ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
’Al-Monitor’ : مشروع ابن سلمان بدأ يتفكك
رأى "بروس ريدل" في مقالة نشرها موقع "Al-Monitor"، أن رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحت مسمى "رؤية عام 2030"، والتي ترتكز على "الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية"، "بدأت تتفكك".
وأضاف الكاتب أن النظام السعودي أصبح أكثر استبدادية وقمعا، ما سيؤدي إلى نقل رؤوس الأموال إلى خارج البلاد"، وتابع ان "خطة فتح مجال الاستثمار الخارجي في شركة "Aramco" واجهت عقبات منذ البداية، من بينها إيجاد سوق تداول الاسهم"، مشيرا إلى ان المنتقدين في الداخل قالوا ان الخطة المذكورة ستضع الشركة بأيد أجنبية".
وأشار الكاتب إلى أن "حملة الاعتقالات التي قام بها ابن سلمان بحق عدد من الشخصيات السعودية المعروفة العام الماضي وإجبارهم على تسليم ممتلكات الى الحكومة، أدت إلى تفاقم المشاكل"، وقال إن "الحملة هذه سلطت الضوء على غياب حكم القانون في البلاد، ما أثّر سلباً على الاستثمار الأجنبي". كما اردف ان الحملة تسببت بنقل رؤوس الأموال إلى الخارج، لافتا إلى أن إحدى التقديرات تشير إلى ان حجم رؤوس الأموال التي نقلت إلى الخارج خلال العامين الماضيين بلغ 150 مليار دولار.
الكاتب تابع أنه "بحسب تقارير مستندة على مصادر مطلعة، فإن الملك سلمان قرر بشهر حزيران/يونيو إلغاء خطة ابنه"، مضيفا ان الملك سلمان اتخذ هذه الخطوة بعد أن سمع آراء معارضة من داخل الأسرة الملكية.
وتابع الكاتب "مع ذهاب المكوّن الاقتصادي لرؤية عام 2030، أصبحت عملية الإصلاحات الاجتماعية أكثر أهمية، مشيرا إلى ان "السماح للنساء بقيادة السيارات يعتبر من أهم الإنجازات على صعيد الإصلاحات الاجتماعية، لافتًا إلى أن قيام الحكومة باعتقال عدد من الناشطات السعوديات أثَّر سلباً في هذا الموضوع، كما أضاف أن الاعتقالات هذه تظهر مدى حساسية النظام السعودي لأي شكل من أشكال المعارضة".
وقال الكاتب إن "الاعتقالات التعسفية بحق الناشطات هي جزء من توجه شامل نحو المزيد من الاستبداد والقمع في السعودية"، مضيفا ان "نظام البلاد لطالما كان متجها نحو "الملكية المطلقة"، ولا وجود لحرية التجمع أو حرية التعبير، وان عمليات الإعدام العلنية هي من "أعمدة" الحياة في السعودية، واعتبر ان القمع يزداد سوءًا، وعمليات الاعدام تزداد.
الكاتب لفت إلى أن العدوان السعودي على اليمن "يزيد من الضغوط على الأسرة الحاكمة خلف الكواليس، وأن الحرب هذه أصبحت مستنقعا مكلفا دون اي نهاية في الافق"، مشيرا إلى أن السعودية تواجه انتقادات واسعة في العالم الإسلامي وفي الغرب، مرجحا زيادة انتقادات هذه الحرب داخل السعودية.
وأضاف أن "السعوديين الشيعة هم أول المستهدفين"، واصفا القمع في المحافظة الشرقية بـ"الشرس والعنيف"، وأشار إلى أن امرأة شيعية سعودية قد تواجه حكم الإعدام هذا الخريف، وأن مثل هكذا عمل سيكون غير مسبوق بتاريخ السعودية.
كما لفت الكاتب إلى أن العديد من الدول الأوروبية قامت بتعليق مبيعات السلاح إلى السعودية مع تواصل العدوان على اليمن، مشيرا إلى ان إسبانيا انضمت إلى كل من ألمانيا والنرويج وبلجيكا في قرار وقف مبيعات السلاح، مؤكدا تزايد الآراء المعارضة داخل الكونغرس في أميركا لتسليح الرياض".
وقال الكاتب إن الاصلاحات الاجتماعية ضمن خطة عام 2030 لا تزال تحظى بشعبية (مثل السماح للنساء بقيادة السيارات وإنشاء أماكن ترفيه)، مشددا على أن ذلك لن يقلل من اعتماد السعودية على النفط.