ارشيف من :أخبار العدو

الآتون لقتلنا..

الآتون لقتلنا..

"الآتون لقتلنا"‎، عنوان مقال نشرته القناة الثانية الصهيونية عبر موقعها الالكتروني، لمحلّل الشؤون العسكرية لديها شاي ليفي، يتحدّث فيه عن تزايد مستوى التهديدات عند الجبهتين الشمالية والجنوبية على حدّ سواء.

وجاء المقال كالآتي:

السنة "العبرية" الماضية كانت سنة أمنية غير سهلة بالنسبة لـ"إسرائيل": حربٌ في سوريا تقترب من نهايتها، مقابل تزايد التهديد من جانب حزب الله، أما في الجنوب، فقد اقتربنا بشكل مهمّ من عملية عسكرية أخرى في غزّة؛ فيما تحوّلت الضفة الغربية إلى بركان يهدّد الجميع بالانفجار.

دول المنطقة تواصل التسلّح بمختلف أنواع الوسائل القتالية. جزء منها يشكّل خطرًا على "إسرائيل"، وجزء آخر لا يشكّل تهديدًا أبدًا، وعمليًا، هناك دول تقيم علاقات سرّيّة مع "تل أبيب"، دون علم مواطنيها. أعداء أبديّون أصبحوا في السنوات الأخيرة حلفاء وعاد الأميركيون والروس إلى الصراع على الهيمنة الإقليمية.

باختصار، يمكن وصف الشرق الأوسط بكلمة واحدة: فوضى. وكما يبدو، لن تقلّ السنة "العبرية" الجديدة توترًا، ولذلك إنه الوقت المناسب لنفهم بالضبط من يهدّدنا؟ لماذا؟ وبالأساس، ما حجم تهديده لنا؟

مستوى التهديد من جانب إيران مرتفع. التهديد مركزيّ يتألف من: صواريخ أرض-أرض، صناعة متطوّرة لطائرات من دون طيّار وأذرع في لبنان، سوريا وغزة. أعمال في الخارج بغطاء إيراني من شأنها جرّ "إسرائيل" إلى حرب مثل لبنان الأولى.

يقول خبير "إسرائيلي" إن "طهران تعزّز قدراتها التقليدية"، وبحسب ما ورد في التقدير الاستراتيجي السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي فإن "إسرائيل" ستواجه إيران أكثر خطرًا في المديين الزمنيين المتوسط والبعيد.

مستوى تهديد حزب الله لـ"إسرائيل" مرتفع. والتهديد مركزي يكمن عبر تسلل خلايا "مخرّبين" إلى مستوطنات في الجليل وخطف جنود ومدنيين، إطلاق صواريخ وقذائف إلى عمق الأراضي، بالإضافة الى زرع عبوات وحرب بنطاق كامل قد تمتدّ إلى الساحة السورية.

وبحسب ما ورد في التقدير الاستراتيجي، فإن حزب الله يواصل تشكيل التهديد التقليدي الأخطر. قذائف صاروخية لكل المديات وأكثر فتكا مما مضى، صواريخ دقيقة، طائرات من دون طيار تهاجم وتنتحر، صواريخ ساحل-بحر متطورة، دفاع جوّي من أفضل الصناعات الروسية ووحدات برية متدربة على احتلال قرى داخل الأراضي "الاسرائيلية".

على الرغم من أنّ الاهتمام الشعبي موجّه جنوبًا، من الواضح للجميع أنّ غزة هي فقط مقدّمة للحرب الحقيقية التي ستندلع تحديدًا ضد حزب الله في لبنان. حتى في الجيش "الإسرائيلي" يحرص المسؤولون على التوضيح بأنّ الحرب المقبلة لن تكون مثل الحرب التي حصلت عام 2006، وهم لا يقصدون فقط عبر لجنة فينوغراد.

مؤخرًا، قال قائد المنطقة الشمالية اللواء يوآل ستريك إن الحرب المقبلة لن تكون حرب لبنان الثالثة بل حرب الشمال الأخيرة. وبالفعل، حسب التقديرات المختلفة، الحرب المقبلة في لبنان ستكون أكثر صعوبة: القوّة التي سيشغّلها الجيش "الإسرائيلي" ستكون مضاعَفة مرّتين بل ثلاث مرّات عمّا كانت عليه في الحرب السابقة، وأيضًا حزب الله لم ينم على أمجاده وواصل زيادة ترسانة صواريخه الهائلة.

يقدّر جهاز الاستخبارات أنّ حزب الله يملك نحو 150000 صاروخ وقذيفة منذ عام 2006، ويمكنه أن يطلق باتجاه الأراضي "الإسرائيلية" المئات منها يوميًا. وفي هذه الحالة، فإن سلاح الجوّ لا يمكنه إيقاف إطلاق النار وحده، بل سيُستدعى سلاح البر إلى المعركة أيضًا.

مستوى التهديد من جهة قطاع غزة متوسط إلى مرتفع. التهديد المركزي يمكن أن يكون أنفاقًا هجومية، تسلّل خلايا إلى القرى الحدودية مع القطاع، خطف جنود ومدنيين، إطلاق قذائف صاروخية، عبوات على السياج وعملية عسكرية بحجم كامل.

ووفق مركز الأبحاث، فإن احتمال احتدام الوضع عالٍ جدًا. صحيح أنّ "حماس" مرتدعة، لكنها تواصل بناء قوتها، وحتى إن كان الطرفان غير معنيين بهذا، فإن مواجهة قد تندلع جراء تصعيد غير مضبوط في حادثة محلية، أو أزمة اقتصادية-اجتماعية عميقة في القطاع تنفجر ضدّ "إسرائيل".

مستوى التهديد من جهة سوريا متوسّط. والتهديد مركزي يمكن أن يكون عبر إطلاق قذائف وصواريخ مضادة للدروع ودفاع جوي، عمليات ضد الجنود "الاسرائيليين" على السياج. تدهور الوضع الى حرب كاملة.

تقارير شعبة الاستخبارات "أمان" تؤكد أن احتمال الحرب مع سوريا ولبنان سوف يتعاظم بشكل كبير بعد نهاية الحرب في سوريا. حتى المصطلحات الفنية تغيرت من حرب لبنان الثالثة الى "حرب الشمال".

في المقابل، مستوى تهديد دول الخليج لـ"إسرائيل" منخفض، والتهديد المركزي يتمثل بجيوش نظامية محسّنة ومنظمات موالية لإيران. السعودية، قطر والإمارات المتحدة تمتلك جيوشا ضخمة. لقد استثمروا مليارات الدولارات وجهّزوا قواتهم المسلّحة بأفضل المنظومات القتالية. صحيح أن السعودية أرسلت في الماضي قوات عسكرية لخوض حروب ضد "إسرائيل"، لكن اليوم لدى دول الخليج عدوًّا مشتركًا مع "إسرائيل" هو إيران.

لا يدور الحديث فقط عن التهديد النووي: إيران تشغِّل في اليمن "أذرعًا حوثية" تقاتل ضدّ السعوديين. الصواريخ التي أطلقها "الحوثيون" بإتجاه سفن في البحر الأسود، أثارت قلقًا كبيرًا في المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية"، والتهديد الإيراني أنتج منظومة تحالفات سرية ستمنع أيّة فرصة للحرب.
 

 

الآتون لقتلنا..

2018-09-14