ارشيف من :نقاط على الحروف
’العهد’ والجيش السوري وجها لوجه مع الصهاينة في القنيطرة
انجازات سريعة يحققها الجيش السوري في مدينة القنيطرة وريفها، انتصارٌ يأتي تتويجا لتضحيات أبطاله، فالابصار معلقة بالجنوب حيث التقدم السريع والانتصارات بالجملة التي استكملت اليوم برفع العلم الوطني فوق معبر القنيطرة بعد السيطرة على منطقة دوار العلم وبلدة الحميدية، وبلدات عدة في الريف الشرقي للمحافظة.
الوصول الى ريف القنيطرة المحرر من العاصمة دمشق، يتطلب اكثر من ساعة ونصف بالسيارة، التي تخترق مسرعة ريف درعا، وتنعطف داخل مدن الصنمين والحارة وصولا الى اطراف جاسم ومنها الى عمق مناطق القنيطرة، كل ذلك تطلب منا الخروج مع بداية النهار، تجنباً للازدحام في دمشق، على طول الطريق كانت ترافقنا حواجز الجيش السوري، والتي تذكرنا ببداية الاستعدادت لمعركة القنيطرة، كون محافظة القنيطرة بالتحديد، لها حساسية خاصة في مناطق الجنوب السوري، نظرا لوقوعها على خاصرة الجولان السوري المحتل، وقربها من الحدود الاردنية واللبنانية، ما شكل لها جغرافية استثنائية، وضاعف اللاعبيين الدوليين في سمائها وارضها، الا ان الجيش ومنذ التحضيرات الاولية للمعركة، كان يحمل معه الى اطرافها التصميم الواضح، والقرار الراسخ، ان لن يبقى للمجموعات المسلحة اي اثر في تلك المنطقة، وانها ستعود بقوة السلاح او ارادة القوة السياسية، التي انتجت عدة اتفاقات مصالحة، ساهمت باخراج مناطق واسعة من دائرة الاشتباك والحرب.
توقفنا قليلاً في مفترق طرق يشير الى مدينة نوى من الناحية الغربية والى مدينة جاسم في الناحية الشمالية واطل علينا من بعيد تل الجموع الذي كان يعتبر قبل سيطرة الجيش عليه احد اهم مواقع "داعش" في المنطقة، وخلفنا كان يحرسنا تل الحارة الشاهق، وامامنا مباشرة انه تل الفرس الذي يحتله الكيان الاسرائيلي في الجولان السوري، تقدمنا مع موكب من الجيش السوري، ودخلنا بلدة الرفيد في ريف القنيطرة، والتي اخترقناها لنصبح امام موقع تل الفرس الصهيوني، الذي يبدو كقلعة حصينة وسط سهل واسع ممتدة، ورصدنا انتشار الجيش السوري هناك، بعد رفعه للعلم أعلى معبر القنيطرة، ما يدلل على الامان التام في تلك المنطقة، وبدأنا نسمع من ضباط الجيش كيف كان التقدم الواسع للجيش في القطاع الاوسط والجنوبي للقنيطرة ولحقه الشمالي بعد فترة قصيرة، ما يثبت فشل القوة المشكلة لغرفة الموك وغرف العمليات الاخرى، بفصل تلك المجموعات عن مصير داعش والنصرة، والتي كان بعضها مرتبط بها بشكل عقائدي، وضمن بيعات عدة بين التيار السلفي الاردني وتنظيم القاعدة، وهذا ما اكدته المعلومات الخاصة، التي حصلنا عليها من احد قادة ما يسمى لواء السبطين المنتشر في ريف القنيطرة الجنوبي وبلدة الرفيد المدعو جاسم، والذي قام بتسوية وضعه والتحق بالقوات الرديفة لمحاربة داعش، والذي تحدث لنا، عن اسرار خروج "جبهة النصرة" من هذه المنطقة، كاشفاً لنا عن خمسة عشر عائلة لبنانية، غادرت نحو ادلب، كون تلك العوائل محسوبة على "النصرة" وان بعض رجال تلك العائلات قادة في "جبهة النصرة"، تنقلوا كمسؤولين في معظم ارياف القنيطرة، والتفت نحو السلك الشائك الفاصل بين القنيطرة والجولان السوري المحتل، ليبلغنا ان تلك المجموعات، ان كانت من "النصرة" و"داعش"، كانت تتجول حول هذا السلك دون اعتراض من الجانب الاسرائيلي، وحتى انهم رصدوا في عدة مرات كيف كانت تصل الصواريخ والقذائف الثقيلة لـ"داعش" و"النصرة" عبر ممرات في هذه المنطقة ويتم نقلها الى مواقعهم في حوض اليرموك في ريف درعا.
الجولة مع ضباط الجيش السوري في مقابل الشريط المحتل، ترسم ملامح معنويات مرتفعة بفعل النصر، بعد الهزيمة التي اصيب بها المسلحون ولم نغادر المكان قبل السؤال عن سبب تمدد "داعش" في بعض مناطق ريف القنيطرة الجنوبي، على امتداد الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، وسيطرتها على قرى البكار والعبدلي والجبيلية والمعلقة وصيدا الجولان، قبل ان يدحرها الجيش السوري ويعيد السيطرة عليها، بالتعاون مع الاهالي، حيث اكد لنا جاسم القائد في لواء السبطين التابع لما يسمى بالجيش الحر ان اتفاقا تم بين جبهة "النصرة" وجماعة "داعش" الارهابية، على ان تقوم "النصرة" بتسليم مخازن ذخيرتها في تلك القرى لـ"داعش"، بعد اوامر جاءت لـ"جبهة النصرة" بنقل كامل الأسلحة الثقيلة ومستودعات الذخيرة إلى داخل حوض اليرموك، قبل انسحابها من تل الجابية ونوى وجاسم ونمر، تحديداً، وترك بعض الاسلحة والعتاد الحربي في بعض نقاط الاسناد المهمة، بريف القنيطرة الجنوبي، ما يتيح فرصة لـ"داعش" للتمدد نحو القرى الواقعة في ريف القنيطرة الجنوبي والاوسط والشرقي، والانتقام من اهلها الذين دخلوا في مصالحات مع الدولة السورية.
ومع اقتراب الشمس من الاختفاء في الافق الغربي، كنا قد غادرنا ريف النقيطرة متجيهن نحو دمشق، وحاملين معنا الامل بالعودة السريعة، عند سماع اخبار تحرير الجولان المحتل والذي بات قريبا.