ارشيف من :أخبار لبنانية
أسبوع حكومي جديد يقفل على تفاؤل بلا تأليف
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على مسار التأليف الحكومي وعلى ملف عودة النازحين السوريين والمبادرة الروسية وابرزها التواصل اللبناني - السوري لحلحلة الازمة.
"حزب الله" يضغط لإعادة التواصل مع النظام السوري
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت "عاد الوزير جبران باسيل من سفره. نقطة ايجابية تدرج في مسار التأليف الحكومي. والى ان يلتقي رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، في الساعات المقبلة وفقاً للترجيحات، فإن الانتظار سيد الموقف، وان يكن مصادر وزارية تستبعد حتى اليوم وجود حلحلة حقيقية للعقد التي تحول دون التأليف".
واضافت "ذلك أن حلّ العقدة الدرزية المطروح بتوزير الأمين العام للقاء الأرثوذكسي النائب السابق مروان أبو فاضل المقرّب من رئيس "الحزب الديموقراطي" النائب طلال أرسلان ضمن حصة رئيس الجمهورية ميشال عون أو أي حل اخر مقترح، لم يُعرض بعد على الاشتراكي، علما ان الرئيس نبيه بري أبدى استعداداً للمساهمة في تسهيل هذه العقدة".
وتابعت "أما على الضفة المسيحية، فالجبهات متعددة، ولا يقتصر الامر على حصة حزب "القوات اللبنانية" الذي استمر في المطالبة بخمس حقائب، أو أربع تتضمن نيابة الرئاسة أو حقيبة سيادية. فقد كرر "تيار المردة" مطالبه وهو يحظى بدعم جهات سياسية عدة تؤكد ضرورة اشراك الجميع في الحكومة المقبلة".
الى ذلك، تبرز مشكلة ما قبل التأليف وما بعده في السياسة التي ستعتمدها الحكومة المقبلة في العلاقة مع النظام السوري بعدما عمل أفرقاء عدة على جعل اعادة التواصل أمراً واقعاً من دون التشاور مع رئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس المكلف في الامر. واذا كان الحريري خلال لقائه الوفد الروسي أول من أمس جدّد ست مرات رفضه التواصل المباشر بين الحكومتين قائلاً إن "فتح قنوات اتصال مباشرة بين الحكومتين اللبنانية والسورية غير وارد بأي شكل من الاشكال" كما أكد وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الاعمال معين المرعبي، فإن وزير الصناعة حسين الحاج حسن كان يصرح من دمشق بان "القسم الأكبر من اللبنانيين بات مقتنعاً بضرورة تطوير العلاقات مع الدولة السورية ومع الشعب السوري ومع المؤسسات السورية، أما القسم الآخر فسيغير ويبدل موقفه اذا أراد فعلاً مصلحة لبنان، لان هذه المصلحة هي في بناء علاقات قوية مع سوريا على مختلف الصعد".
السويداء لا توحّد «المُوحّدين» في لبنان
من جهتها، قالت صحيفة "الأخبار": "«أقِف على حافّة النهر وأنتظِر جثّة عدوّي». على ما يبدو لم تعُد الحِكمة الصينية التي استخدمها وليد جنبلاط قبلَ عدة أعوام تستَهويه. باتَ أكثر اقتناعاً بأنها إن «حبِلت في سوريا فلا بدّ لها أن تلِد في لبنان». لذا قرّر رفع لواء القتال للدفاع عن نفسه أولاً، عابراً فوق سياسة النأي بالنفس التي طالما نادى بها.
إذا كانت الوقائع الدموية غير المسبوقة على أرض السويداء السورية، لا يمكنها أن توحد طائفة الموحدين الدروز، فهل يجب أن ننتظر مجزرة أكثر دموية يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في أماكن جديدة؟ سؤال يطرحه أحد الحرصاء على «البيت الدرزي»، آخذاً على الجميع أنهم لطالما فوّتوا سابقاً وهم يفوِّتون اليوم فرصة كبيرة للوحدة.
واضافت الصحيفة "ما جرى في السويداء أذهل وليد جنبلاط. ومن دون أن يدقق، سارع إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الدولة السورية. طرحَ تساؤلات كثيرة عن كيفية وصول عناصر تنظيم داعش إلى محافظة السويداء، واستقرّ رأيه في البداية على الاكتفاء بوقفة تضامنية. لكنه سُرعان ما فاجأ الجميع، أمس، بإلقاء خطاب من أمام مقام الشيخ أحمد أمين الدين في عبيه، من شأنه تعزيز الشرخ الواضح بين أبناء الطائفة في لبنان.
نظرياً، كان من المفترض أن تكون وقفة «عبيه» مجرّد وقفة تضامنية مع السويداء، وأن يشارك فيها الجميع".
وتابعت "لكن مسارعة جنبلاط لإطلاق النار على النظام السوري، أعادت إحياء الانقسام السياسي في الطائفة على عنوان كبير لا يستهان به. فوّت جنبلاط المناسبة. على هذا الأساس، صار لقاء عبيه على شاكلة الخطاب الجنبلاطي. أتى إليه حشد يتقدمه عدد من مشايخ الطائفة، وبحسب أحد الحاضرين، اكتشف عدد من رجال الدين أن ثمة من خَدَعَهم. مسيرات سيارة. مظاهر مسلّحة وإطلاق نار عشوائي كثيف. ولو أنها كلها «جاءت من خارج الإطار التنظيمي للحزب التقدمي الاشتراكي»، على حدّ تعبير أحد الحزبيين".
فرحة المتفائلين بالتأليف لم تكتمل .. وجنبلاط يقصف المبادرة الروسية
الى ذلك، رأت صحيفة "الجمهورية" إن "أسبوعاً حكومياً جديداً يقفل على تفاؤل بلا تأليف، ووعود سياسية على تنشيط حركة الاتصالات لعلها تفك صواعق التعقيدات التي ما زالت مزروعة في طريق الحكومة. وذلك في وقت ما زال البلد تحت تأثير الصدمة التي أحدثتها المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين، ولكن من دون معطيات ملموسة تحدد الاتجاه الذي ستسلكه هذه المبادرة، ومدى التغطية الدولية لها".
واضافت "لبنان الرسمي على كل مستوياته يتفاعل إيجاباً مع المبادرة الروسية، وقد عبّر عن ذلك صراحة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أبلغ أمس ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بيرنيل دايلر كاردل ترحيبه بهذه المبادرة التي قال انها تؤمن عودة 890 الف نازح سوري من لبنان الى بلدهم، وكذلك من رئيس المجلس النيابي الذي امل أن تشكّل المبادرة فاتحة لعودة سريعة للنازحين، معتبراً انّ زيارة الوفد الروسي الى لبنان تشكّل منعطفاً هاماً في مصير الازمة السورية الدامية، مع تشديده مجدداً على فتح القنوات مع الدولة السورية، وكذلك من الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تعكس أوساطه تأييده الكامل للمبادرة وبلوغ الهدف المنشود منها".