ارشيف من :أخبار لبنانية
لبنان يسجل تأييدًا أوروبيًا في ملف النازحين السوريين
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم من بيروت على عدد من المواضيع الهامة. في موضوع الحكومة أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لا نستطيع أن نعيش حالة الترف في تأليف الحكومة نظراً الى الأوضاع التي بات يعرفها الجميع خصوصاً بالنسبة للوضع الاقتصادي، كما سجل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نجاحاً في كسب التأييد الأوروبي في ملف النازحين السوريين.
إقليميًا، تزامنت التطورات في المنطقة لصالح محور المقاومة، بعد نهاية الانقلاب المدبّر في العراق سياسياً وأمنياً، بالتوازي أكدت مصادر متابعة لمعركة تحرير محافظة إدلب في سوريا أن التمهيد الناري مستمر بلا توقف، بما يجنّب المدنيين الخسائر، وأن الأتراك يحاولون التوصل مع الروس لآلية معينة تفتح باب التعاون في العملية العسكرية، مقابل تجزئتها على مراحل، ومنح ضمانات للجماعات التي تعمل تحت العباءة التركية.
"النهار": أيام لاهاي تصعّد سخونة بيروت
مع ان موقف الرئيس المكلف رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري أمام مقر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، في اليوم الاول من المرافعات الختامية في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اتسم بأهمية بالغة من حيث رسمه تكراراً الخط الفاصل والجامع في آن واحد بين حدود ضرورة تحقيق العدالة وكشفها وحدود الحفاظ على الاستقرار الداخلي، فان ذلك لم يحجب اطلاقاً الاهمية المتزايدة لاقتراب اعلان الحكم النهائي في هذه القضية في الاشهر المقبلة. ذلك ان الاسبوعين الجاري والمقبل اللذين يشهدان المرافعات النهائية لافرقاء الادعاء والدفاع والمتضررين بغية اثبات الادلة التي قدمها كل فريق، أدخلت من دون شك على المشهد الداخلي وقائع المحاكمات ومن خلالها وقائع جريمة اغتيال الرئيس الحريري كعنصر شديد التأثير على مجمل هذا الوضع ولو حاذر الافرقاء السياسيون المعنيون واولهم الرئيس سعد الحريري وتياره التداعيات الساخنة لهذا التطور ما أمكن.
لكن الاوساط المتابعة لليومين الاولين من المرافعات لاحظت ان حجم الادلة وثقلها كأثبات التي أعاد فريق الادعاء طرحها على ان يستكملها اليوم والتي فاقت الـ3000 دليل وعينة اثبات، شكلت واقعياً حدثاً استثنائياً في مسار المحاكمات ان لجهة تجميع كل قطع "البازل" الاجرامي الذي نفذت من خلاله فصول الجريمة تخطيطاً وتنفيذاً بحرفية مذهلة وان من خلال الاطار السياسي الكبير الذي كان الدافع الاساسي الى تصفية الرئيس الشهيد، علماً أن أبرز معالم ما طرحه الادعاء في هذا السياق كان تأكيد العلاقة بين مجموعة المتهمين الخمسة وقائدهم بـ"حزب الله" كما بالنظام السوري وتأكيد مصلحة الاخير في تصفية الحريري بعد الخلاف الكبير بينهما.
ومجمل هذا المشهد المتواصل للمحكمة في الاسبوعين الجاري والمقبل سيرخي بمزيد من الذيول الساخنة والمشدودة على الواقع السياسي ولو ظل الوضع مضبوطاً عند ترقب تطورات المرافعات في ما تبقى لها من أيام وتالياً انتظار الاشهر المقبلة التي ستخصص للمذاكرة القضائية في الملف قبل النطق بالحكم من السنة المقبلة.
"الأخبار": عون.. لست مستعجلاً ولن أتراجع
الأزمة الحكومية، وحالة الفوضى التي تعيشها البلاد على كلّ الصعد، تبدو مناسبةً لإمعان القوى السياسية في تحويل مؤسسات الدولة والقطاع العام إلى أسلحة بوجه خصومها ومكاناً لتنفيس الحقد الطائفي والمذهبي والصراع على الحصص بين القوى السياسية التي تدّعي تمثيل مصالح طوائفها، فيما هي تجيّر مصالح الطوائف والأفراد والبلاد لمصالحها الذاتية.
فـ«المسخرة» التي يرتكبها كلّ من التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي منذ أيام، بتحقير مبدأ الوظيفة العامة والقطاع العام، عبر طرد كل جهة موظّفين يتبعون للطرف الآخر، تكاد تكون غير مسبوقة في لبنان بتاريخه المليء بالفوضى والمحاصصة، ولم تصل الأمور إلى هذا الانحطاط في مؤسسات القطاع العام، ربّما منذ الاستقلال، وحتى في زمن الحرب الأهلية.
في سياق آخر، لم تدفع العرقلة الحكومية ومرور الوقت على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، برئيس الجمهورية ميشال عون إلى التراجع عن مواقفه. أمام العرقلة، يبدو عون أكثر إصراراً على ما طرحه رئيس التيار الوطني الحرّ جبران من «معايير» في تشكيل الحكومة، بعد تشكيلة رفع العتب التي قدّمها الحريري أخيراً.
ورفضُ عون للشروط التي تريد تكبيله لم يعد سرّاً. فرئيس الجمهورية بات واضحاً أخيراً ولا يخفي أمام زوّاره أن المعرقلين يسعون إلى ضرب العهد وإيقاع الضرر به بالتأخر بالتشكيل، «لكنّني لست مستعجلاً، ولن أتراجع»، يقول الرئيس.
في المقابل، تبدو لعبة عضّ الأصابع مفيدة للحريري، الذي يدرك «ما تبغاه» السعودية، من منع التشكيل بشروط عون أو بالمعادلات الجديدة، لكنّه يحرص أيضاً على رمي مسؤولية العرقلة على فريق عون، من دون أن يتبنّى المطالب السعودية في العلن. ويستفيد الحريري من حالة الجمود الإقليمي، ليؤخّر التشكيل بالتماهي مع رغبة السعوديين، وفي نفس الوقت، منع فريق عون وخصومه الآخرين من تغيير المعادلة نهائياً في آلية تشكيل الحكومات في ما بعد الطائف، مستغلّاً أيضاً عدم رغبة الفريق الآخر في الصدام الكبير مع السعودية والأميركيين عبر البحث عن بديل له لتولّي رئاسة الحكومة.
هو إذاً سباق «من يصرخ أوّلاً؟» بين الحريري وعون، وما يمثّل كل منهما في السياسة الإقليمية والدولية، في الوقت الذي تدخل فيه الأزمة السورية خواتيمها و«صفقة القرن» بداياتها. فهل بات لبنان جزءاً من معادلة الملفّات الإقليمية، وجزءاً من حلولها وأزماتها، بعد أن حُيّد إلى حدٍّ كبير طوال السنوات الماضية؟
"البناء": محور المقاومة يستردّ زمام المبادرة في العراق... ومساعٍ تركية مع روسيا لآلية متفق عليها لإدلب
تزامنت التطورات في المنطقة لصالح محور المقاومة، بعد نهاية الانقلاب المدبّر في العراق سياسياً وأمنياً، كما قال مصدر قيادي في محور المقاومة لـ «البناء»، فما بعد محاولة ضرب محور المقاومة من باب خراب البصرة نجح المحور باسترداد زمام المبادرة أمنياً وسياسياً في بغداد، عبر مجموعة خطوات متسارعة وحاسمة، انتهت إلى تغيير المشهد السياسي والأمني، ووصول الرسائل اللازمة إلى كل المعنيين. وقال المصدر إن الوضع في العراق مطمئن، وإن رئيس الحكومة المقبل سيكون ضمانة موثوقة لقوى المقاومة، بغضّ النظر عن الاسم.
بالتوازي أكدت مصادر متابعة لمعركة تحرير محافظة إدلب في سورية أن التمهيد الناري مستمر بلا توقف، وأن استهداف مواقع الجماعات الإرهابية يتم على مدار الساعة وفقاً لإحداثيات دقيقة وبوسائل نارية فعالة، وبما يجنّب المدنيين الخسائر، وأن التحضيرات للعمل البري ليست للاستعراض الإعلامي، ولا تحديد ساعة الهجوم وفي أي محور وضمن أي سيناريو سيكون موضوعاً للتداول قبل حدوثه. وأضافت المصادر أن الأتراك يحاولون التوصل مع الروس لآلية معينة تفتح باب التعاون في العملية العسكرية، مقابل تجزئتها على مراحل، ومنح ضمانات للجماعات التي تعمل تحت العباءة التركية حول دورها المستقبلي، والبحث بمستقبل الوجود العسكري التركي بعد العملية، وحدوده وجغرافيته ودوره. وقالت المصادر إن كل شيء تتم مناقشته ضمن ثلاثة ثوابت لا مساومة عليها، وهي أن عملية التطهير العسكري للمنطقة من الوجود الإرهابي يجب أن تتم وأن ينتشر الجيش السوري بنهايتها في المناطق التي يتمّ تحريرها، وأن وحدة سورية غير قابلة للتفاوض، كل صيغة تكرّس تقسيم أمر واقع أو إدارات أمنية لجماعات مسلحة لجزء من الجغرافيا السورية غير وارد، وثالثاً أن السيادة السورية غير قابلة للتجزئة، ففي النهاية يجب أن يكون واضحاً أن كل القوات التركية يجب أن تغادر الأراضي السورية.
لبنانياً أيضاً، سجل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نجاحاً في كسب التأييد الأوروبي في ملف النازحين السوريين، بينما نجح وزير الخارجية جبران باسيل في لفت الأنظار في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لخطورة تجاهل ملف الأونروا، وقضية اللاجئين الفلسطينيين، محذراً من التخاذل الذي سيلاحق العرب بلعنة الأجيال والحق والتاريخ.
في ما خصّ تأليف الحكومة، من المتوقع أن يجري الرئيس المكلف جولة مشاورات مع جميع القوى السياسية لإجراء بعض التعديلات على الصيغة الحكومية الأخيرة بحسب ما علمت «البناء»، وذلك على وقع السجالات الحادة على محاور بعبدا ميرنا الشالوحي – كليمنصو ومعراب، وسط هجوم لاذع شنه النائب وليد جنبلاط على العهد. ولفت الحريري في معرض رده على سؤال حول الحديث عن ضرورة احترام الصيغة نتائج الانتخابات إلى أن «مجلس النواب هو الذي يقرر ذلك»، ما يطرح السؤال التالي: ماذا لو رفعت الأكثرية النيابية عريضة الى رئيس الحكومة المكلّف تطلب منه بموجبها مراعاة التوازنات النيابية واحترام التكليف والإسراع في التأليف؟ هل سيخضع الحريري لإرادة الأكثرية النيابية؟
وفي سياق ذلك، كشف رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنه سيوجّه دعوة لجلسة تشريعية الأسبوع المقبل، مشيراً الى أنه «استنفد كل مساعيه مع حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر حيال توزيع الحقائب، إلا انه لم يتوصل الى أي نتيجة»، وأشار بري بحسب ما نقل عنه نواب لقاء الأربعاء لـ «البناء» الى «أنه أبلغ المعنيين انه سيتكفل بحل العقدة الدرزية عندما تحل المشكلة المسيحية، نافياً بشكل قاطع أن يكون طرح أي حلّ لعقدة الوزير الدرزي الثالث بتوزير النائب أنور الخليل وكل ما كتب في الصحف لا صحة له وهو حتى الساعة لم يتدخل بهذا الموضوع حتى تحل العقدة المسيحية»، أما في ما خصّ العقدة السنية، فأشار رئيس المجلس الى «ضرورة تمثيل سنة المعارضة بوزير على الأقل». كما نقل عنه النواب أن الأمور بالنسبة الى الحكومة «ما زالت على حالها ولا مبرر على الإطلاق للتأجيل او التأخير»، مضيفاً «لا نستطيع ان نعيش حالة الترف في تأليف الحكومة نظراً الى الأوضاع التي بات يعرفها الجميع خصوصاً بالنسبة للوضع الاقتصادي».