ارشيف من :أخبار لبنانية

سد اليمونة: 42 قرية غرب بعلبك تستفيد من المشروع

سد اليمونة: 42 قرية غرب بعلبك تستفيد من المشروع

حسين محمد كوراني

بعد ثماني سنوات أُستغرقت من عمر الوطن أُنجز مشروع سد بحيرة اليمونة الذي سيوفر المياه لـ 42 قرية غرب بعلبك، بدءاً من مناطق دير الأحمر وشليفا وبوداي وصولاً الى طاريا وشمسطار، ويساعد على تأمين مياه الشفة لأكثر من 100 ألف نسمة. أنجز السّد بعد أن كلّف المزارعين خسارة بساتينهم مقابل تعويضات استملاك زهيدة، كل ذلك من أجل الآمال التي علّقوها عليه لجهة توليد الطاقة الكهربائية وتعزيز موقع المنطقة السياحي.

تندرج إقامة السَّد ضمن المشاريع الواردة في الخطة العشرية والاستراتيجية الوطنية التي اطلقتها وزارة الطاقة والمياه منذ العام 2000. يتسع السد لتخزين ما يقارب مليون واربعماية وخمسين الف متر مكعب من المياه بعلو أقصى قدره سبعة أمتار على مساحة حوالي 32 هكتارًا.

يكتسب المشروع أهمية كبيرة، يساعد على انماء المنطقة وازدهارها من الناحيتين الزراعية والسياحية، فهو يعمل على زيادة الانتاج الزراعي وبالتالي على زيادة الدخل الفردي للمزارع مما يجعله اكثر إستقرارًا والتصاقًا بأرضه. ويمكن جعل بحيرة السّد مرفقًا سياحيًا يمكن من خلالها إفساح المجال لاستثمار الأراضي العامة المحيطة بها لاقامة مختلف النشاطات السياحية والرياضية.

ويبقى موضوع رفع ومعالجة مصادر التلوث الخطير الذي يهدد المصادر المائية، عبر اتمام البنى التحتية ومشاريع الصّرف الصّحي التي تحمي بحيرة اليمونة لتوزيع مياه نظيفة للمواطنين، وهذا يتطلب تعاونًا من الأهالي والنواب ورؤساء البلديات وفاعليات المنطقة.

رئيس بلدية اليمونة، الأستاذ طلال شريف وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، أكد أن المشروع أنجز على أكمل وجه وضمن المواصفات التي تمّت دراستها سابقًا من قبل وزارة الطاقة والبلدية، ويستطيع أن يلبي حاجة كل البلدات 42 التي يغطيها، متمنيًا أن تكون عملية توزيع المياه من قبل المركز الرئيسي في شليفا عادلة بعيدة عن المحسوبيات ومن دون ضغط أي جهات نافذة.

من الناحية الإنمائية، اشار شريف لـ"العهد" الى أن البلدية باشرت في استثمار الأراضي المحيطة بالبحيرة لإنشاء منتزهات ومطاعم ومقاهي سياحية عليها، لافتًا أن بلدة اليمونة تتمع بمناظر طبيعية جميلة وطقس صيفي منعش، من خلال موقعها المميّز عند سفح جبل المكمل الشرقي، مضيفًا أن البلدية كانت قد باشرت بدراسة مسائل الصرف الصحي خوفًا من تلوث مياه السّد.  

على الصعيد الزراعي، لفت شريف الى أن المشروع سينعش الأراضي الزراعية ليس فقط في بلدة اليمونة وإنما في كافة القرى التي يغطيها السّد، وعملية تنظيم جر المياه الزراعية تتم بطرق حديثة بعيدًا عن الفوضى.

ولا بُدّ من التساؤل عن السدود الـ 55 التي خططت لها وزار الطاقة، وتحديدًا سد العاصي وذلك في ظل التغير المناخي والتّصحر والنّمو السكاني الذي أصبح واقعًا يعترف به الجميع، وإذا لم تنجز هذه السدود فلن نستطيع مواجهة مشكلة شح المياه في فصل الجفاف.

2018-07-30