ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الحرب بين واشنطن وطهران.. أمريكيون مع وآخرون ضدّ

 الحرب بين واشنطن وطهران.. أمريكيون مع وآخرون ضدّ

حذّر المؤلف الاميركي المعروف باتريك بوكانان من أن الحرب مع إيران قد تدمّر رئاسة دونالد ترامب.

وفي مقال نشرتها مجلة "ذا أمريكان كونسرفاتيف"، أشار الى أن النفط يمثّل المصلحة الحيوية الإستراتيجية الغربية بمنطقة الخليج، والحرب مع إيران ستعرّض هذه المصلحة للخطر.

الكاتب الذي عمل مستشارًا لعدد من الرؤساء الأميركيين السابقين مثل رونالد ريغين وريتشاريد نيسكون، اعتبر أن الحرب مع إيران ستعزّز التهديد الأكبر لأوروبا في الشرق الأوسط أي الهجرة الجماعية ووجود خلايا إرهابية بين المهاجرين، وتابع "الحرب على إيران سيتدخل فيها حزب الله والفصائل الشيعية في سوريا والعراق إضافة الى غيرهم من الأطراف الحليفة لإيران.. هذا سيؤدي الى تزايد الخسائر في صفوف القوات الاميركية والى حرب شبيهة للحرب التي تدور في سوريا منذ ستة أعوام".

كذلك نبّه الكاتب من أن أيّ حرب في الخليج ستشهد تقليصًا لصادرات النفط وارتفاعًا حادًّا بالأسعار، وتؤدي بالتالي الى ركود اقتصادي عالمي سيُحمَّل ترامب مسؤوليته.

"لوبلوغ"

وفي السياق نفسه، ذكّر جون فيفر في مقال نشره موقع "لوبلوغ" بأن مقدم البرامج التلفزيونية الأميركي الشهير تاكر كارلسون الذي ينتمي الى تيار المحافظين حذّر الأسبوع الفائت ترامب من شنّ حرب على إيران.

ولفت الكاتب الى أن ترامب يصغي الى كارلسون الذي لديه برنامج شهير على قناة "فوكس نيوز" المفضّلة لترامب، ما يعني أن هذا التحذير مهمّ للغاية بالنسبة الى الرئيس الأمريكي.

كما اعتبر الكاتب أن ترامب وفيما لو قرر الذهاب الى الحرب مع إيران، فإن ذلك "سيدمّر رئاسته" تمامًا كما دمّرت الحرب على العراق رئاسة جورج بوش الابن.

وقال الكاتب إن السؤال الذي يبقى مطروحًا هو مدى أرجحية الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، قبل أن يضيف أن هناك "حربًا ما قبل الحرب" وأن هذه الحرب ستلعب دورًا كبيرًا في تحديد ما اذا كانت ستندلع المواجهة بين واشنطن وطهران.

وأوضح الكاتب أن الحرب ما قبل الحرب هي بين معسكرين اثنين داخل معسكر المحافظين نفسه، وأردف "معسكر المحافظين الاول يضمّ شخصيات من تيار "الايرانوفوبيا" وأنصار رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو والصقور الداعمين للحروب عمومًا،في حين أن هناك المحافظين الجدد الذين يتمسّكون بحلم تغيير الانظمة، فضلًا عن أولئك الذين يعتقدون بأن التدخل "لصالح السعودية" ضد إيران سيصبّ في المصلحة الاميركية.

وأشار الكاتب الى أن هناك الكثير من التداخل بين هذه المجموعات، فوزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الامن القومي  جون بولتون يدفعان باتجاه الحرب مع ايران منذ سنين، فضلًا عن بعض الصقور في الكونغرس مثل توم كوتون وجون ماكين وشخصيات مقرّبة من حزب الليكود الصهيوني مثل شيلدون أديلسون (ملياردير صهيوني يقدم تبرعات مالية ضخمة جدًا للحزب الجمهوري الأميركي).

وبيّن الكاتب أن مراكز دراسات صهيونية مثل "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" تدعم بقوة خيار الحرب على إيران، وأن هناك شخصيات أميركية اخرى مثل محامي ترامب رودي جولياني الذي يتلقّى مبالغ مالية من منظمة منافقي خلق الإرهابية.

أمّا بالنسبة الى معسكر المحافظين المضادّ الذي يعارض الحرب على ايران، أظهر الكاتب أن هذا المعسكر يضمّ بعض الشخصيات التي دعمت الحرب على العراق وبعض الشخصيات المعادية لترامب، وشخصيات من مدرسة التحرر، وكذلك بعض "الانعزاليين" وبعض المنتمين الى مدرسة الواقعيين.

وعدّد الكاتب أسماءً من المعسكر الثاني أمثال ماكس بوت الذي كان مؤيدًا للحرب على ايران عام 2011 لكنه أصبح مُعارضًا لها اليوم، وراند بول وهو سيناتور جمهوري دعم الاتفاق النووي مع ايران ورفض تعيين بومبيو كوزير للخارجية بسبب "رغبة الأخير بالحرب مع طهران.

وعليه، اعتبر الكاتب أن الانقسامات داخل تيار المحافظين مؤشر مهمّ جدًا يفيد بان الحرب مع ايران ليست حتمية، وبأن المعارضين للحرب يجب أن ينتصروا بـ"الحرب الأولى" من أجل منع اندلاع المواجهة العسكرية مع إيران.

وإذ استبعد الكاتب أن يُصغي ترامب لنصائح الحزب الديمقراطي والحركة التقدمية المعادية للحروب، توقّع أن يلعب مقدّم البرامج التلفزيونية الأميركي تاكر كارلسون دورًا في غاية الأهمية على هذا الصعيد

2018-08-03