطرح تساؤلات حول ما هو مقصود من هذه الخطوة بدلاً من التوجه نحو فتح قنوات التواصل مع الحكومة السورية؟

ترى المصادر السياسية أن هذا التحرك الذي جاء متأخراً كثيراً غير كاف لاطلاق عودة فعلية لما يزيد عن مليون ونصف نازح، على اعتبار أن عودة النازحين تحتاج الى اجراءات وخطوات أبعد من ذلك. يضاف اليها ضرورة حلحلة الكثير من القضايا المشتركة، وبالتالي فعلى هؤلاء التخلي عن رهاناتهم الخاسرة التي ـصابت وتصيب لبنان ومصالح ـبنائه بكثير من الاضرار والتداعيات السلبية والاقنتاع بأن المصلحة الوطنية للبنان تمرّ من خلال الاتي:

1- التخلي عن منطق الهروب الى الأمام وضرورة فتح قنوات التواصل مع سوريا، والأهم  يكون في فتح قنوات التواصل الرسمية بين الحكومتين، ليس فقط بما يخص موضوع عودة النازحين بل أيضا بما يتعلق بطبيعة الاجراءات والخطوات المطلوبة لمعالجة عشرات الملفات العالقة والتي تنعكس ايجابيات كبيرة على الوضع اللبناني.

2- الاقلاع نهائياً عن طبيعة رهانات البعض على الأمم المتحدة والغرب لعودة النازحين أو الانصياع لأجندات خارجية بعيدة كل البعد عن المصالح الوطنية للبنان وبالتالي الاقتناع بأن مصلحة لبنان أولا وأخيراً تكون في اعادة العلاقة الطبيعية بين لبنان وسوريا والتخلي عن منطق المكابرة والأحقاد.

3- الابتعاد عن محاولات الالتفاف على أهمية التواصل المباشر بين الدولتين، على اعتبار أن هناك قضايا وملفات لا يمكن حلّها سوى من خلال التواصل المباشر مع الحكومة السورية. وبالتالي فالتواصل مع الجانب الروسي أو غيره من الاطراف الحليفة لدمشق لا يوصل الى الأهداف التي تخدم المصلحة اللبنانية الكاملة ولو أن هذا التواصل - عبر روسيا - جاء لاحقاً وتابعاً للمبادرة التي بدأها حزب الله على صعيد العمل على المساعدة في العودة الطوعية والآمنة للنازحين السوريين.

المصادر تلفت الى أن دمشق لا يمكن أن تتنازل عن ذرة صغيرة من سيادتها وهي لذلك تعاطت وتتعاطى مع كل المسائل المتصلة بسيادتها من منطلق الند مع كل الدول.

2018-07-25