ارشيف من :أخبار لبنانية

انفجار الخلاف بين ’التيار’ و’القوات’ وتفعيل للعلاقة بين موسكو والساحة المسيحية

انفجار الخلاف بين ’التيار’ و’القوات’ وتفعيل للعلاقة بين موسكو والساحة المسيحية

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على الخلاف بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" الذي انفجر على نحو حاد وعنيف أمس كاد يطغى على مجمل المشهد الداخلي. كما اهتمت الصحف بالاتصال الذي أجراه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالرئيس السوري بشار الأسد، معتبرةً  انه تفعيل لعلاقة من نوع مختلف مع موسكو يتقدم مشهد سياسي جديد في الساحة المسيحية.

 

العهد يهيّئ لخطوته: "معاً... مع الحريري"

بدايةً مع صحيقة "النهار" اليتي كتبت أنه "مع ان انفجار الخلاف والاحتقان بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" على نحو حاد وعنيف أمس كاد يطغى على مجمل المشهد الداخلي من منطلق اعتبار هذا الانفجار أحد أبرز تداعيات أزمة تأليف الحكومة التي تدخل غداً شهرها الرابع، فإن الساعات والايام المقبلة تبدو مرشحة لمزيد من التطورات المتسارعة المتصلة بالاستحقاق الحكومي".

واضافت "ذلك ان معلومات توافرت لـ"النهار" مساء أمس تفيد أن ثمة درساً معمقاً أجراه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لما يفترض القيام به من اجل دفع عملية تأليف الحكومة واستعجالها وان منطلق الرئيس عون في هذا السياق يترجم بما افضى به مصدر وثيق الصلة برئيس الجمهورية الى "النهار" بقوله إن "هاجس سيد العهد هو ان نكون معا مع (الرئيس المكلف سعد) الحريري من أجل تأليف الحكومة". وأوضح المصدر "ان بعبدا تلقت اشارات ومعطيات بان العهد ليس وحده المستهدف بعرقلة تأليف الحكومة ولا فريقه السياسي بل الرئيس الحريري نفسه أيضاً". وتبعاً لذلك يجري درس الموقف والخطوة التي يمكن اتخاذها لانهاء المراوحة القائمة وهي امور ستتبين طبيعتها في الفترة القصيرة المقبلة".

وفِي الموضوع الحكومي نفسه، قالت مصادر مطلعة على موقف بعبدا إن تاريخ الأول من أيلول الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية انما القصد منه انه ابتداء من الاول من أيلول يجب ان يشهد الملف الحكومي تطوراً إيجابياً انطلاقاً من ان عطلة الأضحى تكون قد انتهت وتكون المهلة أصبحت كافية لتظهير مواقف الأطراف، خصوصاً وان هذه المواقف باتت معروفة. وأشارت الى ان رئيس الجمهورية قال: "سنتكلم بعد الاول من أيلول" ومعنى ذلك انه سيوضح وسيشرح موقفه في المشاورات المفترض إجراؤها مع الرئيس المكلف بعد عودته من الخارج وتالياً ان تحديد الاول من أيلول هو بداية التاريخ المفترض ان يشهد حلحلة وحسماً لمصير عملية التأليف. وبعدما صارت المواقف معروفة، لا بد من تحريك هذا الملف على ان يكون هذا التاريخ مهلة حثّ وإلا اذا بقيت الأمور على حالها فعندها يصارح الرئيس اللبنانيين بالاسباب ويكشف حقيقة، أما تعثّر عملية التأليف.

 

موسم الحج الى موسكو ودمشق

بدورها، اعتبرت صحيقة "الاخبار" أنه "بين الاتصال الذي أجراه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالرئيس السوري بشار الأسد، وتفعيل علاقة من نوع مختلف مع موسكو، يتقدم مشهد سياسي جديد في الساحة المسيحية، وتحديداً المارونية، لا علاقة له بالإطار الرسمي لكلا الحدثين".

واضافت "لم تكن موسكو في أولويات القيادات السياسية المارونية أو الكنيسة المارونية، قبل الحرب وخلالها. العلاقة بين الطرفين كانت هامشية، معززة بالموقف الذي اتخذته روسيا الارثوذكسية أيام السلطنة العثمانية بحماية الارثوذكس في لبنان وسوريا وتركيا، ورعايتهم، في مقابل الحماية الغربية - الفرنسية لموارنة لبنان، قبل أن تتلاشى قدرة العثمانيين على التحكم في مصير المجتمعات والإثنيات والطوائف التي كانت تحت سلطتهم".

وتابعت الصحيفة "في الادب والسياسة والعلاقات الدينية، ظلت روسيا الامبراطورية بعيدة عن الوجدان الماروني. وبعد الثورة الشيوعية، قبل قرن من الزمن، تعزز هذا الانفصال، ولو أن روسيا لم تناصب يوماً العداء للبنان. خلال فترة الحرب اللبنانية، أسهم وقوف موسكو الى جانب القوى المناهضة للقيادات المارونية في تعميق الخلاف، لكن هذه العلاقة تحسّنت في أواخر مراحل الحرب، وتمكنت روسيا من نسج علاقات مع قيادات سياسية مارونية فاعلة".

وقالت الصحيفة إنه "لا تشبه موسكو اليوم موسكو الأمس، في ضوء المتغيرات السياسية التي عرفتها، والأكيد أن القيادات المارونية الحالية لا تشبه القيادات التاريخية السابقة أيضاً. الواضح أن الخطوط المفتوحة - مارونياً - مع موسكو حديثاً تفتح باب الاجتهادات والاسئلة، لأنها تأتي من خارج سياق تقليدي للعلاقات بين الدول والقوى السياسية".
 

لمناسبة عيد الأضحى المبارك تحتجب بعض الصحف اللبنانية لتعود الى قرّائها صباح السبت.
 

2018-08-24