ارشيف من :نقاط على الحروف
’أنصارية.. المواجهات كما يرويها الصهاينة: أشدُّ الأيام حزنًا وألماً
"كان من أشد الأيام حزناً وألماً بالنسبة لـ "إسرائيل" التي تواجه حالياً جبهتين تشهدان قتالاً عسيرًا ومرًّا...".
بهذه الكلمات واجه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الكارثة التي أصابت قوات الكوماندوس في جيشه خلال عملية الإنزال الفاشلة في أنصارية.
واعترف نتنياهو بأن العبر التي سيتم استخلاصها من الأحداث الأخيرة في جنوب لبنان قد تؤثر على طرق إجراءات العمليات العسكرية التي تقودها قوات الاحتلال.
وقد وردت أقوال نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية.
وإذا كانت نتائج هذه العملية "مأسوية" إلى هذا الحدّ بالنسبة للصهاينة، فلربما كان الفشل في تحقيق الهدف الذي كان مطلوباً باعثاً إلى مزيد من المأسوية والإحباط عند قادة العدو.
هذا الهدف كشفه المراسل السياسي للقناة الأولى في تلفزيون العدو الذي قال: " كانت عملية دقيقة وموضعية جداً وكان من شأنها تحقيق إنجازات مهمة جداً لقوات الأمن الإسرائيلي ضد حزب الله..".
ولكن ما الذي حصل؟
يقول المراسل العسكري في القناة الأولى للتلفزيون الصهيوني: "أثناء توجه قوة من الكوماندوس البحري لتنفيذ عملية نوعية وموضعية، وقعت في كمين نصبه رجال حزب الله، وتم تفجير عبوات بالقوة".
ويوضح البيان العسكري الصهيوني الرسمي التفاصيل بالقول: "إن وحدة الكوماندوس التي كانت تضم 16 مقاتلاً، بينهم قائد القوة برتبة "ليفتنانت بريغادير" أنزلت من البحر وكانت في طريقها لوضع كمين (للمخربين) في قرية أنصارية شمال صور وفي طريقها تعرضت القوة لانفجار عبوة ناسفة كبيرة، ثم لسلسلة من الانفجارات ولإطلاق النيران، ما أسفر عن مقتل غالبية أفراد القوة بما فيهم قائد القوة".
جنود القوة ردّوا بإطلاق النيران كما أبلغوا قوة الإسناد بتفاصيل الحادث، قوة الانقاذ هرعت الى مكان وقوع الحادث بواسطة طائرة هليكوبتر من طراز تسور (يسعور).
وقامت سفن سلاح البحر بالقصف من البحر للمساعدة في عملية الإنقاذ.
عملية الإنقاذ كانت صعبة ومعقدة واستمرت لساعات طويلة بسبب النيران المكثفة التي تعرضت لها طائرة الهليكوبتر عند الساعة 1:30 تقريبًا، ووصلت إلى المكان طائرة هليكوبتر أخرى، وواصلت أعمال نقل الجنود المصابين.
وذكرت إذاعة العدو ان رئيس أركان الجيش الصهيوني أمنون شاحاك ووزير الحرب اسحاق موردخاي وقائد سلاح البحرية راقبوا تطورات الاحداث منذ وقوع الاشتباكات، وفي ساعات الفجر أجرى رئيس الأكان تحقيقاً أولياً في ملابسات ما حصل وعيّن "المايجر" جنرال غابي أوفير ليترأس لجنة تحقيق خاصة لمعرفة ظروف هذا الاشتباك.
وكشفت الإذاعة في تقرير مراسلها العسكري (ايغال عالميه): إن وحدة الكوماندوس تتميز بمستواها القتالي العالي وهي تقوم بنشاطات مماثلة في أقصى لبنان وفي مناطق أخرى".
أضاف المراسل: "إن نشاطات هذه الوحدة تبقى عادة طي الكتمان، ولكن لسوء الحظ فإنه في أعقاب الاشتباك الذي وقع كشف النقاب عن هذه العملية".
أما بالنسبة للجندي المفقود فقد ذكرت إذاعة العدو "إن هذا الجندي كان قريبا من موقع الانفجارات وقد قتل بنتيجة ذلك".
وقال التلفزيون: "ان الجيش نجح في إيفاد طائرة "يسعور" على متنها جنود إنقاذ نجحوا في إنقاذ الجنود الجرحى وإخلاء القتلى، وبحثت عدة ساعات عن الجندي المفقود ولكن من دون نجاح وبعد ذلك اضطرت القوات للعودة من دون الجندي المفقود وذلك تحت تأثير النيران الكثيفة".
وقد عرض التلفزيون الصهيوني صوراً لطائرة الهليكوبتر من طراز "يسعور" كانت تحاول إخلاء الجرحى من أرض المعركة وقد أصيبت بعدد من شظايا قذيفة هاون سقطت بالقرب منها.
وذكر تلفزيون العدو أنه: "أثناء هبوط طائرة الإنقاذ تعرضت لقذائف مدفعية وأطلاق النار ونتيجة لذلك أصيبت الطائرة بشظايا ورغم ذلك تمكنت الطائرة المروحية من نقل الجرحى رغك أصابتها".
وقالت القناة الأولى في تلفزيون العدو "إن القتلى الذين سقطوا رتبهم على الشكل التالي:
1ـ قائد السرية المقدم في الكوماندوس البحري.
2ـ ثلاثة نقباء
3ـ ثلاثة رتباء
4ـ خمسة جنود".
المصدر: العهد ـ العدد 708 ـ 6 أيلول/ سبتمبر 1997