ارشيف من :أخبار لبنانية

تأليف الحكومة في دائرة مفرغة.. وترقب لمواقف السيد نصر الله اليوم

تأليف الحكومة في دائرة مفرغة.. وترقب لمواقف السيد نصر الله اليوم

استمر دوران تأليف الحكومة في دائرة مفرغة، وبقي الحديث عن عقدة قواتية وأخرى درزية تحولان دون ولادة التشكيلة التي يبدو أنها مؤجلة إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك.
في هذه الاثناء من المرتقب أن تكون كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، اليوم في ذكرى انتصار عام 2006، حاسمة في عدة قضايا محلية واقليمية، وتوضع فيها النقاط على الحروف.

 

"النهار": المراوحة تُنذر بالعودة إلى المربع الأول

رأت صحيفة "النهار" ان أسوأ ما برز مطلع الاسبوع على صعيد مأزق تأليف الحكومة ان الشلل السياسي عاد يحكم المشهد الداخلي ويشدد بقبضة الجمود على مجريات هذه العملية، مبدداً مرة أخرى ما أفضت اليه جولة الاتصالات واللقاءات والمشاورات التي اجريت الاسبوع الماضي ومنذراً بالعودة الى المربع الاول. وتنامت وسط هذا المناخ السياسي الباهت احتمالات تصاعد الحرب الباردة التي تدور بصمت بين مراجع وقوى سياسية ولو ان أي طرف لا يبدو راغباً في ان يكون المبادر الى توتير الاوضاع العالقة عند عقد توزيع الحقائب والحصص لئلا يتسبب بحرق مراكبه مع الآخرين. ولكن ثمة مصادر سياسية معنية بمتابعة الاتصالات الجارية لمعالجة التعقيدات المعروفة في توزيع الحقائب الوزارية قالت أمس لـ"النهار" إن مرور شهر آب من دون ولادة الحكومة التي لا يزال بعضهم يراهن على مفاجأة تفتح باب الانفراج لتأليفها قبل نهاية الشهر الجاري سيفتح الابواب امام مرحلة سلبية قد يكون من معالمها اهتزازات جدية في العلاقات بين الرئاسات الثلاث تكراراً وتالياً بين العديد من القوى السياسية المتحفزة لتبادل الاتهامات بتعطيل مهمة الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري.

ولفتت المصادر في هذا السياق الى عامل بارز يتمثل في الليونة التي يظهرها "حزب الله" والخطاب الذي يحرص عبره على استعجال تأليف الحكومة بما يعد دفعاً لحلفائه قبل الافرقاء الآخرين لتسهيل عملية التاليف قبل ان تبدأ التعقيدات تأخذ منحى استفزازياً مختلفاً عن المرحلة السابقة. واشارت الى انه اذا كانت لدى الحزب معطياته الخارجية التي تجعل الانفراج الداخلي يلائم مصالحه تماما في المرحلة المقبلة، فان الحزب وسواه من الافرقاء صارحوا بعض السياسيين المسيحيين تحديداً بانهم يخشون عودة تفاقم التباينات بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية " كعامل خارج الضبط والتأثير من جانب حلفاء الطرفين ومن شأنه ان يساهم في تعقيد مهمة الرئيس الحريري الذي لمس بقوة الدلالات السلبية لانهيار "تفاهم معراب" خلال لقاءاته الاخيرة ان مع وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاعلام ملحم الرياشي أو عبر اللقاءات الاخرى التي يعقدها لتذليل عقبات التأليف.

أما في ما يتصل بمسألة التمثيل الدرزي، فان المصادر نفسها تحدثت عن مسار مختلف يبدو فيه ان ثمة ما يثير المخاوف من منحى يهدف الى تسديد ضربة معنوية وسياسية الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الامر الذي رفضه ولا يزال يرفضه الرئيس الحريري نفسه، كما ان دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري على خط "المساعدة " للرئيس المكلف في هذا المسار ترجم كما تردد في تداول اقتراح لاسناد احدى الحقائب الوزارية الثلاث للدروز الى النائب انور الخليل او ابنه الى جانب وزيرين من الكتلة الجنبلاطية. لكن مصير هذا الاقتراح لم يتبلور بعد خصوصاً ان الجانب الاشتراكي لا يزال يؤكد ان احدا لم يفاتحه في أي تطور منذ فترة غير قصيرة.


"الجمهورية": التأليف يدور في التعقيد..

من جهتها، رأت "الجمهورية" أن الآمال في ولادة الحكومة الجديدة تستمر في أدنى درجاتها، وما يُشاع من تفاؤل من حين الى آخر تثبت التطورات والأيام أنّه ليس سوى جرعات من المضادات الحيوية التي تُعطى للمريض في انتظار إعطائه العلاج الذي يوقف اعتلال صحته، وهذا العلاج لم يُعثر عليه بعد حتى الآن. ويرى المراقبون أنّ الحديث عن إعداد مسوّدات لتشكيلات وزارية ليست الغاية منها سوى تقطيع للوقت، في انتظار تلقّي المعنيين "كلمة السر" في "لعبة الكبار" حتى يبنوا على الشيء مقتضاه، ويبدو أنّ أوان هذه الكلمة ما زال بعيداً، وفي هذا السياق لا يغيب عن أذهان البعض كيف أنّ حكومة الرئيس تمّام سلام ولدت بعد نحو 11 شهراً على تكليفه...

تقترب عطلة عيد انتقال السيدة العذراء وعطلة عيد الأضحى المبارك ولا ولادة حكومية بعد في ظل تنامي الحديث عن استعداد الرئيس المكلف سعد الحريري للانطلاق في جولة مشاورات جديدة لتأليف الحكومة، قبل أن يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتسليمه مسودة تشكيلة وزارية جديدة. لكنّ المعطيات الأخيرة تَشي بأنّ مواقف مختلف الأطراف لا تزال على حالها. فالحزب التقدّمي الاشتراكي مصرّ على "ثلاثيته" الوزارية في وقت لفتت المراقبين زيارة رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" الوزير طلال إرسلان لموسكو التي عاد منها أخيراً النائب تيمور جنبلاط. و"القوات اللبنانية"، التي عاد رئيسها سمير جعجع وعقيلته ستريدا من الخارج، أكدت أنّها لن تتنازل أكثر بعدما قبلت بـ4 حقائب وحقيبة سيادية وقبلت بالخلط بين حصّة تكتّل "لبنان القوي" وحصّة رئيس الجمهورية، رامية بذلك الكرة في ملعب رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل. امّا "حزب الله" الذي يتحدث أمينه العام السيد حسن نصرالله مساء اليوم في ذكرى الانتصار في حرب تموز 2006، فيترقّب الجميع مواقفه السياسية عموماً والحكومية خصوصاً.

"القوات"
فقد جددت "القوات" دعوتها الى باسيل لتقديم التنازل، وقالت مصادرها لـ"الجمهورية" إنّ التصور الذي قدّمه باسيل الى الرئيس المكلف "لا يؤدي الى النتائج المرجوة، فقبولنا بحصّة من 4 وزراء، ليس مِنّة من احد وليس تنازلاً من باسيل. فمن حقنا الطبيعي ان يكون لدينا 4 وزراء، وخلاف ذلك هو استئثار وهيمنة سياسية ومحاولة واضحة المعالم لتحجيمنا. فبمجرّد قبولنا بـ4 وزراء نكون قد تنازلنا. وكذلك قبولنا بالخلط بين حصّة تكتّل "لبنان القوي" وبين حصّة رئيس الجمهورية، خصوصاً انّ هناك كتلة واحدة من 29 نائباً ويفترض ان تُحتسب مرة واحدة، هو تنازل منّا وبالتالي مَن تنازل هو "القوات". وفي كل الحالات، نتمنى ان تتطور الامور في اتجاه البحث في مضمون الحقائب الموجودة من اجل الوصول الى الحل المنشود، ولا شك في أن العقدة تراوح مكانها حتى إشعار آخر في حال لم يقدّم الوزير باسيل التنازلات المطلوبة، سواء على المستوى المسيحي أو على المستوى الدرزي. وبالتالي لا نعتقد انّ لديه مصلحة في إبقاء الامور على ما هي حتى إشعار آخر، لأنه لا يُفترض أن يُعتقد بأنّ "القوات" يمكن ان تقبل بأي صيغة لا تعطيها وزنها الحقيقي. فهي تعتبر نفسها انها تنازلت ولا يمكنها ان تتنازل اكثر ممّا تنازلت اليوم، وبالتالي أقصى ما يمكن أن يحصل عليه هو هذا التنازل. وبالتالي، هو معني بأن يقدّم التنازل المطلوب. هي تنازلت بالقبول بهذا الخلط أولاً، وتنازلت ثانياً بقبولها بـ4 وزراء مع حقيبة سيادية. وهذا آخر عرض يمكن ان تقدّمه. وطبعاً اذا استجدّت أفكار للنقاش، فهي جاهزة دائماً ولم تقفل ابواب النقاش إنما على قاعدة احترام تمثيلها ووزنها وحجمها التمثيلي واحترام ما أفرزته الانتخابات واحترام دورها الوطني".

فشل محاولة لفك العقدة الدرزية
وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ"الجمهورية" انّ الاتصالات التي شهدتها الساعة الأخيرة كادت أن تشهد حلاً للعقدة الدرزية لو وافق الأمير طلال ارسلان على الصيغة المطروحة.

وفي معلومات توافرت لـ"الجمهورية" انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري اقترح مخرجاً لتسمية الوزير الدرزي الثالث بتسمية النائب انور الخليل أمين سر تكتل "التنمية والتحرير"، بالنظر الى علاقاته المميزة مع مختلف الأطراف، وذلك بناء على التفويض الذي ناله من الحريري وجنبلاط معاً.

لكنّ الخليل الذي شكر لبري مبادرته تمنى مراعاة وضعه الصحي واقترح نجله زياد للمهمة، ولمّا وافق بري رفض ارسلان مؤكداً انه لم يعترض على الإسم فزياد انور الخليل ووالده لهما موقع مقدّر عنده كما بري، لكنه اعترض على المبدأ فأُحبطت المحاولة وآلت الى الفشل. وعليه، قالت المصادر "انّ هذا المخرج الذي أُحيط بسرية تامة قد طوي وعادت المحاولات الجارية لفك العقدة الدرزية الى نقطة الصفر".


"الأخبار": تل أبيب ـ واشنطن: تحدي الخيار المجدي

على صعيد آخر، أدى صمود سوريا، بعد الاحتلال الاميركي للعراق، وصمود المقاومة بعد خروج الجيش السوري من لبنان، وفشل محاولات نزع سلاحها بأدوات داخلية لبنانية، الى نضوج قرار حرب العام 2006. المنعطف نفسه يتكرر بعد فشل الرهان على الجماعات الارهابية، وفي ظل محدودية فعالية الضربات العسكرية الاسرائيلية في الساحة السورية... لكن البيئة الاقليمية ومعادلات القوة من لبنان الى طهران اختلفت جذريا، وفعالية قوة ردع محور المقاومة باتت أكثر حضورا في واشنطن وتل ابيب. وبالنتيجة، الكيان الإسرائيلي أمام حدين أحلاهما مر: إما التكيف القهري بكل مخاطره المستقبلية، وإما المواجهة بكل عواقبها وتداعياتها الفورية.

لا تقتصر نتائج وتداعيات فشل الرهانات أو الخيارات، التي تنتهجها الأطراف، دولاً كانت أم منظمات... على عدم تحقيق الأهداف المؤملة، بل أيضاً على عدم العودة إلى ما كان عليه الوضع سابقاً. ونتيجة ذلك، عادة ما تنتج حالة جديدة تتسم بمعالم تختلف كلياً عن نقطة الانطلاق.
استناداً إلى هذا المفهوم، يمكن رصد الواقع الجديد الذي تشكّل في الساحة السورية، بعد تهاوي طموحات القوى الإقليمية والدولية التي أدارت الحرب ضد سوريا باعتبارها نقطة ارتكاز محور المقاومة. فإلى جانب عودة سيطرة الدولة السورية على معظم أراضيها حتى الآن، يواجه الكيان الإسرائيلي مشهداً سورياً وإقليمياً مغايراً لم يخطر على بال أي من أجهزة التخطيط والاستشراف والعمليات. بدءاً من تحول موسكو إلى البوابة الإلزامية لأي ترتيب سياسي وأمني في الساحة السورية، إلى التمركز الإيراني وحلفائه دعماً للدولة السورية، على أرض سوريا، في مواجهة أي تهديد إسرائيلي أو تكفيري، مروراً بتطور قدرات حزب الله الكمية والنوعية وكفاءاته القتالية. وهو ما وضع تل أبيب وواشنطن أمام تحدي الخيارات المضادة المجدية.

تحول الجيش الروسي إلى طرف أساسي في البيئة الإقليمية ـــــ السورية، وبات لزاماً على الكيان الإسرائيلي أن يتعامل مع هذا المستجد السياسي العسكري الإستراتيجي كحقيقة ثابتة. هذا المستجد، ينطوي من منظور إسرائيلي على تهديدات وفرص في آن. لكنه في المجمل، يؤشر أيضاً إلى تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة من دون أن يتعارض ذلك مع حقيقة كون الولايات المتحدة، بمعايير محددة، ما زالت الدولة العظمى الأولى في العالم.

ينبع التهديد الكامن في الوجود الروسي على أرض سوريا من المصالح المشتركة الواسعة التي تجمعه مع محور المقاومة، وهو ما ساهم حتى الآن في تبديد الرهانات الإسرائيلية للحد من مفاعيل الانتصار السوري على معادلات الصراع مع إسرائيل. وتنبع الفرص من وجود مساحة من التباينات بين الطرفين (الروسي ومحور المقاومة)، تتصل بالموقف من إسرائيل، خصوصاً أن ثمة قراراً ثنائياً بتعزيز العلاقات الروسية ـــــ الإسرائيلية... وما يفترض أن يترتب على ذلك من أداء سياسي وعملياتي.

بالإجمال، تعتبر روسيا طرفاً أساسياً يؤثر في أداء ونشاط كافة الأطراف، على تفاوت، ويمكن لها أن تؤدي دوراً ضابطاً في أي مواجهة تنشب مع إسرائيل.
ترى تل أبيب أن إيران وحلفاءها المباشرين باتوا أيضاً جزءاً من المشهد السوري، وهو ما لم يخطر على بال أي من المسؤولين والأجهزة الإسرائيلية ذات الصلة.

واستناداً إلى مخاوف وتقديرات للمسارات اللاحقة، أعلنت تل أبيب رسمياً أن هدفها الأول هو إخراج إيران وحلفائها من سوريا، ولهذه الغاية، تخوض حملة دبلوماسية وسياسية مع عواصم القرار الدولي، وتواصل شن ضربات عسكرية محدَّدة ومحدودة ومدروسة توزعت في مختلف الأراضي السورية.

المستجد الذي يؤرق إسرائيل، أنه بدلاً من أن يتم إسقاط سوريا ومن ثم القضاء على حزب الله، أو استنزافه وإضعافه وتقييده بعدما تدخل عسكرياً في مواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية، بات حزب الله باعتراف كبار القادة العسكريين والسياسيين أكثر قوة وخبرة وتطوراً حتى تحول إلى قوة إقليمية تشكل سداً ردعياً بمواجهة الدور الوظيفي الإقليمي لإسرائيل.


"البناء": نصرالله اليوم: لبنان اليمن وسوريا وفلسطين

وتترقب الساحة السياسية مضمون خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في الذكرى الثانية عشرة لانتصار حرب تموز 2006، في احتفال تحت عنوان «بكم ننتصر» مساء اليوم في منطقة الجاموس الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويركّز السيد نصرالله، بحسب ما علمت «البناء» على ذكرى انتصار تموز وتحليل نتائجه الاستراتيجية وموازين القوى التي فرضتها المقاومة مع العدو الإسرائيلي وقدرة المقاومة على ردع العدوان والمعاني التي يجب استخلاصها من الحرب لا سيما تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

كما يتناول ملف اليمن في ضوء العدوان السعودي الأخير، ويعرّج على بعض النقاط في الشأن المحلي لا سيما الملف الحكومي وسيجدّد الدعوة إلى تسريع تأليف حكومة وحدة وطنية موسّعة تجمع المكوّنات على ضوء نتائج الانتخابات من دون الدخول في تفاصيل الحصص والحقائب»، كما يتحدّث في الملف السوري لا سيما أحداث الجنوب ونتائج سيطرة الجيش السوري الاستراتيجية وتأثيرها على مسار معركة إدلب المنتظرة، ونفت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن يعلن السيد نصرالله عن انسحاب قوات الحزب من سورية، مشيرة الى أن «مهمة الحزب لم تنته بعد ولن تنته، طالما هناك إرهاب في سورية. وبالتالي ستبقى قوات الحزب تقاتل الى جانب الجيش السوري، بحسب طلب القيادة السورية».

2018-08-14