ارشيف من :نقاط على الحروف

.. وتكبرُ مع الجُرح (*)

.. وتكبرُ مع الجُرح (*)

الامام موسى الصدر كان الروح التي تسرى في لربوع الجنوب فتبعث الدفء والحنان في أيتامه وتزرع القوة والعزيمة في شبابه، وتنثر الفكر والوعي وتحرض على القتال ضد أعدائه.. ومع هذه الروح عاش الجنوب آلام القصف اليهودي الهمجي، وآلام الحرمان الرسمي اللئيم صابراً محتسباً يعد العدة للمبارزة ويهيىء الرجال للحرب، وينتظر موعد المعركة ضد الصهاينة الغاصبين.
وكانت صيحة موسى الصدر تدوي في آفاق لبنان والعروبة وبلاد الاسلام وتدق ناقوس الخطر هاتفة في أسماع الغافلين: الجنوب في خطر.. وبعده يصبح لبنان في خطر.. ثم العالم العربي.. ادعموا صمود الجنوب.. درّبوا أهله.. سلّحوهم..
ومنذ أواسط الستينات وموس الصدر لم فتأ يشير بأصبعه الى موطن الجرح الذي ينزف في جسد الوطن، ولم تخل مناسبة من المناسبات الا كان الجنوب هو الهم الدائم والهاجس المرير الذي يلاحق القائد المتبصر..
وهذا الاهتمام بالجنوب لم يكن وليد صدفة لدى الامام الصدر، وإنما كان انعكاسا لاحساس عميق بخظورة الإهمال أو التقاعس عن هذه القضية خصوصا ان مخاطرها لن تقتصر على الجنوب فحسب وإنما ستهدد أصل وجود لبنان، والعالم العربي بأسره. كنت تعلم أن "إسرائيل" شرّ مطلق فقلت ان التعامل معها حرام..
وكنت تعلم ان خطرها يتمثل في تقسيم لبنان وها نحن نشهد فصول هذا الخطر.
ويكبر الجرح النازف وتجتاح "إسرائيل" جبل عامل وتمتد نحو الجبل وتحاصر بيروت العاصمة، والعرب النيام الذين لم يسمعوا من قبل صرخات موسى الصدر صموا آذانهم عن سماع زعيق الطائرات وهدير الدبابات الغازية لان السماع يستلزم موقفا والموقف العربي الرجعي عهر وخيانة وتآمر..
وحدك أنت تكبر مع الجرح..
ووحدهم أبناؤك المؤمنون استجابوا للنداء فأسرعوا رغم ان الملوك والرؤساء يا تؤام الجنوب قد انحرفوا عن قبلتهم فهم يموتون كل يوم وهم احياء بينما أخوة بلال فحص يعيشون الحياة الأبدية منذ اللحظة التي فيها يموتون.
(*) افتتاحية "العهد" في ذكرى تغييب الإمام الصدر في 31 آب/ أغسطس 1984

#شهر_الامام
#ابناء_الصدر

2018-08-31