ارشيف من :مقالات

ليبيا.. التحركات العسكرية تطغى على المشهد السياسي

 ليبيا.. التحركات العسكرية تطغى على المشهد السياسي

لم يسبق للمسار السياسي في ليبيا أن تجمد وتعثر مثل ما هو عليه في الوقت الراهن، فالمبعوث الأممي غسان سلامة وفريقه بالبعثة، ومجلس النواب والدولة، والحكومات الثلاث، وبعثة الجامعة العربية للاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، كل هذه الأجسام والبعثات غائبة تقريبا عما يجري على الأرض في موطن عمر المختار. فالوضع الراهن يؤشر على حدوث مفاجأة ما، قد تفرض واقعاً جديداً على الأرض سيما بعد التطورات العسكرية المسجلة غرب وشرق البلاد.

معركة حامية

وفي هذا الإطار يرى الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية مصطفى الجريء في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن ما أكدته مصادر عسكرية تابعة للقيادة العامة للجيش بقيادة حفتر من أن التعليمات قد صدرت لكتيبة طارق بن زياد المقاتلة من أجل الاستعداد لتنفيذ الأوامر العسكرية، وهي الكتيبة التي تعتبر من أقوى الكتائب غربي البلاد حيث مناطق نفوذ السراج ومن وراءه، دليل بأن وجهة الكتيبة المقاتلة هي طرابلس ومحطة الغاز مليتة. وبالتالي، وبحسب الجريء فإن معركة حامية ستعرفها طرابلس خلال الأيام القادمة ما لم يتم التدخل مباشرة من اللاعبين الدوليين على الساحة الليبية، والمتحكمين في قرار كل من حفتر والسراج، وما لم توجد تفاهمات بين هذه القوى تغني الليبيين عن مزيد من سفك الدماء.

ويضيف "على صلة بتلك التسريبات، قام المجلس العسكري في زوارة بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محطة الغاز مليتة، لتأمينها والتصدي لأي هجوم من قوات حفتر. أما الوضع داخل طرابلس في جانبه العسكري فإنه سبق لقيادة الجيش أن كشفت جاهزية قوة من قوات الصاعقة للتدخل والمواجهة مع المليشيات المحسوبة على حكومة الوفاق".

تصعيد في الجنوب

يرى الجريء أن ما كشفته بعض المصادر المتطابقة بحصول مواجهات مسلحة عنيفة وبمختلف أنواع الأسلحة بين فصائل المعارضة التشادية وقوات برية تشادية داخل الأراضي الليبية مما خلف قتلى وجرحى من الطرفين، يؤشر على انهيار الدولة في ليبيا وعدم قدرة فرقاء الصراع فيها على حماية حدودهم خاصة وأن حفتر على علاقة جيدة بتشاد إدريس ديبي الذي دعم السراج بميليشيات دارفورية معارضة لنظام البشير في السودان قاتلت إلى جانبه في وقت سابق. وللإشارة، وبحسب الجريء، فإن مسؤولا ليبيًّا رفيعا أكد وجود مجموعات مسلحة تشادية في الجنوب الليبي وسيطرتها على مناطق بالكامل، كما سبق لما تسمى كتيبة "سبل السلام" بالكفرة التابعة للجيش أن قبضت على مسلحين من المعارضة التشادية إمتهنوا الخطف وتهريب البشر والسلاح، وتتواجد تلك المجموعات في مناطق أم الأرانب وجبال الهروج غير بعيد عن مدينة سبها الجنوبية.

تخشى قيادة الجيش من تحرك الخلايا النائمة في مدينة أجدابيا الموالية للجضران وسرايا الدفاع عن بنغازي خلال بدء الهجوم الجديد

و يضيف محدثنا قائلا: "أما شرقي ليبيا فقد أعلنت قوات الجيش حالة النفير العام في محيط الهلال النفطي تحسبا لأي هجوم جديد لقوات الجضران والمجموعات الداعمة له على الموانئ النفطية.  ورجحت معلومات مقربة من الجيش أن يكون الهجوم الجديد قبل حلول العيد . وكانت مدينة السدادة جنوب غرب سرت شهدت غارات جوية لطيران حفتر استهدفت مواقع لقوة الجضران وكتائب المرسي والمحجوب والقوة الثالثة المتحركة كخطوة استباقية قبل انطلاق الهجوم على الهلال النفطي.

وتخشى قيادة الجيش من تحرك الخلايا النائمة في مدينة أجدابيا الموالية للجضران وسرايا الدفاع عن بنغازي خلال بدء الهجوم الجديد، حيث تدرك قيادة الجيش أن أجدابيا منقسمة بين مؤيد لحفتر وداعم للجضران وكلاهما من أصيلي المدينة، وقد سبق للأجهزة الامنية ان كشفت وجود مخازن أسلحة في مزارع أجدابيا. ويرى مراقبون للصراع الدائر على الهلال النفطي منذ أعوام بأن الموقف النهائي لأجدابيا سوف يحسم المعركة وأن حفتر قد يخسر الموانئ النفطية إلى الأبد لسبب بسيط وهو مستوى تسليح الجضران ووجود دعم خارجي معلن وسري وتعاطف قبائل المغاربة معه.

لعل عنصر التفوق الوحيد لحفتر هو سلاح الطيران لكن هذا العنصر وبحسب الخبراء العسكريين لا يمكن التعويل عليه لحسم المعارك، وربما من هنا سوف يعمل "المشير" على فتح جبهة جديدة على أبواب طرابلس طمعا  في إصدار قرار وقف لإطلاق النار ملزم من طرف مجلس الأمن الدولي. ومن خلاله يحافظ حفتر على الهلال النفطي وتتمركز قواته على مشارف طرابلس أما دون هذا فإن حفتر سوف يخسر الموانئ النفطية بحسب أغلب الخبراء والمحللين".

2018-08-14