ارشيف من :نقاط على الحروف
عشرات الآلاف يحيون عاشوراء تحت مظلّة كشافة الإمام المهدي (عجّ)
-وتنهمر الدموع على الوجنات، ثمّ تعلو نجومًا لتسطع في سماء كربلاء. هناك حيثُ استلّت السيوف دفاعًا عن الحق وأبت الدماءُ إلاّ أن تنتصر رغم الجراح. فعادت عاشوراء لترتفع فيها هتافات الأوفياء مُجددًا نُصرةً للحسين (ع) وتلبية للنداء.
حسينيون وزينبيات مضوا يقيمون المجالس، ينظمون المسيرات، ويحشدون في محرم الساحات. على مدى أكثر من خمسة عشر عامًا، جددوا البيعة، وساهموا بالاحياء العاشورائي في كافة المناطق على امتداد الوطن. هم أشبال ومرشداتٌ وقادة من جمعية كشافة الإمام المهدي (عج). التي سعت انطلاقًا من التزامها بواجبها التربوي والثقافي إحياء مراسم عاشوراء، من خلال غرس القيم الحسينية وزرع مفاهيمها في وعي الجيل الجديد.
الاحياء العاشورائي
تحت عنوان "مصباح الهدى" أطلقت الجمعية برنامج الإحياء العاشورائي المتوجه للناشئة لهذا العام. وهو برنامج متكامل يهدف بحسب مفوض البرامج في جمعية كشافة الإمام المهدي (عج) الشيخ محمد السبلاني إلى "إحياء أمر أهل البيت (ع)، وتكريس المودّة للإمام الحسين (ع) وأصحابه، Yضافة إلى ترسيخ القيم والأخلاق الاجتماعية والسلوكيات التربوية، وتأصيل الانتماء للولاية." كما ويهدف الإحياء إلى "زيادة المعرفة الدينية، الهداية، بناء الوعي وربط الإحياء العاشورائي بالواقع الحالي." ويتم تحقيق هذه الأهداف من خلال عدّة أساليب تربوية تسعى الجمعية لبلوغها أثناء الإحياء.
والكشافة هذا العام كما كلّ عام تقدم مجموعة متنوعة وفعالة من هذه الأنشطة، وتنقسم إلى ما هو يومي "كمجالس العزاء واللطميات والمسابقة الشفهية. وإلى ما يتم تنفيذه خارج المجلس اليومي كالمسيرات والمعارض الفنية."
ومن ضمن هذه الأنشطة العاشورائية ما هو ثقافي "مثل مراسم تعظيم القرآن، قراءة زيارة، المواعظ والمحاضرات، استضافة مجاهد أو أسير أو جريح أو أحد أفراد عائلة شهيد، المسابقات العاشورائية." كذلك يحتوي الإحياء بعض الانشطة الخدماتية والميدانية مثل "الخدمة في مجالس الكبار والمساعدة في إقامة الموائد، بالاضافة إلى إضاءة الشموع، وزيارة الأسرى والجرحى وعوائل الشهداء."
ويعدد السبلاني أيضًا بعضًا من الأنشطة الفنية التي تنظمها الكشافة مثل "المعارض والأفلام العاشورائية، القصص والبانوراما، كذلك الخواطر والقصائد التي تحيي المناسبة." ومن الملفت اهتمام الجمعية بتقديم المسرحيات ذي المبادئ الحسينية، كمسرحية "جود"، ومسرحية "ورد" التي تعرض طيلة أيام عاشوراء هذا العام في صور، و"ياسين" التي انطلق عرضها يوم الجمعة 14/9/2018 في النبطية.
الآلية التي تتبعها الكشافة
تسعى كشافة الامام المهدي (عج) إلى تأهيل منتسبيها لاسيّما المشاركين في أنشطة الاحياء والاستفادة من قدراتهم على هذا الصعيد. مع الحرص على تفاعل الحضور في فقرات البرنامج قدر الامكان، وبالاستعانة بأساليب تحفز الأفراد وتجذبهم.
وتعتمد الجمعية على سياسية محددة في عملها، بما في ذلك التركيز على التطوير النظري والمعرفي والتحفيزي وتفعيل التجارب والخبرات في مجال الاحياء. وهذا يعتمد بحسب السبلاني على وسائل وأساليب فنية متنوعة. ولا تنسى الجمعية مراعاة الخصائص العمرية عند الاحياء، في هذا الإطار يؤكّد مفوض البرامج على "أهمية الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل تتعلق بالناشئة أبرزها خصوصياتهم النفسية والذهنية في احتواء المعاني خلال المجالس والمواقف العاشورائية."
المجلس العاشورائي للناشئة
لقد أثبتت كشافة الامام المهدي (عج) أنّ اعتماد أساليب مدروسة في كيفية تقديم المجالس بما يتناسب مع الناشئة، يجعل اكتساب القيم الحسينية أمرًا مستساغًا لفئاتهم العمرية. "فعاشوراء قابلة لتقديمها للناشئة، لو عرفنا الطريقة المناسبة لإيصالها إلى أذهانهم والأسلوب الصحيح، وهي تتضمن قيما وأهدافا نبيلة نتوخى إيصالها." ويتابع السبلاني "إنّ الإحياء العاشورائي للناشئة رسالة تربوية دينية، وهي رحلة ثقافية عاطفية فنية سارت بها جمعية كشافة الامام المهدي (عج) على مدى سنوات طوال، ولازالت على هذا النهج تواصل تطورها."
انجازات الكشاف
أظهرت التجربة الواعدة للاحياء العاشورائي الخاص بالناشئة جملة من الامور الهامة بحسب السبلاني، وأسفرت عن انجذاب غير مسبوق وحضور منتظم للناشئة في الأنشطة العاشورائية على مستوى القرى بشكل مماثل للاحياء العاشورائي للكبار.
هذا الحضور الفعّال تجلّى في ارتفاع عدد المشاركين في الاحياء العاشورائي عام 2017، الذي وصل إلى حوالي 600,000 مشارك. وسجّل المعدل اليومي للحضور في المجالس العاشورائية العام الماضي نحو 49878، في حين أنّ معدل هذه المجالس بلغ 757 مجلسًا في اليوم. كما سجّل المعدل اليومي للمشاركين في الأنشطة العاشورائية التي يبلغ معدلها حوالي 158 نشاط يومي أيضًا، نحو 12423 مشارك. وقد جرى استقطاب العديد من الناشئة الجدد عبر هذا الاحياء، كذلك تم تعزيز ثقة الناس والأهالي بجمعية كشافة الإمام المهدي (عجّ) التي تقدم كافة امكانياتها في سبيل الإحياء الأمثل لهذه المناسبة.