ارشيف من :أخبار لبنانية
المبادرة الروسية لإعادة النازحين جدية والتفاؤل الحكومي... على نار هادئة
اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم بالحضور الروسي وتدخله الجاد على صعيد حل ازمة النازحين السوريين في لبنان، وكذلك أبرزت الصحف حديث ريس الحكومة المكلف سعد الدين الحريري الاكثر تفاؤلاً بملف تشكيل الحكومة وعن زياراته المكوكية إلى بعبدا.
صحيفة اللواء
تحت عنوان :الوفد الروسي يُعيد فتح طريق بعبدا - بيت الوسط: كتبت صحيفة اللواء:
في المعلومات، انه جرى أيضاً في لقاء الرئيسين عون والحريري، بحث مستفيض في موضوع الاتفاق الروسي - الأميركي لمعالجة موضوع النازحين السوريين، والموقف اللبناني الموحد الذي سيتم ابلاغه الى الوفد الروسي الرفيع المستوى الذي يزور لبنان اليوم، ويضم 13 شخصا، برئاسة الموفد الخاص للرئيس الروسي بوتين الكسندر لافراتييف ويضم ايضا نائب وزير الخارجية سيرغاي بيرشيمين وعددا من الجنرالات والدبلوماسيين المساعدين. والذي سيلتقي الرئيس الحريري بشكل اساسي للبحث معه في تفاصيل تشكيل اللجنة المشتركة وطبيعة عملها وآلية تنفيذ ما يتم التوصل اليه لنقل النازحين الى سوريا تباعا.
الا ان مصادر بعبدا، أكدت ان الوفد الروسي سيزور قصر بعبدا عصر اليوم، حيث سيعقد اجتماع روسي - لبناني، لبحث ملف النازحين، وسيترأسه عن الجانب اللبناني الرئيس عون ويضم الرئيس الحريري ووزير الدفاع يعقوب الصرّاف، ويخصص لمعرفة الطرح الروسي من الملف، والآلية التي سيتم الاتفاق عليها لمواكبة الخطة الروسية، بعدما اتفق الرئيسان عون والحريري على موقف واحد من هذا الموضوع.
وأوضح الحريري انه سيتم اليوم الاطلاع من الوفد الروسي على صيغة المخرج التي وضعها الروس والاميركيون لهذا الملف، مشيراً إلى ان وجود الموفد الروسي هو بهدف استيضاح ما تمّ اقتراحه من قبلهم.
وقال: نحن نعلم ما تمّ اقتراحه للاردن، ونأمل ان تكون عودة النازحين إلى سوريا عودة آمنة ومضمونة، من قبل الروس والاميركيين والأمم المتحدة. وهذا ما سنبحثه اليوم، ونتمكن بعد ذلك من تحديد ما اذا كانت اللجنة ستكون سياسية أو أمنية.
إلى ذلك وصف وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي المبادرة الروسية بشأن إنشاء مركز لتنسيق عودة اللاجئين السوريين "بالجيدة جدا"، معتبراً انها تضمن أمن وأمان الأخوة السوريين، ولفت في حديث لـ"اللواء"، إلى ان "المهم مما سمعناه من الجانب الروسي هو عودة السوريين إلى أماكن سكنهم، مما يعني ان التغيير الديموغرافي الذي كان يحاول بشار الأسد القيام به مع النظام الإيراني قد فشل".
صحيفة المستقبل
من جهتها صحيفة المستقبل كتبت تحت عنوان: اتفق وعون على الموقف اللبناني إزاء الخطة الروسية.. و"التمثيل بالمثل" بحسب طبيعة اللجنة المُشتركة الحريري في بعبدا "أكثر تفاؤلاً".. واللقاء يتجدّد غداً، " في ما يتصل بملف موضوع النازحين السوريين، فقد احتلّ حيزاً كبيراً من لقاء بعبدا عشية زيارة الوفد الروسي المكلّف متابعة الملف مع دول الجوار لسوريا، لا سيما منها الأردن ولبنان، حيث سيعقد الوفد الديبلوماسي والعسكري برئاسة مبعوث الرئاسة الروسية إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف اجتماعاً اليوم في قصر بعبدا مع المسؤولين اللبنانيين يتقدمهم عون والحريري بمشاركة وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون ورؤساء وقادة الأجهزة الأمنية وممثل عن وزارة الخارجية. وعلمت "المستقبل" أنّ رئيسي الجمهورية والحكومة اتفقا أمس على الصيغة الواجب اعتمادها من جانب الدولة اللبنانية إزاء المقترحات الروسية الهادفة إلى إعادة النازحين إلى سوريا، وهو ما أكد عليه الحريري بإعلانه الاتفاق مع عون على "موقف واحد" حيال الموضوع. في حين أفادت أوساط بعبدا أنّ الرئيسين سيستمعان خلال لقائهما الوفد الروسي اليوم إلى تفاصيل ما يحمله من مقترحات حول الخطة المُرتقبة لعودة النازحين إلى وطنهم واللجنة المُشتركة المعنية بهذه العودة، على أن يُصار بالتالي إلى تحديد التمثيل اللبناني في هذه اللجنة بحسب طبيعتها ليكون هذا "التمثيل بالمثل، أمنياً إذا كانت اللجنة ذات طابع أمني أو ديبلوماسياً إذا كانت ذات طابع ديبلوماسي".
موسكو: العودة الآمنة والطوعية
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس عن إرسال فرق عمل إلى الأردن ولبنان وتركيا للعمل على عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، حسبما جاء على لسان رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، الذي شدّد في الوقت عينه على تمسك روسيا بوجوب أن "تكون هذه العودة طوعية وآمنة"، مشيراً إلى انضمام ممثلي 14 وزارة وهيئة روسية إلى عمل مقر التنسيق المُشترك الخاص بعودة اللاجئين السوريين.
تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الدفاع الروسية أكدت إنشاء مركز لإعادة النازحين السوريين من لبنان إلى وطنهم سيرأسه السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين.
صحيفة الجمهورية
أما صحيفة الجمهورية فكتبت: المبادرة الروسيّة تمتحِن لبنان... والحريري يُلقي جُرعة تفاؤل في بحر العقد
تبدو المبادرة الروسية حول النازحين وكأنها تمتحن لبنان وتختبر جديته وإجماعه على إنهاء هذا الملف الضاغط عليه، علماً انها أشاعت حيوية على كل الخطوط الداخلية، وحرّكت نقاشاً على كل المستويات حول كيفية تلقّفها والتفاعل معها بما يخدم تسريع عودة النازحين وإزاحة ثقلهم الكبير عن الجسم اللبناني.
المبادرة الروسية حول النازحين، فرضَت نفسها على المشهد اللبناني بنداً اولاً في أجندة الاهتمامات. خصوصا انّ الجانب الروسي يتبنّاها من موقع الواثق بسلوكها المسار المحدد وهو إنهاء هذا الملف بإعادة النازحين الى ديارهم، وهو ما تجلّى بخطوات ممهدة عبر وزارة الدفاع الروسية التي أعلنت عن فتح معبرَين للاجئين السوريين من الأردن ولبنان. على أن يلي ذلك فتح ثلاثة معابر أخرى لهذه الغاية.
وقالت مصادر ديبلوماسية روسية لـ"الجمهورية" انّ موسكو تعتقد انّ ملف النازحين قد حان وقت إقفاله، وهي تَتفهّم حجم المعاناة التي يكابدها النازحون، وكذلك حجم العبء الذي يشكّله هؤلاء النازحون على الدول التي تستضيفهم، ومن ضمنها لبنان الذي يعتبر اكثر الدول استضافة للنازحين، موسكو عَبّرت عن استعدادها الدائم لمساعدة لبنان في هذا المجال.
وأشارت المصادر الى انها تتوقع بروز خطوات ايجابية وممتازة في المدى المنظور، وقد وضعت موسكو الدول المعنية في صورة المبادرة التي هي بصددها، خصوصاً في الاردن وكذلك الأمر تجاه لبنان الذي نلمس إيجابيّات في مقاربته للمبادرة الروسية. مشيرة الى دور اساس للسفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين.
والواضح انّ لبنان رفع من مستوى اهتمامه بالمبادرة الروسية، التي شكّلت امس، نقطة بحث اساسية بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري. وعلمت "الجمهورية" انّ الرئيسين تبادلا المعلومات حول ما تَسرّب من المبادرة الروسية، وانّ الحريري أطلع عون على نتائج لقائه والوفد الروسي الذي زاره امس الاول قبل ان يوسّع من لقاءاته امس لتشمل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وبحسب المعلومات، فإنّ المحادثات بين عون والحريري خلصت الى موقف لبناني موحّد من المبادرة الروسية، واقترح رئيس الجمهورية على الرئيس المكلّف ان يكون الوفد اللبناني موسّعاً في اللقاء المرتقب عقده اليوم في قصر بعبدا مع الوفد الروسي الدبلوماسي - العسكري الذي يترأسه الموفد الخاص للرئيس فلاديمير بوتين الى سوريا، والذي سيضمّ الى الموفد ألكسندر لافراتييف نائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين وعدداً من كبار الضباط من وزارة الدفاع وكبار مسؤولي وزارة الخارجية الروسية، وامّا عن الجانب اللبناني فسيحضر الى عون والحريري وزير الدفاع وقائد الجيش والمدير العام للأمن العام ومدير المخابرات في الجيش اللبناني وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية اللبنانية.
صحيفة الاخبار
وفي نفس السياق كتبت الاخبار: وفد روسي في بيروت اليوم، "بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية إرسال فرق عمل إلى لبنان والأردن وتركيا للعمل على عودة اللاجئين السوريين، أكدت مصادر قصر بعبدا تعليقاً على مهمة الوفد الروسي الذي سيزور لبنان، اليوم، أن الموقف الرسمي اللبناني "سيكون موحداً بناءً على الطرح الذي سيقدمه الوفد الروسي الذي يترأسه الموفد الرئاسي الخاص ألكسندر لافرنتييف". وسيضم الوفد الروسي، الآتي من دمشق بطائرة روسية خاصة، 14 شخصاً بين مدني وعسكري، وسيعقد الاجتماع الموسع عصر اليوم في القصر الجمهوري ويترأسه عن الجانب اللبناني رئيس الجمهورية بحضور رئيس الحكومة والوزراء المعنيين والقيادات العسكرية والأمنية.
وأشارت مصادر دبلوماسية روسية لـ "الأخبار" إلى أن المشكلة في ملف عودة النازحين السوريين هي عند الجانب اللبناني، "فروسيا تعرف ماذا تريد، وكذلك الدولة السورية، لكن على اللبنانيين أن يتوحدوا وأن يكون موقفهم واحداً من الطرح الروسي وآلية التعاطي مع ملف عودة النازحين". وأكدت أن روسيا ليس لديها خطة خاصة بلبنان، "بل برنامج عمل يشمل كل الدول التي لجأ إليها النازحون السوريون".
وكان الحريري قد أشار بعد لقائه عون إلى أن وجود الوفد الروسي في لبنان، اليوم، "هو لاستيضاح ما اقتُرِح، ونأمل أن تكون عودة النازحين إلى سوريا آمنة ومضمونة، وهذا ما سنبحثه مع الوفد"، مؤكداً أن "لا تغيير في موقفي من موضوع النظام السوري، ولكن موضوع النازحين له علاقة بالقوى الكبرى".
التفاؤل الحكومي
اما على صعيد تأليف الحكومة فكتبت صحيفة "الاخبار" تقول: رُغم أجواء التفاؤل التي أشاعها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمس من قصر بعبدا، بقرب تشكيل حكومته العتيدة، فإن المؤشرات الآتية من معراب وكليمنصو تشي بالمراوحة. وفي انتظار ما سيحمله الوفد الروسي إلى لبنان، اليوم، بشأن آلية عودة النازحين السوريين، يعتبر الجانب الروسي أن المشكلة عند اللبنانيين "بغياب موقف رسمي موحّد"
دخلَ تكليف الرئيس سعد الحريري شهره الثالث، من دون أن تتوافر حتى الآن أية أرضية سياسية ثابتة لولادة "حكومة العهد الأولى". أزمة التأليف لا تحمِل في طيّاتها حسابات داخلية، وحسب. لا شكّ في أن جوهرَها يتصل بأسباب خارجية. من جهة، ينتظر الرئيس الحريري إشارة سعودية لم تأتِ حتى الآن. ومن جهة أخرى، يعتبِر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن هناك أطرافاً خارجية تسعى إلى ضرب عهده وتعطيله. ضغطٌ يفاقمه الحديث عن عقوبات أميركية جديدة على حزب الله.
عملياً، يقف الجميع في مواجهة أزمة سياسية ــــ دستورية يصعُب التكهن بأفضل المخارج وأسهلها لتخطيها. لا أحد يُريد التنازل عن مطالبِه. لا أحد يستطيع تقييد الرئيس المكلف بمهلة زمنية. في النتيجة، يتصرف الجميع على أساس أن هذه الحكومة الآتية، سيكون عمرها طويلاً (حتى نهاية العهد)، وبالتالي أي تساهل قد يؤدي إلى خسارة ما يمكن تثبيته في سلطة ستحكم البلد لمدة أربع سنوات.
وفيما أكد الحريري من بعبدا، أمس، أنه "مُتفائل أكثر من أي وقت مضى"، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أمس، في لقاء الأربعاء النيابي إنه "ليس لديه مُعطيات جديدة حول عملية تأليف الحكومة، عسى أن يحمِل لقاء الرئيسين (عون والحريري) بشائر الخير". كذلك كان حال أجواء الكتل النيابية المعنية بالعقد التي تحول دون ولادة الحكومة حتى الآن. هذه الكتل لاحظت أن محركات التأليف الحكومي "ما زالت متوقفة". فقد أكدت مصادر معراب لـ "الأخبار" أن الأمور "مجمدة". وأن "القوات" أودعت وجهة نظرها لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وقالت: "استناداً إلى معيار النسبية الذي حدده الوزير جبران باسيل، طالبنا بخمس حقائب وزارية، وكلام رئيس القوات الدكتور سمير جعجع عن استعداده لتدوير الزوايا يعني أن لدينا نية للتنازل إذا قرر الطرف الآخر أيضاً تقديم تنازلات، وإلا فسنبقى على موقفنا". وقالت المصادر إن القوات اللبنانية قدمت أفكاراً عدّة يُمكن تبنّيها، كالقبول بأربع حقائب، بينها واحدة سيادية، وخلُصت إلى القول إن المشكلة "لم تُحَلّ بعد، لا كماً ولا نوعاً".