ارشيف من :مقالات
من ينقذ طرابلس من لعنة الحفريات؟
هي قصة إبريق الزيت، لا تعرف بدايتها من نهايتها. هكذا هو الحال في طرابلس، التي لا تزال ترزح تحت لعنة الحفريات والغبار، دون أن يعرف المواطن متى تبدأ أعمال الحفر ومتى ستنتهي، وترتاح المدينة من هذا العبء الثقيل الذي أرخى كامل ثقله على شوارع المدينة وساحتها.
لا يكاد شارع يرتاح، إلا وتنتقل اللعنة الى آخر. أعمال حفريات واسعة النطاق أخذت تغزو المدينة، تحت مسمى "إعادة تأهيل البنى التحتية وشبكات مياه الأمطار"، فيما يبقى أبناء المدينة وزائروها هم الأكثر عرضة للمعوقات الناتجة عن أعمال الحفر بدءا من زحمة السير وصولاً لساعات طويلة من الانتظار.
منذ أكثر من عامين، لا تزال مدينة طرابلس تعاني من أعمال الحفريات التي تجتاح ساحات المدينة وشوارعها، دون أي رقيب. الآلاف من الأمتار باتت عبارة عن حفر عميقة تعلوها كميات كبيرة من الأتربة والوحول، فيما تغزو القساطل والاليات والمعدات الطرف الاخر، بالإضافة الى عشرات العمال المشرفين والعاملين في المشروع، لكن دون أن يحول ذلك في تسريع الأعمال وإنجازها سريعاً.
وإذ يبدو أنه كُتب على عاصمة الشمال أن تعيش مقطعة الأوصال بفعل أعمال الحفريات، التي تغزو شوارعها، وتنال من قدرة أبنائها على التحمل، يلاحظ غياب تام لدور البلدية في تحديد توجيهات السير في كل شارع، أو وضع شرطي سير ينظم مرور السيارات عند مفترق الطرق واماكن الحفر، فيما يبقى البيان أو النشرة التي تصدر عن قوى الأمن الداخلي، هي المرشد الوحيد لسالكي الطرقات في طرابلس، وإلا فإن الداخل الى المدينة سيتفاجأ بالعجقة الناتجة عن الحفريات، ما يجعل من استكمال السائق طريقه في طرقات المدينة أشبه بمغامرة!
فوضى عارمة، هذا الوصف الوحيد الذي يصلح لحال مدينة طرابلس، والتي باتت تتاقلم مع الحفريات التي تجتاح معظم طرقها الرئيسية والفرعية، في ظل غياب لأي التزام من قبل الشركات المتعهدة بمواعيد زمنية محددة، وحتى أن الشركة، لم تكلف نفسها فتح طرق بديلة تعيد وصل ما انقطع وتخفف من حالة الاحتقان المروري. وبحسب معلومات حصل عليها "موقع العهد الإخباري" فإن "مشروع البنى التحتية الممتد من منطقة البولفار - البحصاص الى ساحة النور، والذي انطلق قبل عام، لا يوجد له سقف زمني محدد للانتهاء، حتى أن بلدية طرابلس نفسها لا تملك أي مستند أو عقد يحدد المدّة الزمنية المقرر أن ينتهي فيها المشروع، والذي بدأ جدياً في ضرب شريان المدينة الحيوي ويساهم في عرقلة حركة الدخول والخروج، وذلك حاله حال العديد من المشاريع التي يشرف عليها مجلس الإنماء والإعمار.
في المقابل بدأ الطرابلسيون يتخوفون، من استمرار أعمال الحفر مع غياب أي تحديد لوقت للإنتهاء، خصوصاً أن ما ينتظرهم مع قدوم موسم المدارس، سيكون أشد وطأة عليهم مما يشهدونه اليوم من زحمة سير خانقة، تكاد تخرج السائقين عن طورهم. وهو ما يدفعهم للتساؤل، من ينقذ طرابلس وأهلها من لعنة الحفريات؟