ارشيف من :مقالات
واشنطن تعرقل محادثات قسد - دمشق
لا تبدو الولايات المتحدة الأمريكية راضية عن خطوة الحوار التي خطاها مجلس سوريا الديموقراطية تجاه الحكومة السورية. تجلى ذلك في بعض الخطوات السياسية والعسكرية تبدو فيها واشنطن مهيمنة على قوات قسد ومجلسها السياسي، إلا أنّ حالة عدم الرضا هذه لا تبدو كقرار نهائي فأمريكا تدرك أن قواتها ستخرج من سوريا عاجلاً أم آجلاً، وبالتالي لا بد من الحوار بين الأكراد و دمشق، ما يعني أنّ الهدف الأمريكي من وراء عرقلتها لمسار المحادثات الكردية الحكومية لا يتخطى محاولة الضغط للحصول على بعض المكاسب السياسية.
اتجهت قوات سوريا الديموقراطية للحوار مع الحكومة السورية مؤخراَ، مسار المحادثات شهد توافقاً على المسائل الخدمية إذ تم إدخال موظفين حكوميين سوريين إلى مباني سدود الفرات والبعث وتشرين، وتشكيل لجان لمتابعة التفاوض على أساس اللامركزية، إلا أنّ واشنطن قامت بسلسلة خطوات تعبر عن عدم رضاها عن الحوار المعلن رغم أن المسؤولين الأكراد قد أكدوا أن قسد لا تنتظر الموافقة الأمريكية على هذا الحوار و إنما قد اكتفت بإبلاغ واشنطن بنيتها التوجه للحوار لحلحلة الأمور في المناطق الشرقية.
مصدرٌ سياسي سوري أكد لموقع "العهد" الإخباري أنّ "أمريكا راضية ضمنياً عن الحوار الذي يدور بين قوات سوريا الديموقراطية و الحكومة السورية فهي ستنسحب عاجلاً أم آجلاً من الأراضي السورية ولكنها بذات الوقت تريد ثمناً للانسحاب وبالتالي هي تريد أن تستثمر هذه الورقة لتقول أنها قادرة على التأثير في كل القوى الموجودة بالمنطقة الشرقية وتريد تحقيق مطالبها حتى لا تعرقل هذا الحوار".
وأضاف المصدر قائلاً إنّ "ما فعلته واشنطن مؤخراً من استقدام شحنات أسلحة أو إرسال سفيرها السابق بزيارة لمحافظة الرقة ليس إلا استعراضاً يريد الأمريكي أن يظهر من خلاله أنه يمتلك أوراق قوة ويعمل بشكل روتيني في مناطق شرق الفرات وكأنه لا يوجد أي حديث عن انسحاب لقواته، والجميع يعرف أن ترامب أجّل هذا الأمر حتى شهر تشرين فقط ولذلك فإنّ الضغط الأمريكي على مسار محادثات قسد - دمشق ليست سوى لتحقيق بعض المطالب السياسية".
تتبنى واشنطن مطالب العدو الصهيوني فهي لم تتدخل إلا للحفاظ على أمنه القومي، وإيران هي التهديد الأول لكيان العدو، ورغم أن الوجود الإيراني في سوريا يقتصر على وجود المستشارين العسكريين فقط ولا قواعد عسكرية ضخمة كما يُصوّر بإعلام العدو إلا أنه يشكّل هاجساً مرعباً له ولذلك تتحجج واشنطن بالوجود الإيراني وبكل تأكيد هو مطلبها الرئيسي، بمعنى أن الانسحاب الأمريكي مقابل الانسحاب الإيراني حتى تقول واشنطن أنها حققت شيئاً يذكر في سوريا وحدّت من نفوذ إيران بحسب حديث المصدر السياسي السوري ذاته الذي أشار لـ"العهد" الى أنّ "كل ما تقوم به واشنطن في الشرق السوري مراوغة سياسية لا قيمة لها واستعراض إعلامي يهدف لإظهار أمريكا على أنها ممسكة بأوراق الحل حتى وإن اختار مجلس سوريا الديموقراطية الحوار إلا أنه لن يتم إلا عبر التحالف الدولي".
وختم حديثه لـ"العهد" الإخباري قائلاً أنّ " انسحاب القوات الأمريكية سيكون كاملاً وكلياً فلا قواعد عسكرية لها بمعنى القواعد فهي نقاط تجمع وتمركز ليس أكثر، وأمرُ انسحابها أو حتى إجبارها على الانسحاب إن لم يترك خيار غيره سيكون سهلاً والرئيس الأسد قالها صراحة في وقت مسبق، فلا سلطة ولا سيادة لأمريكا على الأراضي السورية وبقاء جندي أمريكي واحد هو أمرٌ مرفوض قطعا ً".