ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

كيسنجر ينصح ترامب بالتعاون مع روسيا لاحتواء الصين

كيسنجر ينصح ترامب بالتعاون مع روسيا لاحتواء الصين

اقترح وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر "Henry Kissinger" على الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان تعمل الولايات المتحدة مع روسيا من اجل احتواء الصين.

ونقلت صحيفة "ديلي بيست" “Daily Beast” في تقرير لها عن مصادر في البيت الأبيض، ان كيسنجر “Kissinger” قدم هذا الاقتراح في سلسلة من اللقاءات خلال الفترة الإنتقالية اليت شهدتها الرئاسة الاميركية (بعد فوز ترامب بالانتخابات وقبل تنصيبه)، مشيرة إلى ان “Kissinger” لعب الدور الاساس في إنشاء العلاقات مع الصين لإحتواء الاتحاد السوفييتي خلال فترة إدارة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون “ Richard Nixon”.

كما اضاف التقرير ان الاستراتيجية المطروحة تقوم على الاستفادة من علاقات اقوى مع روسيا و عدد من الدول الاخرى في المنطقة من اجل احتواء الصين.

ونقل التقرير عن احد المصادر ان “Kissinger” قدم هذا الاقتراح لصهر ترامب “Jared Kushner”، وهو احد كبار مستشاري الرئيس الاميركي في السياسة الخارجية، وتابع التقرير ان هذا الاقتراح لقي آذان صاغية داخل ادارة ترامب.

ولفت إلى ان بعض كبار مستشاري الرئيس الاميركي إضافة إلى مسؤولين في وزارة الخارجية والبنتاغون ومجلس الامن القومي، قد طرحوا استراتيجية تقوم على الاستفادة من توطيد العلاقات مع موسكو من اجل احتواء بكين، وذكر ان الفكرة هذه تسودها تعقيدات بسبب "اذعان" ترامب للرئيس الروسي فلادمير بوتين، حيث قال ان ذلك تسبب بقلق كبير على صعيد الداخل السياسي الاميركي.

واضاف التقرير ان مواقف “Kissinger” تقدم تفسيرات لتقارب ترامب مع بوتين، ونقل عن مسؤول سابق بادارة ترامب ان موقف الأخير تجاه بوتين في قمة “Helsinki” كان نقيض ما فعله “Nixon” مع الصين (حيث تقرب الأخير من الصين من اجل احتواء الاتحاد السوفييتي)، واضاف المصدر ان روسيا و الصين تعززان العلاقات الثنائية وان التحالف بينهما يعتبر "تركيبة قاتلة".

التقرير قال انه "خلال الحملات الانتخابية للرئاسة الاميركية في العام 2016، فان عدد من الشخصيات "التي تدور بفلك ترامب" (و ليس فقط “Kissinger”) ناقشوا استراتيجية تقوم على تعزيز العلاقات ليس فقط مع روسيا و انما ايضاً مع اليابان و الفلبين و الهند و عدد من الدول الشرق الاوسط اضافة الى لاعبين آخرين، من اجل التصدي لما اعتبروه "التهديد الصيني المهيمن".

واعتبر التقرير "تعريف موقف ترامب تجاه الصين مهمةصعبة"، مشيراً الى ان ترامب سبق وان قدم المديح للقيادة الصينية ودخل في شراكة معها في عدد من الملفات البارزة في السياسة الخارجية، لكنه لفت في المقابل إلى ان ترامب تبنى مواقف تصعيدية ضد الصين في موضوع التجارة.

كما اضاف  التقرير ان المشكلة بالنسبة للمشرعين الاميركيين هي معرفة ما اذا كانت محاولات ترامب لتعزيز العلاقات مع روسيا تعود الى المخاوف من تنامي دور الصين، أم مجرد رغبة بالتقارب مع بوتين.

ونقل التقرير عن احد المصادر ان عددا من المسوؤلين الكبار في البيت الابيضيعتقدون ان روسيا ستكون "ثقل موازن مفيد" مقابل الصين، موضحا ان هذه النظرية لا تحظى بتأييد الجميع.

واشار التقرير إلى تعالي اصوات المسؤولين الاميركيين مؤخراً حول التهديد الذي تشكله الصين والحاجة الى استراتيجية شاملة لمواجهتها، لافتا الى ما قاله مدير "ال-FBI" “Christopher Wray” خلال منتدى “Aspen” الامني الاسبوع الفائت،الذي وصف الصين بانها التهديد الاكبر و"الاوسع" والاكثر تحدياً الذي تواجهه اميركا.

كما لفت الى ما نائب مساعد مدير "ال-CIA" في شرق آسيا المدعو “Michael Collins”، الذي اتهم الصين بشن "حرب باردة" على الولايات المتحدة.

ونقل التقرير عن مصدر مقرب من البيت الابيض ان هناك اعتقاد سائد في إدارة ترامب بان موسكو سترى في بيكن خصمها الجيوسياسي الاكبر تماماً كما تصنف واشنطن بيكن اليوم، وان ذلك قد يؤدي الى تقارب بين روسيا  اميركا.

2018-07-26