ارشيف من :آراء وتحليلات

الرياض توقف نفطها المتوجه غربا.. جهد العاجز

الرياض توقف نفطها المتوجه غربا.. جهد العاجز

السعودية التي دخلت في عدوان همجي على اليمن تحت ذريعة حماية وانقاذ الشرعية واعادتها الى صنعاء وانهاء ما سمته الانقلاب، وكانت تامل حينها أن تحقق أهدافها المعلنة والخفية على وقع غاراتها وأزيز طائراتها خلال اسابيع او ايام، والتي انفقت مليارات الدولارات لشراء الاسلحة لهذه الحرب منها فقط 64 مليار دولار في العام الماضي فقط، متجاوزة بهذا الرقم ميزانية الدفاع الروسية، هاهي اليوم تبحث عن من ينقذها من ورطتها وتستغيث بالمجتمع الدولي لإخراجها من المأزق الذي دخلت فيه، ولم تكفها للخروج منه تلك الاموال الطائلة التي انفقتها غربا وشرقا في صفقات اقل ما يقال عنها انها صفقات ترضية وشراء مواقف اكثر منها صفقات اقتصادية او لشراء السلاح فقط.

الاستغاثة السعودية جاءت على وقع ضربة مسددة من القوة البحرية والدفاع الساحلي استهدفت بصاروخ مناسب بارجة الدمام في البحر الاحمر قبالة سواحل الحديدة، محاولة تجيير الامر لصالح تجييش العالم ضد الشعب اليمني بعد فشلها الذريع وهزيمتها المدوية بكل المقاييس.

الضربة البحرية المسددة بالاضافة الى كونها ردا على العدوان ضد هدف مشروع تابع للعدو في البحر الاحمر، فقد حملت الى جانب العمليات البحرية الاخرى دلالة على جهوزية سلاح البحرية ويقظته للتصدي لمحاولات التقدم أو الإنزال على السواحل اليمنية، وان البحرية اليمنية حاضرة في البحر بقوة وتمكنت من منع تحالف العدوان من السيطرة والتفرد بالبحر والسواحل اليمنية، واثبتت بعد اربع سنوات من الحرب العدوانية ان اليد العليا لا تزال للجيش واللجان الشعبية بمختلف وحداتهم العسكرية، بما يعينه ذلك من تطور القدرات العسكرية اليمنية وفشل السعودية في اضعافها.

تحالف العدوان على اليمن اعترف بالضربة  في بيان للناطق باسمه لكنه قال ان الهدف كان سفينة نفط سعودية في البحر الاحمر، ليعقب ذلك بيان لشركة النفط السعودية ارامكو معلنة ايقاف نفطها المتوجه غربا عبر باب المندب، بشكل فوري ومؤقت.

ايقاف النفط هو في الاساس لحماية ناقلات النفط من الضربات اليمنية، لاسيما بعد تهديدات القوة البحرية وتحذيرات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في وقت سابق بأنه اذا تطور الاعتداء على الحديدة ومنيائها فلن نقف مكتوفي الأيدي، وستكون ناقلات النفط السعودية أهدافا مشروعة، وهي التحذيرات التي بدأت السعودية تأخذها على محمل الجد بعد تكرار تعرض بارجاتها للضربات المتوالية.

تريد السعودية تحريض وتأليب الجانب الاوروبي والامريكي للانتقال الى مربعات متقدمة في دعمها في العدوان على اليمن
وهناك اهداف اخرى في السياق تريد السعودية تحقيقها وعلى راسها تحريض وتأليب الجانب الاوروبي والامريكي للانتقال الى مربعات متقدمة في دعمها في العدوان على اليمن.

وان كان هذا التجييش يأتي بغرض انقاذ الرياض نفسها من المأزق الكبير والورطة الكبيرة، الا ان السعودية تحاول تصوير الامر وكانه حماية للممرات المائية، وحين فشلت اموالها وصفقاتها مع الغرب وعلى مدى اعوام اربعة في دفع كل من يقف خلفها للتورط المباشر في حربها على الشعب اليمني، قامت باستخدام ورقة النفط مستغلة العملية البحرية لايقاف نفط "ارامكو" الذي يمر عبر باب المندب الى اوروبا والعالم الغربي، في محاولة جديدة لدفع اوروبا وامريكا للدخول المباشر والقتال بالنيابة عنها، بعد ان ظلت طوال الفترة الماضية تقاتل وتعتدي على اليمن نيابة عن المشاريع الغربية والامريكية الصهيونية على وجه التحديد.

ليست هذه المرة الاولى التي تسعى فيها الرياض الى التحريض والتأليب والتحشيد، سابقا وعندما ضربت القوة الصاروخية قاعدة الملك فهد في الطائف، مطار الملك عبدالعزيز بجدة، وكيف حاولت السعودية تجييش العالم الاسلامي تحت مسمى حماية مكة في تضليل واضح عن الاهداف التي قصفتها القوة الصواريخ اليمنية، ولا ننسى ضربة السفينة الاماراتية "سويفت" التي تم تدميرها بضربة صاروخية امام سواحل المخا، وحملة التضليل التي ترافقت معها والبروباغاندا المصاحبة لها، تحت مسمى حماية باب المندب، الجدير بالذكر هنا ان المحاولات السعودية والاماراتية باءت بالفشل ولم تجن الا الضجيج فقط.

هذه المرة انتقلت السعودية الى خطوة عملية تجاوزت الضجيج الاعلامي واعلنت ايقاف شحناتها من النفط عبر باب المندب بشكل مؤقت، وهو النفط المتوجه الى اوروبا عبر البحر الاحمر، وربما تدفع بدول الخليج الى اتخاذ نفس القرار لا سيما الامارات والكويت والتي بدات تدرس مثل هذا القرار.

يبقى من نافلة القول هنا التأكيد على حق الشعب اليمني في الرد على السعودية على قاعدة السن بالسن والعين بالعين، وكما استهدفت السعودية اركان الاقتصاد اليمني ودمرت المصانع والمدارس وحرمت ابناء الشعب من المرتبات على مدى ثلاثة اعوام، من حق الشعب ان يرد عبر وحداته العسكرية، وستكون المنشآت الاقتصادية في مرمى النيران اليمنية كما قصفت "ارامكو" في الرياض بالطائرة المسيرة، وكما قصفت "ارامكو" ايضا في جيزن ونجران عدة مرات بالصواريخ البالستية، وذات الامر ينطبق على السفن النفطية السعودية، فلا يمكن ان يتفرج الشعب اليمني على السعودية وهي تستفيد من ايرادات النفط لاطالة امد العدوان، بينما يعاني من حصارها وعدوانها.

2018-07-26