ارشيف من :أخبار لبنانية
انكفاء نسبي لمشاورات التأليف .. وتراجع أسهم ولادة الحكومة
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على الانكفاء النسبي لمشاورات التأليف مشيرةً الى تراجع أسهم ولادة الحكومة العتيدة في هذه المرحلة، بفعل تمسّك بعض القوى السياسية بمطالبها (حقائب وزارية ومقاعد).
أيلول موعداً حاسماً لجلسات محكمة الحريري
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "لم يعكس الجمود الظاهري الذي طغى على المشهد السياسي الداخلي أمس وقبله حقيقة السخونة المتصاعدة من تفاقم التعقيدات التي تتراكم تباعاً في طريق عملية تأليف الحكومة التي باتت مهدّدة فعلاً بتعطيل بوصلتها وخريطة الطريق التي يفترض ان يحدد من خلالها الموعد المبدئي لولادة الحكومة بعد أقل بقليل من ثلاثة أشهر من تكليف الرئيس سعد الحريري تأليفها".
واضافت "فيما بدا الغياب التام لأي تحركات سياسية داخلية انعكاساً لاطفاء المحركات التشاورية والحوارية على كل المحاور السياسية والحزبية والنيابية باستثناء لقاء يتيم جمع مساء الاربعاء الرئيس الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل ابو فاعور تتركز المخاوف على عملية تأليف الحكومة وامكان تمديد الجمود المسيطر عليها حول نقطة مركزية تصاعدت معالمها بقوة في الساعات الثماني والأربعين الاخيرة التي أعقبت خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء الثلاثاء الماضي والذي تضمن انتقادات للرئيس الحريري لموقفه الرافض للعلاقات الطبيعية مع النظام السوري شرطاً لتأليف الحكومة".
ذلك ان الهجمات الكلامية الحادة التي شنها بعض حلفاء النظام السوري على الحريري برزت كترداد صدى على الاقل لخطاب نصرالله، فيما برزت في الجهة المقابلة خطورة كبيرة لامكان ان يكون هناك تمهيد متدرج لجعل موضوع العلاقات الطبيعية مع النظام السوري مادة استعادة للانقسامات الداخلية الحادة وتوظيفاً لهذا المناخ بما يقلب الاوضاع رأساً على عقب ويتهدد البلاد بتداعيات وخيمة.
اختبار مستقبلي للشارع: باسيل لم يوافق على حصة من عشرة
بدورها، رأت صحيفة "الاخبار" انه "معظم أهل الدولة في إجازة، أقله حتى منتصف الأسبوع المقبل. هذه الإجازة لم تنعكس على الكلام السياسي. في الوقت نفسه، ورغم تأكيد معظم السياسيين رفض خيار اللجوء إلى الشارع، كان لافتاً للانتباه نزول جمهور تيار المستقبل إلى الطريق الساحلي بين بيروت وصيدا وقطعه لبعض الوقت بالإطارات المشتعلة، وكذلك في كورنيش المزرعة (قرب جامع عبد الناصر)، احتجاجا على كلام صادر عن أحد الإعلاميين المحسوبين على فريق 8 آذار".
واضافت "مهما سعى البعض إلى إبعاد «معركة رئاسة الجمهورية» عن معركة تشكيل الحكومة، فإن أحداً لن يتمكن من فصل الترابط الذي يقتنع به أكثر الضالعين في المفاوضات الحكومية، وأولهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري نفسه".
وتابعت الصحيفة "فيما يلتزم الحريري الصمت حول تفاصيل العقد، هناك من يجزم في محيطه بأن العرقلة الفعلية لا تأتي من حزب القوات اللبنانية ولا من الحزب التقدمي الاشتراكي، بل من عند التيار الوطني الحر. المقرّبون من الحريري يعتقدون أن رئيس التيار الحر الوزير جبران باسيل يسعى إلى فرض إيقاعه على تشكيل الحكومة، «ليس لشيء إلا لحسابات مرتبطة بمعركة رئاسة الجمهورية»".
التطبيع يستكمل عُقد التأليف... و«الحزب» يلوِّح بتعديل مطالبه
الى ذلك، قالت صحيفة "الجمهورية" إنه "في ظل الانكفاء النسبي لمشاورات التأليف، وتراجع أسهم ولادة الحكومة العتيدة في هذه المرحلة، بفعل تمسّك بعض القوى السياسية بمطالبها (حقائب وزارية ومقاعد)، برز ملف عودة العلاقات بين لبنان وسوريا الى الواجهة بعد إعلان الرئيس المكلف سعد الحريري رفضه تأليف حكومة إذا كان بيانها الوزاري مشروطاً بعودة العلاقة مع سوريا عبر عنوان معبر «نصيب»، وردّ الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عليه من غير ان يسمّيه بنصحه بعدم إلزام نفسه بمواقف و«لاءات» قد يتراجع عنها. وقد بدا جلياً انّ هذه العقدة الجديدة ستؤثر حتماً على مسار التأليف، ما يعقّد الأمور أكثر فأكثر".
واضافت "قد توقف المراقبون عند اللقاء الذي شهدته موسكو أمس بين الممثل الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف والسيد جورج شعبان الممثل الشخصي للرئيس المكلف سعد الحريري، ولاحظوا أن هذا اللقاء يسبق زيارة الوزير جبران باسيل للعاصمة الروسية نهاية هذا الأسبوع، واعتبروه تطويقاً حريرياً لما يحمله باسيل الى القيادة الروسية حول تطورات الأوضاع اللبنانية، ولا سيما منها ما يتعلق بتأليف الحكومة وعودة النازحين والمطروح في شأن إعادة تطبيع العلاقات اللبنانية- السورية".