ارشيف من :مقالات
لافروف في أنقرة.. هل تمهد موسكو لمعركة إدلب المرتقبة؟
وسط الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها تركيا، حلّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضيفاً على العاصمة التركية أنقرة.
تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي جاويش أوغلو حول الملف السوري توحي بتفاهم كبير حول مستقبل محافظة ادلب المقدمة على أيام حاسمة والتي تعد من أهم الملفات بالنسبة لتركيا، إذ أكد لافروف أنّ الجيش السوري يمتلك كل الحق في قمع نشاطات الإرهابيين في سوريا بما فيهم جبهة "النصرة"، واصفاً الوضع في ادلب بأنه الأصعب بسبب العدد الكبير لمسلحي "النصرة" الذين يقومون بمواقف عدائية ضد الجيش السوري وقاعدة حميميم الروسية. في حين أكد أوغلو أنّ ضمان الأمن في ادلب في ظل وجود الإرهابيين أمرٌ صعب، معبراً عن ثقته بأن روسيا وتركيا قد تجدان طريقاً لتسوية الوضع في ادلب، مضيفاً أنّ البلدين يعملان بكل ما بوسعهما لتخفيف حدة التوتر فيها خصوصاً أنه يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين مدني لكن وجود إرهابيين من الغوطة الشرقية وحلب يمثل تهديداً للسكان المدنيين ويجب كشفهم والقضاء عليهم.
ناقش الوزيران عدداً من الملفات الهامة، كان لملف ادلب المُقدمة على أيام حاسمة حصة من هذا النقاش. مصدرٌ سياسي سوري يرى خلال حديثه لـ"العهد" الإخباري أنّ توقيت الزيارة الروسية لتركيا وطرح ملف ادلب قد شكّل حرجاً للأخيرة التي تعيش أزمة اقتصادية غير مسبوقة ومواجهة شبه محتومة مع أمريكا والثقل الأكبر للزيارة يتمثل في هدف مناقشة هذه الأزمة والرسالة السياسية والاقتصادية التي أرسلها الطرفان الروسي والتركي للولايات المتحدة بمعنى أن الطرفين يعانيان من العقوبات الأمريكية وظهرا في موقف حميمي متحد ضدها لجهة هذه العقوبات المفروضة ".
يضيف المصدر السياسي لـ"العهد" الإخباري أنّ "هذا التقارب بين البلدين سينعكس على الملف السوري وهذا الأمر بات واضحاً إذ لاحظنا أن جاويش أوغلو لم ينفِ وجود الإرهابيين في ادلب فضلاً عن أن كلامه كان خالياً من التصعيد ضد سوريا على غير العادة ولم يستخدم مصطلحات استفزازية لطالما استخدمتها الدبلوماسية التركية خلال السنوات الماضية، وبالتالي يمكن القول أنّ تركيا سلّمت بالأمر الواقع وأصبحت مدركةً أن الوجهة القادمة للجيش السوري هي ادلب".
ويشير المصدر إلى أنّ "تركيا تحاول إعطاء بعض التنظيمات المسلحة المتواجدة في ادلب صبغة الاعتدال ولكن الحقيقة منافية لذلك، فالكل يعلم أن "النصرة" وتنظيم "القاعدة" يسيطر على ادلب ويديرها كما يشاء ومن الطبيعي أن يحاول التركي إعطاءها صبغة الاعتدال فهو الضامن الوحيد لها ضمن مسار محادثات أستانة وإقراره بهيمنة الإرهابيين على ادلب سيحرجه سياسياً ويظهره في مظهر الداعم للإرهاب بعكس الموقف الروسي الثابت الذي تجلى في تصريحات لافروف التي أكدت شرعية الجيش السوري في عملية ادلب وفق القرار الأممي رقم 2254". ويؤكد المصدر أنّ "الروسي قد انتزع تفاهماً كبيراً مع التركي لن يقف عند حدود ادلب لأن الملف السوري أحد الملفات الهامة بين البلدين وهذا الأمر بات مؤكداً لأن تركيا لم تعد تمتلك أوراقاً للتفاوض ولم يعد الملف السوري أولوية لديها بل باتت أولويتها الخروج من المأزق الاقتصادي الذي قد يتحول لزلزال مدمر يعصف بتركيا".