ارشيف من :ترجمات ودراسات
السويداء تدفع ثمن الولاء للدولة السورية.. بالدم وتصون الانتصار
"إنها معركة أمريكية كاملة الأوصاف شنتها داعش"، بهذه العبارات وصف أحد خبراء الجيل الرابع من الحروب، غزوة داعش الأخيرة على مدينة السويداء، وبعض ريفها واعتبر أن هذا الهجوم هو نسخة محدثة طبق الأصل عن الهجوم الداعشي على مدينة بعشيقة ومناطق الأيزيديين في العراق صيف العام 2014، وإذ يؤكد أن هذه العملية فشلت عسكرياً بفعل تصدي الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة والأهالي للهجوم، فإنه حذر من الحرب الاعلامية الضخمة التي تلتها، واعتبر أن الهجوم قد يكون بمثابة شعلة لهزة كبيرة يحضر لها الأمريكي لتوسيع منطقة نفوذه من شرق سوريا وصولاً إلى إعادة فرض شريط عازل يمتد من التنف إلى الجولان من جديد.
فجر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من تموز/ يوليو 2018 نفذ تنظيم "داعش" هجمات منسقة وبمئات العناصر الانتحارية والانغماسية على محافظة السويداء، هي الأعنف منذ سبعة سنوات، وقد شنت هذه الهجمات على عدة ومحاور مستفيدة من ثغرتين هما ثغرة بيداء السويداء الواسعة شرقي المحافظة والتي تعتبر بيبئة حاضنة للمسلحين الخارجين عن الدولة وثغرة منطقة اللجاة في شمال المحافظة والمشمولة باتفاق خفض التصعيد كما استفادوا من خصوصية محافظة السويداء التي منحتها الدولة بموجب اتفاق مع فعالياتها الروحية والسياسية صلاحية تأسيس لجان شعبية ورديفة للدفاع عن المحافظة وامكانية طلب تعزيزات من جميع صنوف الجيش حيثما تدعو الحاجة.
وبدراسة هذا الهجوم المنسق على مدينة السويداء والمتزامن مع مجموعة من الإغارات الكبيرة على قرى الحافة الأمامية للتماس مع ما تبقى من فلولهم في البادية السورية المتصلة بالأردن والتي تعتبر منطقة متصلة جغرافياً من ناحية الشمال الشرقي بقاعدة التنف الأمريكية ومن خلال الجغرافيا العسكرية لمنطقة تجمعهم وانطلاقهم ثم انسحابهم بعد إفشال هجومهم الكبير لا يمكن لأي مراقب أو عسكري أن ينفي التورط الأميركي بهذا "الهجوم المجزرة " للقرائن القوية التالية:
1ـ قوة قرينة إمكانية انطلاقهم من قاعدة التنف الأمريكية بالتحديد.
2ـ قوة قرينة حصولهم على دعم لوجستي والكتروني ومعلوماتي واستخباري أرضي وجوي من قاعدة التنف.
3ـ قوة قرينة غض نظر الأمريكان في القاعدة لتجحفل مئات من عناصر داعش أمام أعينهم قبيل الهجوم.
4ـ قوة قرينة عدم التصرف أو الاشتباك الأمريكي مع مئات العناصر المنسحبة بعد الهجوم باتجاه نفس منطقة التجمع والتي لا يفصلها سوى بادية فارغة عن قاعدة التنف الأمريكية.
5ـ الهجوم أتى متزامناً مع انجاز عمليات احكام السيطرة على درعا والحدود الجنوبية مع الأردن وانجاز مهمة القضاء على معظم الفصائل المرتبطة بالموك وغير "الموك" في محافظة درعا.
6ـ الهجوم تزامن مع استعادة مدينة القنيطرة ومعظم ريفها وصولاً إلى الحدود مع الجولان المحتل كما تزامن مع انطلاق عملية تصفية الجيب الداعشي جنوب غربي سوريا.
لماذا السويداء؟
تعتبر السويداء محافظة سورية ذات خصوصية سياسية ودينية وعسكرية فائقة الأهمية باعتبارها العاصمة السياسية لطائفة الدروز في العالم، وإحدى قلاع الدولة السورية ذات الكثافة السكانية الكبيرة (750 الف نسمة) تقع على تخوم محافظة درعا، وهي بتماسها المباشر مع درعا وامتدادها الغربي باتجاه القنيطرة المتصلة بالجولان المحتل تعتبر هدفاً مغرياً ودائماً للعدو الصهيوني، وقد عبر عن ذلك قادة العدو حيث اعتبروا أن أي اختلال في الوضع الناشئ للسويداء بعد اندلاع الحرب السورية هو خطر على أمن الكيان.
كما أن محافظة السويداء المتاخمة لدرعا المتصلة جنوباً بالأردن تعتبر بامتدادها الجنوبي والشرقي هدفاً لأطماع النظام الأردني الطامح إلى مشروع ما يسمى بالأردن الكبير.
ويعتبر موقع السويداء الاستراتيجي الهام مفتاحاً أساسياً للسيطرة الكاملة على جنوب شرق سوريا وهي أيضاً نقطة ارتكاز هامة للعمليات الحربية واللوجستية لأي قوة معادية للدولة السورية تجاه جنوب وشرق العاصمة دمشق.
منذ اندلاع الحرب السورية سعت العديد من القوى الاقليمية والدولية إلى زج السويداء في آتون هذه الحرب ضد الحكومة السورية، واستخدمت وسائل الترغيب والترهيب لإقناع أهلها بالخروج على النظام، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل ورغم نجاح غرفة "الموك" الأردنية بالتغرير ببعض الضباط الصغار من أبناء السويداء، وتأسيس بعض الكتائب المسلحة الصغيرة إلا أن الكيانات المسلحة التي أنشؤوها لم تستطع العمل في بيئة السويداء، أو حتى تجنيد عسكريين من أبناء السويداء، ولم تستطع أكبر هذه الكتائب وهي "كتيبة سلطان الأطرش" تجنيد أكثر من 5 من أبناء السويداء في هذه الكتيبة التي بلغ تعداد عناصرها قبل حلها 500 فرد معظمهم من محافظة درعا، وذلك بسبب الموقف الحازم لأبناء السويداء وفعالياتها الدينية والسياسية والعسكرية الذين رفضوا أي خروج على الدولة فاضمحلت هذه الكتائب المسلحة التي لم تتعد أصابع اليد بفعل وقف الدعم المادي لها من قبل غرفة "الموك" الاردنية وذلك لعدم جدوى استمرارها.
عام 2014 انتقلت غرفة "الموك" إلى بديل آخر للتعامل مع السويداء فزجت بجماعتي "النصرة" و"داعش" التكفيريتين للتماس والاشتباك مع المحافظة وقطع طريق (دمشق ـ السويداء) الدولي، وشنت هاتين الجماعتين إغارات وهجمات متتالية من الجهة الرخوة للمحافظة آنذاك في جنوبها الغربي بالتزامن مع سماح العدو الصهيوني للتنظيمين بالاندفاع باتجاه أجزاء مهمة من محافظة القنيطرة، وحوض اليرموك وريفي درعا الشمالي والغربي، وظهر للعلن التنسيق والتعاون التام بين العدو والتنظيمين التكفيريين من خلال الدعم اللوجستي والاستخباري والعسكري، ومن خلال المظلة الجوية والمدفعية التي فرضها لأشهر قبل أن تستعيد الحكومة السورية المبادرة أواخر العام 2015 باستعادة حمص والجزء الجنوبي من الغوطة الشرقية، ومعظم الغوطة الغربية وأجزاء كبيرة من القلمون الغربي وتوسيع نطاق العاصمة وتطويق ما تبقى بيد الجماعات المسلحة من الجزء الشمالي للغوطة الشرقية.
بعد تحرير مدينة حلب عام أواخر العام 2016 أطلقت الحكومة السورية ربيع العام 2017 عملية تحرير بادية حمص ودير الزور، واستفادت كثيراً من أفضلية بقاء معظم محافظة السويداء على ولائها للدولة لتنفيذ عمليتها الكبرى باتجاه البيداء السورية شمالاً عبر ريف حمص الشرقي باتجاه تدمر والقريتين، ووسطاً باتجاه القلمون الشرقي وجنوباً باتجاه اللجاة، وكانت معركة اللجاة الأولى انطلاقاً من السويداء مرحلة رئيسية من هذه العملية التي سميت "والفجر"، كما أن صمود المحافظة بوجه زحوفات "النصرة" من جهة درعا أمنت ظهر الجيش السوري من جهة الشرق ليندفع في ربيع العام 2018 في عمليته تجاه درعا والقنيطرة لتحريرهما.
هجوم انتقامي لـ"الموك" وحملة تضليل
مما تقدم وبمراجعة طبيعة الهدف من هجوم "داعش" الأخير في الخامس والعشرين من تموز/ يوليو 2018 باتجاه (السويداء وريفها الشرقي) يمكن معرفة الأسباب التي دفعت بالأمريكيين ومن خلفهم أعضاء غرفتي "الموك" في الأردن إلى تنفيذ هذا الهجوم الانتقامي بحق السويداء.
وما خفي عن المراقبين ظهر في طيات الحملة الاعلامية والهجمة التضليلية الكبرى على وسائل التواصل الاجتماعي بعد العملية، فمباشرة بعد العملية انطلقت حملة تشويش مشتركة اجتمعت فيها قوى متناقضة، فقد اشتركت وسائل اعلام ترتبط بالسعودية وقطر والامارات وتركيا، تؤازرها الجيوش الالكترونية التابعة لهذ الدول الاربعة بحملة تضليل واحدة، هدفها الاستفادة من الصدمة والرعب التي ولدها هجوم "داعش" ومجزرته المروعة التي راح ضحيتها حوالي الـ 250 شهيداً مدنياً لبث أفكار ومعلومات وتقارير يرتبط معظمها بهدف واحد إخراج السويداء من كنف الدولة، وحثها على المطالبة بالأمن الذاتي كما انطلقت أصوات في لبنان كانت قد حرضت عام 2013 أهالي السويداء على الخروج على الدولة والانخراط في حربها.
ومن خلال مسح ما بث في الأيام السابقة أمكن رصد عناصر التشويش التالية:
1ـ ادعاء وسائل الاعلام السعودية والقطرية والاماراتية والتركية بأن الدولة السورية هي التي تواطأت مع "داعش" وأمنت لها المجال لشن هذا الهجوم بهدف حث أهالي السويداء على التطوع في الحرب على "داعش" في ريف السويداء، وفي هذه الدعاية السخيفة من السذاجة الكثير، في الوقت الذي كانت فيه القوى العسكرية السورية تحارب "داعش" في أكثر 50 نقطة اشتباك في محافظة دير الزور والقنيطرة وتقدم الشهداء والتضحيات.
2ـ الادعاء بأن الحكومة السورية سحبت السلاح من أهالي السويداء قبل أسبوع، فيما أظهرت الوقائع أن حجم السلاح والذخائر الذين استعملهما المدافعون عن المدينة والقرى الثمانية التي هوجمت والسرعة التي أنجزت فيها مهمة قتل وطرد عناصر "داعش" بأن ما بيد أبناء السويداء ليس أسلحة أفراد أو مجموعات بل أسلحة كتائب وألوية.
3ـ الادعاء بأن سلاح الجو السوري لم ينفذ غارات كثيرة على المهاجمين، وهذا الادعاء يعتبر استغباء في العلم العسكري، حيث أن القوى المشتبكة يلزمها دعم قريب بالمدفعية والصواريخ، وبعد التأكد من وجود أمان كامل للمدافعين، ويقتصر دور سلاح الجو في هذه المرحلة بقصف وسائط الاسناد الناري التابعة لـ"داعش" لإخراسها وسحق أي قوات متجحفلة لـ"داعش" في أماكن بعيدة عن التماس يمكن زجها في المعركة، كما يستفاد من سلاح الجو بنقل قوات خاصة للتدخل السريع ونقل العتاد والذخيرة لتعويض النقص لدى المدافعين وهذا ما فعلته الدولة السورية في الساعات الأولى من العملية.
4ـ الادعاء بأن القوات السورية لم ترسل تعزيزات كبيرة فوراً لنجدة المدافعين، ورغم أن هذا الادعاء تافه إلا أن الدولة السورية دفعت بقوات يتعدى حجمها لواء من القوات الرديفة في الساعات الأولى للمعركة، ودفعت في عشية اليوم الأول وصباح اليوم الثاني بقوات مشاة ومدرعات ووسائط نارية ثقيلة فائضة، وتأخر هذه القوات لساعات يعود لأسباب علمية عسكرية محضة، فالجيش العربي السوري جيش متمرس لا يعمل بنظام "الفزعة"، أي أن يحمل كل جندي سلاحه أو يركب دبابته وينطلق بنفسه إلى الميدان كيفما اتفق، وبدون تخطيط، بل كان يلزمه تجميع طاقة عسكرية كاملة وصلت للآلاف من (غرف عمليات ودبابات ومدرعات وأفراد وتخصصات ومدافع الميدان التي تجرها عربات ومدافع ذاتية الحركة وذخائرخفيفة وثقيلة وفرق طبية ونظم اتصالات ومحروقات للآليات فضلاً عن أعمال لوجستية وادارية ضخمة) وكل هذه الأمور أنجزها الجيش في ساعات قليلة.
وقائع الهجمات الميدانية في اليوم الدامي
البداية كانت من مدينة السويداء، فبين الساعة الخامسة والسادسة فجرا الأربعاء الخامس والعشرين من تموز/ يوليو 2018 دخل مسلحون من "داعش" يستقلون دراجات نارية إلى السويداء من باديتها التي تعتبر معقل "داعش" التي تبعد عن المدينة حوالي 40 كم حيث أطلق بعضهم النار بشكل عشوائي على المدنيين، ثم فجر أربعة منهم أنفسهم بالأحزمة الناسفة في سوق الخضار، وقرب دوار المشنقة، ودوار النجمة، وحي المسلخ، وهي مناطق حيوية ولا وجود سوى للمدنيين فيها وطارد مواطنون من المحافظة بعض الانتحاريين، وقام أحدهم بتفجير نفسه في مبنى قيد الإنشاء بعد حصاره، و أدت هذه العمليات لارتقاء حوالي خمسين شهيداً مدنياً في مدينة السويداء، إضافة لعشرات الجرحى.
وفي ريف السويداء الشرقي الذي شهد أعنف المواجهات، نفذ عناصر داعش حوالي الساعة الرابعة والنصف فجراً هجمات انغماسية على ثمانية قرى متاخمة لبادية السويداء هي: "دوما" و"تيما" و"طربا" و"الكسيب" و"رامي" و"غيضة حمايل" و"الشبكي" و"الشريحي"، حيث انقسم عناصر التنظيم التكفيري حسب طبيعة الهدف إلى فصائل وسرايا تضم الواحدة منها بين ثلاثين وخمسين عنصراً، مزوداً ببنادق آلية ورشاشات وقنابل وأحزمة ناسفة، فضلاً عن مجموعات إسناد أخرى مزودة بالقناصات والاسلحة المتوسطة ومدافع الهاون، انتشرت على أطراف بعض القرى وسجلت معارك القرى الوقائع التالية:
1ـ هاجم عناصر "داعش" نقطة للفصائل المحلية في تل "الهش" الواقع شرقي قرية "دوما" وقتلوا عناصر الحماية المتواجدة فيها، بالتزامن مع هجوم مجموعة اخرى على منازل المدنيين في قرية دوما، حيث دارت اشتباكات داخلها أدت لاستشهاد عدد من المدنيين، ثم تمكن ابناء القرية من طرد مسلحي "داعش" وقتل أربعة منهم .
2ـ قرية "تيما" المتاخمة لدوما، تسلل عناصر "داعش" لداخلها، لكن أبناء القرية تصدوا لهم واشتبكوا معهم، ثم طردوهم بعد أن اوقعوا قتلى بينهم، فيما لم يرتق أي شهيد داخل هذه القرية.
3ـ تعرضت قرية "الكسيب" لهجوم مماثل، وتصدى لهم أبناء القرية الذين ارتقى منهم ثلاثة شهداء، بينما قتلوا عدة مسلحين من "داعش".
4ـ في قرية "طربا" هاجم مسلحو "داعش" نقطة تل "البصير" للفصائل المحلية، حيث دارت اشتباكات بينهم وبين عناصر الحماية في النقطة، وحاولوا الوصول لإطراف "طربا"، إلا أن أبناء القرية تمكنوا من دحرهم وقتل اكثر من ستة مقاتلين منهم، بينما سقط أربعة شهداء من أبناء القرية.
5ـ قرية "غيضة حمايل"، هاجمها مقاتلوا "داعش" بعد ان تسللوا بين منازلها، ودارت اشتباكات عنيفة داخل القرية استشهد خلالها ثمانية مدنيين، معظمهم قتلهم عناصر "داعش" داخل منازلهم، فيما تمكن ابناء القرية والفصائل المحلية المؤازرة من طردهم، بعد مواجهات استمرت لأكثر من أربع ساعات داخل القرية وعلى أطرافها، قتل خلالها خمسة عشر عنصر لـ"داعش".
6ـ هاجم مسلحو"داعش" قرية "رامي" المجاورة لغيضة حمايل، في ساعات الفجر أيضاً، حيث اقتحموا منازل المدنيين في الجزء الشرقي منها، وقتلوا عدة مواطنين بينهم نساء وأطفال، و بلغت حصيلة الشهداء من قرية "رامي" 21 شهيداً ، إلا ان القرية شهدت مقاومة شرسة من قبل ابنائها والمؤزرات التي وصلتهم من محافظة السويداء، حيث دارت اشتباكات استمرت لنحو ساعتين، وانتهت بهروب مقاتلي التنظيم بعد مقتل ستة عشر عنصراً منهم داخل القرية.
7ـ في "الشبكي" و"الشريحي"، تسلل عناصر "داعش" إلى القريتين خلال ساعات الفجر، وأقدموا على اقتحام بيوت المواطنين وقتل أكثر من ثلاثين مواطن، وأسروا عدداً من المدنيين بينهم نساء وأطفال، ثم اندلعت اشتباكات وصفت بالأعنف داخل القريتين، بين مسلحي "داعش" وأبناء المنطقة، تزمناً مع وصول الفصائل المحلية من مختلف أرجاء المحافظة، التي تمكنت من طرد مسلحي "داعش" وقتل العديد منهم خلال ساعات الظهيرة، لتتجدد الاشتباكات على اطراف الشبكي خلال ساعات المساء، حتى صباح يوم الخميس 26-7-2018.
8ـ ريف السويداء الشمالي شهد تسللاً لمقاتلي "داعش" من منطقة "اللجاة" المشمولة بالتسوية مع الحكومة السورية، إلى قريتي "المتونة" و"السويمرة" تحديداً، قتلوا خلال هجومهم ستة مدنيين، لكن أبناء المنطقة تمكنوا من طردهم وقتل اثنين منهم.
وشاركت فصائل رديفة ومحلية من أبناء محافظة السويداء وبلدات جبل الشيخ وجرمانا في التصدي للهجمات، فيما نفذ الطيران الحربي غارات جوية على خطوط الاشتباكات، كما وصلت مؤزرات من الجيش وأجهزة الأمن والمخابرات، ثم دفع الجيش بتعزيزات كبيرة إلى مناطق القتال.
وقد بلغت حصيلة الشهداء الذين وصلوا لمستشفى السويداء الوطني أكثر من 246 مواطناً غالبيتهم من المدنيين وفصائل السويداء المحلية، بالإضافة لحوالي 300 جريح، بينما وثقت مصادر إعلامية في السويداء بالصور 41 جثة لقتلى "داعش" في شوارع قرى الريف الشرقي، ويرجح المدافعون عن المنطقة إلى أن "داعش" سحب عشرات القتلى والجرحى من مقاتليه خلال المواجهات.
في الختام فإن محافظة السويداء دفعت ثمن موقفها العروبي المناصر للدولة والمعادي للعدو وأدت دورها التاريخي منذ بداية الحرب على سوريا، فمنعت بصمودها الجماعات المسلحة من السيطرة على كامل الجنوب السوري، وتهديد العاصمة دمشق ووقفت عائقاً أمام أي تطوير لإسقاط الدولة السورية في الشمال من خلالها وحمت ظهر الجيش والقوات الرديفة خلال عملية تحرير الجنوب السوري المستمرة، فكان لا بد من الانتقام منها وأتت هذه الهجمات بعد انجاز تحرير درعا ومعظم محافظة القنيطرة كدليل على حجم السخط الذي أصاب غرفة "الموك" من السويداء .