ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الولايات المتحدة تتغاضى عن الانتهاكات الحقوقية داخل السعودية

 الولايات المتحدة تتغاضى عن الانتهاكات الحقوقية داخل السعودية

كتب توماس ليبامن مقالة نشرت على موقع "لوب لوغ" اشار فيها الى ان رد الفعل "الفاتر" من قبل الحكومة الاميركية على اعتقال السعودية لعدد من الناشطين السعوديين مؤخراً ما كان يجب ان يفاجىء أحدًا.

ولفت الكاتب الى ان السياسة الاميركية منذ عهد  الرئيس هاري ترومان (بعد الحرب العالمية الثانية) تقوم على تجنب الدخول في صدامات مع السعودية حول مسائل تتعلق بحقوق الانسان.

كما نبّه صاحب المقال من أن واشنطن دائمًا ما تكون على دراية بالانتهاكات التي ترتكب داخل السعودية وتتطرق اليها في تقاريرها حول حقوق الانسان، مضيفًا أنه الرغم من ذلك، فان الانتهاكات لم تؤثر على السياسة الاميركية حيال السعودية.

ولفت الى أن "ذلك ظهر بشكل واضح مع الازمة التي حصلت بين السعودية وكندا، بعد قيام الرياض باعتقال عدد من الناشطات السعوديات الحقوقيات، واعتبر ان كندا والسعودية يمكنهما تحمّل الدخول في مواجهة لان اي من الطرفين لا يعتمد على الآخر، لكنه لفت في المقابل الى ان العكس صحيح بالنسبة للولايات المتحدة".

وتابع ليبامن "هذا هو سبب عدم وقوف ادارة ترامب مع كندا في الازمة مع السعودية".

بموازاة ذلك، توقّف ميشال هورتُن مقالة نشرت بمجلة "ذا أميريكان كونسرفار" عند المجزرة التي ارتكبتها الطائرات السعودية بقصفها حافلة ركاب مدرسية كانت تقل عدد من الطلاب الاطفال، ما ادى الى استشهاد 29 منهم على الاقل.

ولفت الكاتب الى صمت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ازاء هذه المجزرة، والى ان السعودية قامت بتوظيف شركات علاقات عامة ومجموعات الضغط في كل من واشنطن و لندن من اجل تلميع صورتها.

الكاتب أشار الى انه وبينما حققت السعودية نجاح بتجنيد هذه الشركات ومجموعات الضغط، الا ان هناك سقف لما يمكن ان تحققه مع دولة "لها سجل كسجل السعودية"، معتبرًا أن تلميع الصورة ليس كافياً، وان الافلات من العقاب بعد قصف الحافلة يتطلب ايضاً انفاق الثروة اكثر فاكثر. وعليه تابع بأن رد فعل اميركا وبريطانيا الصّامت حيال المجزرة المذكورة هو نتيجة التكلفة الباهظة التي تقف السعودية مستعدة لدفعها.

ورأى هورتُن ان شركات العلاقات العامة ستحاول بكل تأكيد رسم الرأي العام لصالح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكنه اضاف في الوقت نفسه أنه اذا استمرّت السعودية بالنهج نفسه، فان المسألة ستتطلب اكثر من توظيف هذه الشركات، خاصة في ظل مشاهد الضحايا الاطفال في اليمن.

وختم قائلًا إن "ثمن تورّط أميركا وبريطانيا مع السعودية آخذ بالارتفاع، وهناك سقفٌ لما يمكن أن يحققه المال السعودي لجهة إسكات المنتقدين".

2018-08-14