ارشيف من :تحقيقات
صبّار مغلف بصحف عبرية في الأسواق اللبنانية
مع اشتداد الحر يحلو للبنانيين تقديم فواكه كالتين والعنب والصبّار الذي اشتهر بشوكه رغم طعمه المميز. منذ اعوام وموسم الصبّار اللبناني يتعرض لمرض لم يبق الكثير منه في القرى التي اشتهرت به مثل عبّا الجنوبية..حتى صار صيت الصبّار مرتبطاً بها فيقال: "صبير عبّا".
هذا العام عاد الصبّار ليتصدر الفواكه الموسمية مع اشتداد الحرّ، ولكن مصدره هذه المرة بحسب "الخضرجية" حاصبيا وقراها، لكن المفاجآة كانت بأن الصندوق البلاستيك الذي يباع فيه جاء مغلفاً بصفحات جرائد عبرية.
من المعروف أن التغليف مكلف في حال إراد المزارع السخاء عليه، وربما قد يستهلك نسبة من الأرباح تنقص من الفوائد التي يرتجيها المزارع سيما مع المزروعات البعلية غير المكلفة ويكون ربحها صافياً ما خلا تكليف الحصاد والتعبئة.
واعتاد البائعون أن تغلف البضائع بما يعرف في مصطلح سوق الوراقة بـ "التلف" وهو ما طُبع بشكل شيء، أو كان حبر طباعته باهتاً، أو وقع خلل ما بتوزيع الصفحات على الماكيت فيضطر صاحب المطبعة لتحمل نفقة إعادة الطباعة، لكنه بالمقابل يبيع هذا "التلف" ليستعمل من قبل تجار المفرّق في تغليف بعض انواع الحشائش، أو يستعمل في مسح زجاج النوافذ وهكذا..
أما في حالة الصبّار اليوم فالموضوع ملتبس، بين ان تكون بضائع مهربة من كيان العدو وهو امر يحتاج إلى تدقيق وإحراز جواب من قبل أجهزة الدولة الرسمية وإن كان مستبعداً، أما التفسير الثاني فهو ان هناك مستودعاً ما لا يزال يحتفظ بمخلفات ورقية من أيام الاحتلال الصهيوني وضاق ذرعاً بها، وعن خبرة قرر التخلص منها في هكذا منتوج زراعي يعلم مسبقاً أن مشتريه لن "يفلفش الجريدة" ليعرف مصدرها بسبب الشوك الذي تحويه... طبعاً هذا في حالتنا غير واقعي بسبب أن تاريخ الصحيفة يعود لأربعة أعوام بعد التحرير.. وهنا السؤال يكبر.
"العهد" يعرض لكم نموذجاً من الصحف العبرية العائدة للعام 2004 غلفت بها صندوقة الصبّارـ على أمل أن تقوم الأجهزة المعنية بالتدقيق بمصدر الصبّار لعل وعسى هناك طرائق تهريب جديدة يصل من خلالها.
الصور بعدسة: فاطمة عبدالله