ارشيف من :أخبار لبنانية

التأليف الحكومي يدخل شهره الرابع

التأليف الحكومي يدخل شهره الرابع

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على عملية تأليف الحكومة مشيرةً الى انها تدخل اليوم شهرها الرابع وسط مناخ شديد الضبابية والغموض.


توسيع تصريف الأعمال أم خيارات "بديلة"؟

بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "تدخل عملية تأليف الحكومة اليوم شهرها الرابع وسط مناخ شديد الضبابية والغموض لا يمكن معه المجازفة والتكهن بأي موعد تقريبي لنهاية أزمة التعقيدات الظاهرة والمستترة التي تتوالد تباعاً وتحول دون ولادة الحكومة الثانية في عهد الرئيس العماد ميشال عون والأولى بعد اجراء الانتخابات النيابية. ولكن يبدو من مجموعة معطيات ومؤشرات برزت في اليومين الأخيرين ان الاسبوع المقبل قد يكون مفصلياً لجهة اعادة ترسيم المأزق الحكومي وبلورة الخيارات التي يتجه اليها المسؤولون المعنيون وتحديدا الرئيس المكلف سعد الحريري بعد عودته المنتظرة من الخارج في الساعات المقبلة ومن ثم رئيس الجمهورية الذي لمح الى مواقف سيتخذها اعتباراً من الأول من أيلول".

واضافت "لعل ما ينبغي التوقف عنده في هذا السياق هو السباق الجاري بين خيارات تبدو متناقضة في منطلقاتها ولو ان استعجال تأليف الحكومة يبدو كهدف واحد لأصحابها من الأفرقاء السياسيين. وفي هذا الاطار علمت "النهار" ان موضوع المرحلة الانتقالية القائمة حالياً بين حكومة تصريف الاعمال وعملية تأليف الحكومة العتيدة قد طرحت قبل ايام بين بعض الأفرقاء من باب تفحص أوضاع البلاد وما يمكن ان يتركه التأخير المتمادي في ولادة الحكومة الجديدة. ولعل أبرز ما طرح في هذه المشاورات فكرة اللجوء الى توسيع مفهوم تصريف الاعمال أسوة ببعض الانظمة الديموقراطية والدول التي عرفت أزمات حكومية طويلة الامر الذي يفرض التحسب للتداعيات السلبية إذا طال أمد أزمة تأليف الحكومة من خلال توسيع اطار تصريف الأعمال حكومياً وربما استدعى ذلك أيضاً عقد جلسات نيابية من باب تشريع الضرورة. لكن هذا الاتجاه ظل في اطار التداول النظري والمبدئي في انتظار ما ستؤول اليه المشاورات والاتصالات في الايام المقبلة بعد عودة الرئيس الحريري الى بيروت".


تشكيلات الخارجية مُعرقلة سياسياً أم إدارياً؟

بدورها، قالت صحيفة "الاخبار" إنه "أرسلت وزارة الخارجية إلى مجلس الخدمة المدنية قراراً بتشكيل دبلوماسيين في الفئة الثالثة من الإدارة المحلية إلى الخارج، ومرسوماً لتشكيل دبلوماسيين من الفئة الثانية. لم «يُفرج» المجلس عن التشكيلات، وفي ذلك رسالة ضغط من سعد الحريري باتجاه التيار الوطني الحر، بحسب تفسير المتابعين للملف".

واضافت "درجت العادة على أن تُشكّل وزارة الخارجية والمغتربين ساحةً خلافية بين التيار الوطني الحرّ وحركة أمل. إلا أنّ «القاعدة» تبدلت هذه المرّة، مع قرار تعيين دبلوماسيين من الفئة الثالثة. فقد حلّ تيار المستقبل مكان «أمل»، مُعترضاً على اختيار بعض الأسماء والمواقع التي ستشغلها، إن كان في الولايات المتحدة الأميركية، أو في بلدانٍ أوروبية. الاعتراض أتى مُباشرةً من رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، الذي يعتبر أنّه المعني الأول باختيار أسماء الدبلوماسيين المُنتمين إلى الطائفة السنّية، والمواقع التي سيشغلونها. حاله لا يختلف عن بقية السياسيين، الذين يتعاملون مع مُمثلي الدولة اللبنانية في الخارج، بوصفهم سفراء الطائفة أو الحزب أو التيار. أراد الحريري إدخال تعديلات على المسودة، التي أصرّت «الخارجية» على أن لا يتدخّل أي فريق سياسي في تحديد معالمها".

وتابعت "واشنطن مثالٌ على اعتراض الحريري، الأمر الذي تبلور بعد زيارة مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة آمال مدللي لرئيس الحكومة المكلف. فقد أبلغت الأخيرة الحريري أنّ الدبلوماسيين من الفئة الثالثة المُقترَحين إلى واشنطن لا «يُناسبان السياسة المُستقبلية»، وهما أقرب إلى التيار الوطني الحرّ. غير أنّ الاعتراض المستقبلي، لم يؤدّ الغرض منه. فمسودة الأسماء التي وضعها الأمين العام للوزارة، السفير هاني شميطلي، ومكتب وزير الخارجية والمغتربين، لم يُبدَّل اسمٌ واحد فيها. وقد تولّى شميطلي، بحسب المعلومات، مهمّة «إقناع» الحريري «بأهمية» المواقع التي عُيّن فيها دبلوماسيون من الطائفة السنية، وبأنّ كلّ دبلوماسي عُيّن في المكان الذي يُناسب كفاءته. نظرياً، أدّى ذلك إلى سحب فتيل اعتراض الحريري، ولم تعد التشكيلات بحدّ ذاتها هي المشكلة. حالياً، الأنظار تشخص صوب مجلس الخدمة المدنية، الذي قد يستخدمه الحريري سلاحاً في وجه باسيل".


واشنطن تهاجم «الحزب»... عون: «النأي بالنفس» لا يعني النأي عن مصالحنا

الى ذلك، اعتبرت صحيفة "الجمهورية" أنه "خيّبت عطلة عيد الأضحى آمال كثيرين راهنوا على اعتبارها فرصة للتأمل والتفكير السياسي في كيفية ابتداع حل سحري لاختراق جدار التأليف بإيجابيات تعجّل بولادة الحكومة، فتحوّلت الى ما يشبه ميدان معركة انصرف فيه المتقاتلون على هذه الحلبة الى تجهيز عدّتهم، وتذخير اسلحتهم وخرطشة منصاتهم السياسية والاعلامية، بما يُنذر بأنّ البلد مقبل في ايلول على «معركة كبرى» توحي كل المؤشرات الممهدة لها بأنها ستكون بلغة جديدة وأسلحة جديدة ومقاربات جديدة".

واضافت "يأتي ذلك، في وقت انتقدت واشنطن استقبال الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله للوفد الحوثي، وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي عبر حسابها على «تويتر»: «إنّ لقاء قيادة «حزب الله» مع الحوثيين يظهر طبيعة التهديد الإرهابي الإقليمي، ويشكّل وكلاء إيران في لبنان واليمن مخاطر كبيرة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله. يجب أن ينتبه المجتمع الدولي إلى هذا الأمر، وأن يكون مهتماً للغاية»".

وتابعت "ستة أيام تفصل عن بداية ايلول، ورئيس الجمهورية يتحضّر لها، فيما ترتسم في أجوائها علامة استفهام كبرى حول السر الكامن خلف الكلام المنسوب الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحديثه عن انّ مهلة التأليف ليست مفتوحة، وليس لأي احد ان يضع البلاد برمتها رهينة عنده ويعطلها، وكذلك حول الخطوات التي سيبادر الرئيس اليها في بداية ايلول تبعاً لهذا الكلام. وايضاً حول موجبات اشتعال التوتر من جديد بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، وما دفع «القوات» في هذا التوقيت بالذات الى رفع سقف «الشجار السياسي» مع فريق رئيس الجمهورية ومحاولتها قطع الطريق على حصته الوزارية، وبالتالي الدخول مع هذا الفريق في اشتباك سياسي يعدّ الأكثر حدّة في تاريخ العلاقة السياسية المأزومة بينهما؟".

2018-08-25