ارشيف من :أخبار لبنانية
دعوة جامعة في خطب العيد لتشكيل الحكومة
أحيا المسلمون في لبنان عيد الاضحى المبارك في مختلف المناطق، وشكّلت خطبة عيد الأضحى مناسبة جامعة للخطباء والعلماء على امتداد الأراضي اللبنانية للدعوة الى تأليف الحكومة بمشاركة الجميع وللحديث عن ملف النازحين السوريين، حيث طالب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في رسالة عيد الأضحى بتوطيد العلاقات اللبنانية - السورية، وتفعيل اتفاقات التعاون المشترك.
وتوجه إلى اللبنانيين قائلاً "اتعظوا من التجارب، وافتحوا صفحة جديدة تعزز عيشكم المشترك وتكرس وفاقكم، ولتكن حكومة الوفاق الوطني نتاج تفاهم اللبنانيين، بعيداً من الإملاءات والضغوطات الأجنبية، فالإسراع في تشكيلها ضرورة وطنية لحفظ لبنان، والنهوض باقتصاده، وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي لشعبه".
"الشيخ قبلان"
كما أدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة عيد الأضحى في مسجد الإمام "الحسين" في برج البراجنة، بعدما ألقى خطبة العيد التي أكد فيها أن "المسؤولية تحتم على كل القيادات السياسية والمرجعيات الروحية، العمل معا على إزالة العراقيل من أمام عملية تأليف الحكومة، وتقديم كل ما يلزم من تسهيلات من أجل قيام حكومة وحدة وطنية، وبمشاركة الجميع".
وأشار الى أن "تكون الحكومة قادرة على بناء دولة فعلية بمؤسساتها وإداراتها وكافة أجهزتها الأمنية والعسكرية، وتمتلك رؤية اقتصادية وإنمائية بعيدا عن ذهنيات الحصص والتقاسم وتوزيع الغنائم".
وشدد قبلان على أهمية "تأمين العودة الآمنة للنازحين السوريين بعيدًا عن الاجندات السياسية".
"الشيخ الخطيب"
في سياق متصل أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب صلاة عيد الاضحى في مسجد "لبايا" في البقاع الغربي والقى خطبة العيد التي هنأ فيها المسلمين واللبنانيين بعيد الاضحى المبارك.
واعتبر الخطيب أن تشكيل حكومة وطنية هو ضرورة وطنية لتحقيق الاستقرار السياسي والمعيشي والاجتماعي والاقتصادي الذي وعدنا به السياسيون إبان الانتخابات النيابية، فلا يجوز التسويف والمماطلة واضاعة الوقت في تشكيل هذه الحكومة، فجوع الناس ورعاية شؤونهم وتوفير استقرارهم لا يحتمل التسويف.
وتابع الخطيب "نبارك جهود الحريصين على مصلحة البلد ومبادراتهم المشكورة لتشكيل حكومة وطنية تعكس نتائج الانتخابات النيابية".
وأشار الخطيب الى أن "سوريا كانت ولا تزال شريكاً في محاربة الارهابين الصهيوني والتكفيري، وهي دولة صديقة وشقيقة حليفة وجارة قريبة يربطها بلبنان علاقات اخوية بين الشعبين ومصير مشترك في مواجهة العدو الصهيوني".
وحيا الخطيب تضحيات الشعب الفلسطيني في تصديه البطولي لمحاولات اخضاع ارادته للتخلي عن المقاومة والانتفاضة التي أثبتت التجارب أنها طريق تحرير فلسطين وانقاذ مقدساتها وعودة ابنائها اللاجئين الى ديارهم، فالمقاومة في لبنان حررت جنوبه والمقاومة في فلسطين حررت غزة، وهي وحدها القادرة ضمن محور المقاومة في المنطقة على اعادة فلسطين الى أهلها وشعبها.
"الشيخ القطان"
من جهته أكد رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ أحمد القطان على أهمية الوحدة، وقال "نحن في لبنان على أبواب تشكيل الحكومة ونتمنى من الرئيس سعد الحريري أن يعتني بهذه الحكومة وأن يؤلف حكومة وحدة وطنية تكون على مستوى وتطلعات كل اللبنانين، لأن هذه الحكومة اذا كانت حكومة وطنية ستستطيع معالجة ما هو موجود في لبنان وما يعاني منه الكثير من اللبنانين".
ووخلال خطبة العيد التي ألقاها في مسجد "عمر بن الخطاب" في بر الياس في البقاع تابع القطان أن "تكون الحكومة قادرة أيضاً على معالجة ملف النازحين لما لهذا الملف من حساسية وهو بحاجه إلى وحدة في ما بين السياسين في لبنان من أجل علاجه علاجا صحياً صحيحاً".
وشدد على أن "فلسطين ستبقى البوصلة ففيها أولى القبلتين وثاني الحرمين، ومن كان مع فلسطين كان مع الكعبة المشرفة وكان مع قبر رسول الله في المدينه المنورة".
وأضاف القطان إن "الحج لا يكتمل إلا بزيارة فلسطين والمسجد الأقصى وسنكون مع المجاهدين والمقاومين ومع كل حركة مقاومة أبت أن تستسلم للصهاينة وأبت أن تطبع معهم، وسنكون مع كل حركات المقاومة الذين يرفعون رؤوس العرب والمسلمين عاليًا وليس مع أولئك الرجعيين من ملوك وأمراء العرب اليوم".
" الشيخ ياسين"
بدوره ألقى إمام مسجد المدرسة الدينية في صور الشيخ علي ياسين خطبة عيد الأضحى المبارك فتحدث فيها عن معاني التضحية، وهنأ فضيلته المسلمين عموماً واللبنانيين خصوصاً بالعيد.
وأكد الشيخ ياسين أن لبنان يحتاج لمسؤولين يتعلمون التضحية من الثلاثية الالماسية (جيش ـ شعب ـ مقاومة) لا لمسؤولين يتقاسمون السلطة، مشدداً على أن الثلاثية حمت ومازالت تحمي لبنان من العدوين الصهيوني والتكفيري ولكن على المسؤولين منع خطر الفساد المتمادي من النيل من قوة لبنان.
واستغرب ياسين بقاء ما تسمى بالمحكمة الدولية التي يجب محاكمتها لتقاضيها المال من جهة ولعملها المشبوه في رمي الاتهامات من جهة اخرى وهي التي ولدت ميتة لانها صنيعة المشروع الصهيوـ امريكي الذي قتل رفيق الحريري ليعيد الفتنة الى لبنان.
وشدد على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة أو الاعتذار لأن الوضع لم يعد يحتمل تأمرا خارجياً وتعطيلا داخلياً.
وختم الشيخ ياسين بالتأكيد على أن محور مواجهة المشروع الصهيو-امريكي من سوريا الى اليمن مروراً بفلسطين سينتصر.
"السيد فضل الله"
الى ذلك قال السيد جعفر فضل الله "أمام عيد الأضحى ورمزيته ودلالاته، ندعو إلى منهجية جديدة في التعامل مع قضايانا كأمة، وبالتخلي عن الكثير من المصالح الذاتية والارتكاز إلى مصلحة شعوب هذه المنطقة أولا وأخيرا"، مضيفاً "وذلك بأن نقلع عن سياسة النفخ في أتون الفتن المذهبية والطائفية، فلا غنى لأتباع أي مذهب عن أتباع المذاهب الأخرى، ولا لأتباع الأديان عن بعضهم البعض لحساب صوغ عناصر القوة والبناء على التاريخ المشترك ومنظومة القيم المشتركة".
وخلال خطبة صلاة عيد الأضحى المبارك التي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين "الحسنين" في حارة حريك، تابع فضل الله " ليكون الحوار سيد الموقف في إدارة الاختلافات العربية والإسلامية حتى لا تتحول إلى حركة صراع لن يستفيد منها إلا الأعداء الذين لا يسعون إلا وراء مصالحهم".
وأكد "إننا نريد للدول العربية والإسلامية أن تخرج من سياسة الصراع وإعلان الحروب إلى سياسة الأمة الواحدة حتى إذا اشتكت دولة أو افتقر مجتمع أو احتلت أرض، تداعت لذلك سائر الدول ومدت لها يد العون والمساندة".
"الشيخ عبد الرزاق"
أما منسق اللقاء الإسلامي الوطني ورئيس حركة الاصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق قال يجب أن نتعلم من عيد الأضحى المبارك الدروس والعبر.
ودعا عبد الرزاق في بيان له جميع السياسيين في لبنان إلى التلاقي والتسامح والوحدة للوصول إلى بر الأمان بهذا البلد من خلال حكومة وحدة وطنية جامعة تكون على أساس نتائج الإنتخابات النيابية للنهوض بلبنان إنمائياً وإقتصادياً وأمنياً.
وتابع منسق اللقاء الشيخ ماهر عبدالرزاق قائلاً "نحن في لبنان نفتخر بجيشنا ومقاومتنا وإنتصاراتهما هي أوسمة شرف على صدور اللبنانيين وسوف نبقى خلف جيشنا ومقاومتنا.
كما طالب الشيخ كل الشرفاء في العالم لتصويب السهام نحو العدو الصهيوني وأعوانه، مؤكداً أن القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين ستبقى القضية المحورية والمركزية والأساسية لكل الأمة.