ارشيف من :مقالات
السفير الروسي في طهران: ايران ليست دولة يمكن الضغط عليها
تتعرض الجمهورية الاسلامية الايرانية حاليا لحملة عدائية شديدة من قبل اميركا والكيان الصهيوني والانظمة العربية العميلة التي تسير في ركابهما ولا سيما مشيخات النفط. وهذا برهان ساطع على صوابية الخط الاستراتيجي الذي تنتهجه الثورة الايرانية، وانها في المرحلة التاريخية الراهنة تحولت ـ كصخرة بطرس ـ الى القاعدة الاساسية لحركة التحرر والثورة والمقاومة الوطنية، العربية والاسلامية بأسرها.
وليس من المستبعد ان يتم شن عدوان جنوني ـ على طريقة صدام حسين ـ ضد ايران. وفي هذه الحالة ستفتح ابواب الجحيم ضد الوجود الاميركي والاسرائيلي والعملائي في منطقة الشرق الاوسط بأسرها.
وفي هذه الاجواء المشحونة ضد ايران ادلى السفير الروسي في طهران "ليفان جاغاريان" بحديث مطول الى جريدة "كوميرسانت" الالكترونية الروسية، حول العلاقات الثنائية الروسية ـ الايرانية والموقف العدائي الاميركي من ايران. وننشر فيما يلي اهم ما جاء في هذا الحديث:
" في مطلع شهر آب/ أغسطس ستبدأ اميركا بتطبيق العقوبات ضد ايران فيما يتعلق بقطاعي صناعة السيارات وتجارة الذهب. ولكن الاخطر هو اجراءات المقاطعة والعقوبات التي سيبدأ تطبيقها في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر القادم وتتعلق بقطاعي الطاقة والبنوك، وفي هذا الإطار يؤكد السفير جاغاريان ان العقوبات الاميركية ضد ايران لن تؤثر على العلاقات الثنائية الروسية ـ الايرانية.
وجوابا على السؤال التالي:
ـ ان بنيامين نتنياهو يقول ان بامكان روسيا الضغط على ايران لسحب قواتها من سوريا. كم هي واقعية هذه التوقعات؟
اجاب السفير الروسي: اولا علي ان اذكّر ان الحضور العسكري الايراني في سوريا هو شرعي. فالوجود العسكري هناك، وكذلك الوجود الروسي، انما تم بطلب من السلطة الشرعية للجمهورية العربية السورية، للمساهمة في القضاء على الارهابيين. واحيانا تتم صدامات (اسرائيلية ـ ايرانية). ونحن نأمل في عدم تفاقم هذا الصراع.
وايران ليست البلد الذي يمكن الضغط عليه. فهذه دولة كبرى، لها سياستها الخارجية المستقلة. والعمل مع الايرانيين هو ممكن فقط عبر الإقناع. لا يمكن ابدا الضغط على ايران، فهذا يعطي نتائج عكسية.
ان واشنطن تمارس الان الضغط على طهران. لقد خرجت اميركا من الاتفاقية النووية مع ايران، وتهدد انه في تشرين الثاني القادم ستبدأ بتطبيق العقوبات على الدول والشركات التي تواصل التعاون مع ايران. ولكن هذا لن يؤثر على العلاقات الروسية ـ الايرانية. وعلاقاتنا التجارية والاقتصادية تتطور بشكل فعال. ولدينا العديد من المشاريع الضخمة. مثل المرحلتين الثانية والثالثة من المحطة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية في بوشهر، وبناء اربع وحدات للمحطة الحرارية الكهربائية في سيريك في مقاطعة هرمزكان، وكهربة السكة الحديد في قطاع غيرمسار ـ إينتشه ـ بورون. وحتى الان وبصرف النظر عن التهديدات الاميركية، انا لا اجد اي عقبة يمكن ان تمنع تحقيق هذه المشاريع. والعمل فيها يتم بشكل عادي ومنتظم.
وجوابا على سؤال:
ـ ان اميركا تهدد بمنع ايران من تصدير النفط، فهل تعتقدون ان ايران يمكن ان تغلق مضيق هرمز؟
اجاب السفير: ان الشخصيات الرسمية الايرانية، بمن فيهم العسكريون، تحدثوا مرارا عن مثل هذا الاحتمال. طبعا ان مثل هذا السيناريو غير مرغوب فيه. ومن جهة ثانية نحن نتفهم الارتباط القوي للميزانية الايرانية بعائدات مبيع النفط، ولذلك فإن الحكومة الايرانية ستتخذ تدابير فعالة لمواجهة التهديدات الاميركية.
وجوابا على سؤال:
ـ هل ستواصل روسيا شراء النفط الايراني؟
اجاب السفير: نحن لا نعترف بالعقوبات الاميركية الوحيدة الجانب. ومن وجهة نظرنا هي غير قانونية. وايران تلتزم بشدة بمتوجبات الاتفاقية النووية. وهذا ما اعترفت به مرارا الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفيما يتعلق بحلحلة التوتر في الشرق الاوسط فهذا يمكن ان يتم فقط عبر عملية المفاوضات. ونحن نعمل جاهدين لتحقيق ذلك. ولا يمكن الحديث مع ايران بلغة الانذارات والتهديد. فقط بلغة الإقناع كما سبق وقلت.
اننا وشركاءنا الاخرين سنبذل الجهود لايجاد آليات تسمح لايران بالحصول على فوائد اقتصادية مقابل الالتزام بالاتفاقية النووية. ان هذا ليس بالامر السهل، ولكننا نحن مصممون على الاستمرار ببذل هذه الجهود مع شركائنا الصينيين والاوروبيين الغربيين.
ورداً على سؤال
ـ ان الكثير من الخبراء، بمن فيهم اميركيون، يعتقدون ان الهدف الحقيقي لادارة ترامب هو اسقاط النظام الايراني. فهل يمكن بواسطة الضغط الاقتصادي تحقيق هذا الهدف؟
أجاب: لقد راقبنا مظاهرات الاحتجاج التي قامت في ايران في الآونة الاخيرة. والسلطات الايرانية تعتقد ان هذه المظاهرات موحى بها من الخارج. والولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، وبعض الممالك العربية تريد من وراء ذلك خلق القلق الجدي لدى طهران. والسلطات الايرانية تتحذ التدابير لمنع الوقوع في العزلة والانعكاسات السلبية على الاقتصاد الايراني. ونحن مستعدون لمساعدة ايران في ذلك. فبالنسبة لنا ايران هي بلد صديق. ونحن نتفاعل مع ايران في العديد من الحقول، ونعتبرها شريكا رئيسيا لنا.
***
عرضنا فيما سبق لاهم ما جاء في تصريح السفير الروسي في طهران. ونحن نستخلص منه ما يلي:
1 ـ ان الرئيس الايراني الحصيف الشيخ حسن روحاني نصح دونالد ترامب بالقول: "لا تعبثوا بذيل الاسد".
2 ـ والسفير الروسي ليفان جاغاريان يضيف الى نصيحة روحاني نصيحة اخرى تقول: "لا تمتحنوا مصداقية العلاقات الروسية ـ الايرانية، ولا تثيروا غضب الدب الروسي!".