ارشيف من :أخبار لبنانية
تخوف من انهيار إقتصادي .. وعون يطمئن
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم من بيروت على عدد من المواضيع الداخلية والإقليمية الهامة، حيث ساد جو من الخوف بعد "الشائعات" المتصلة بالوضع المالي والاقتصادي في لبنان، وهذا يدل لى أن الملفات الاقتصادية والمالية والاجتماعية هي من أبرز واخطر تداعيات التأخير المتمادي في تأليف الحكومة الجديدة.
إقليميًا، حملت المعلومات الواردة من موسكو إشارات واضحة حول تفاهمات مع واشنطن واكبت تفاهمات سوتشي حول إدلب، وقد جاءت إشارات من واشنطن أعادت الاعتبار لأولوية الانسحاب الأميركي، وسحب نظرية ربط الوجود الأميركي بالوجود الإيراني.
"الجمهورية": التطمينات الرئاسية لا تحجب الشروط المضخمة!
شكلت رسائل الرد على "الشائعات" المتصلة بالوضع المالي والاقتصادي في لبنان والتي اطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس مؤشراً قوياً لطبيعة الاولويات الملحة التي باتت تتقدم الاهتمامات الرسمية والسياسية، باعتبار ان الملفات الاقتصادية والمالية والاجتماعية هي من ابرز واخطر تداعيات التأخير المتمادي في تأليف الحكومة الجديدة. واذا كان الرئيس عون حرص على مواجهة موجات الشائعات المثيرة للمخاوف والقلق لدى اللبنانيين من خطر تدهور اقتصادي ومالي بتطمينات مباشرة على لسانه، فان الاوساط الاقتصادية والمالية خصوصاً تعتبر ان أقوى الردود وأفضلها على استهداف العافية الاقتصادية والانتاجية والاستثمارية في لبنان تكون بقرارات سياسية حاسمة وعاجلة واستثنائية لازالة التعقيدات التي لا تزال تتراكم في طريق تأليف الحكومة ولن يكون أفضل من هذا الاسلوب الناجع في اخراج البلاد من حال الشكوك والمخاوف والاستهدافات المتنوعة لمناعة اللبنانيين. وتلفت هذه الاوساط الى ان الايام المقبلة ستبلور تطورات مهمة متصلة بالمناخ الدولي والغربي تحديداً حيال الواقع اللبناني الراهن انطلاقاً من جملة تحركات ديبلوماسية ينتظر حصولها وسيكون للبنان ضمنها حيز من الاهتمامات.
وفي هذا السياق نقلت "النهار" عن مصادر رئاسية فرنسية اشارتها في سياق عرضها لبرنامج زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لنيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة الاسبوع المقبل، انه سيكون للرئيس الفرنسي عدد من اللقاءات مع نظرائه للبحث في الملفات المتعلقة بالامن الدولي، ومن اهمها لقاءاته الثنائية مع الرؤساء الاميركي دونالد ترامب والتركي رجب طيب اردوغان والايراني حسن روحاني والمصري عبد الفتاح السيسي. وأوضحت المصادر ان اجتماعاً ثنائياً سيضم الرئيس الفرنسي نظيره الايراني الثلثاء المقبل للبحث في الملف النووي الايراني والاستراتيجية الاميركية، كما في الملفات الاقليمية ومنها اليمن وسوريا ولبنان.
وأفادت المصادر الرئاسية الفرنسية انه لا موعد حتى الساعة للقاء رسمي مرتقب بين الرئيسين ماكرون وعون. لكنها اشارت الى انه يمكن حصول لقاء جانبي على هامش احدى الجلسات التي ستشهدها الامم المتحدة الاسبوع المقبل. الا انه سيكون لقاء لوزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لودريان ونظيره اللبناني جبران باسيل على هامش الاجتماع المخصص لتمويل وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا".
وقالت المصادر إن الحوار مستمر بين السلطات اللبنانية والفرنسية، وان فرنسا تعمل جاهدة لاستقرار لبنان وامنه وقد حيا المجتمع الدولي مقررات اجتماع "سيدر"، لكن تنفيذ هذه المقررات يحتاج الى تشكيل حكومة وباريس في انتظار توافق اللبنانيين على تشكيلها. وشددت على ان فرنسا تولي انتظام الحياة السياسية وعمل المؤسسات في لبنان اهتماماً خاصاً وهذه هي الرسالة التي ينقلها السفير الفرنسي برونو فوشيه خلال زياراته للمسؤولين اللبنانيين. وخلصت الى أن باريس في انتظار عناصر التوافق الوطني الذي سيؤدي الى التوافق على حكومة جديدة.
"البناء": واشنطن: قرب الانسحاب من سورية.. وأردوغان: "إسرائيل" حاولت نسف تفاهم سوتشي
فيما حملت المعلومات الواردة من موسكو إشارات واضحة حول تفاهمات مع واشنطن واكبت تفاهمات سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب أردوغان، حول إدلب كانت وراء الإشارات المتعمّدة للرئيس بوتين إلى تفاهمات هلسنكي في البيان الختامي، جاءت إشارات موازية من واشنطن أعادت الاعتبار لأولوية الانسحاب الأميركي، وسحب نظرية ربط الوجود الأميركي بالوجود الإيراني، والاكتفاء بربطه بالمعركة ضد داعش «التي تقارب على النهاية»، كما قال أمس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما كان مسؤول ملف العلاقة بإيران بريان هوك يتحدّث عن رغبة أميركية صادقة لتفاهم جديد مع إيران، وعن احترام للرغبة الإيرانية برفض التفاوض وعدم تلبية دعوات الرئيس الأميركي للحوار.
وفيما خيّم العدوان الإسرائيلي على سورية على اهتمامات موسكو بعدما تسبّب بسقوط طائرة روسية ومقتل خمسة عشر عسكري روسي، تحدّثت مصادر إعلامية روسية عن سقوط التفاهمات التي نظمت عدم التصادم بين روسيا و«إسرائيل»، بعدما ثبت عدم جدواها، وما جرى كافٍ لإصدار هذا الحكم. وهذا مبرر أوامر الرئيس الروسي بنشر منظومات جديدة لضمان أمن القوات الروسية في سورية، بينما أبدت مصادر رئيس حكومة الاحتلال وفقاً لكلام النائبة في الكنيست الإسرائيلي كسينيا سفيتلوفا أن إسقاط طائرة «إيل- 20» الروسية في سورية مساء الاثنين قد يؤدي إلى تضييق حرية تصرّف «إسرائيل» في أجواء سورية، وأملت النائبة من أصول روسية والمقربة من بنيامين نتنياهو ألا تتراجع روسيا عن تعهداتها السابقة بعدم تزويد الجيش السوري بمنظومات «إس- 300» للدفاع الجوي على خلفية الحادث المأساوي، بينما بدأت ملامح مواقف تركية جديدة بالظهور عبر عنها كلام الرئيس التركي رجب أردوغان عن مساعي «إسرائيل» لتخريب تفاهمات سوتشي عبر عدوانها على سورية.
"الأخبار": الموت بالسرطان: لبنان أولاً! تسعة آلاف وفاة و17 ألف إصابة عام 2018
احتلّ لبنان المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان، بحسب تقرير صدر حديثاً عن منظمة الصحة العالمية. ولفت التقرير الى أن هناك 242 مصاباً بالسرطان بين كل 100 ألف لبناني، فيما سُجلت أكثر من 17 ألف إصابة جديدة في 2018، ونحو تسعة آلاف وفاة بالمرض. هذه الأرقام تبدو نتيجة «طبيعية» للتلوث الذي يفتك بالبلد على كل المستويات منذ سنوات. وهي تجعل ضحايا السرطان في السنة أكثر من عدد الضحايا الذين سقطوا بين اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 وعدوان تموز 2006، والذين يقدّرون بخمسة آلاف ضحية سنوياً.
8976 حالة وفاة بسبب مرض السرطان سُجّلت في لبنان عام 2018، بحسب تقرير صدر الأسبوع الماضي عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وأشار التقرير الى تسجيل نحو 17 ألفاً و294 إصابة جديدة في لبنان هذا العام. فيما بلغ عدد المصابين بالمرض في خمس سنوات نحو 41 ألفاً و843 شخصاً؛ 22 ألفاً و250 منهم من النساء و19 ألفاً و593 من الرجال.
التقرير أوضح أنه من بين كل 100 ألف لبناني، هناك 242 مصاباً بالسرطان، وهي النسبة الأعلى بين دول غرب آسيا. إذ حلّ لبنان في المرتبة الأولى على صعيد تصنيف الإصابات قياساً لعدد السكان، فيما احتلّ المرتبة الثالثة في تصنيف الوفيات قياسا لعدد السكان (يقتل السرطان أكثر من 119 شخصاً من بين كل 100 ألف). وهو يأتي بعد أرمينيا التي تحتل المرتبة الثانية (134 شخصاً)، وتركيا التي تحل في المرتبة الأولى (121 شخصاً من بين كل 100 ألف).
مصادر في وزارة الصحة اللبنانية عزت ارتفاع معدلات الإصابة الى عامل «الإكتشاف المبكر للمرض عبر الفحوصات الدورية التي بدأ يستجيب لها اللبنانيون تداركا لتفاقم الوضع». لكنها أقرّت لـ «الأخبار» بأن أرقامها «تُثبت أن لبنان من البلدان التي تُسجّل فيها أعلى مُعدّلات الإصابة بالسرطان في المنطقة». والسبب الرئيس لارتفاع هذه المعدلات، بحسب المصادر، يكمن في نسب التلوث المرتفعة التي شهدها لبنان في السنوات القليلة الماضية، وارتفاع نسبة المدخنين في شكل لافت.
نائبة رئيس جمعية حماية المُستهلك الدكتورة ندى نعمة أشارت إلى علاقة مضطردة لهذه الأرقام بالتلوّث الغذائي الذي يتفاقم في ظل غياب التشريعات المتعلقة بمراقبة سلامة الغذاء وعدم اتخاذ الجهات المسؤولة أي تدابير للحدّ من هذا الأمر. ولفتت في اتصال مع «الأخبار» إلى عدم إلزامية إجراء بعض الفحوصات المخبرية لعدد من المواد الغذائية التي تدخل إلى لبنان كما يحصل في بقية الدول، إذ أن «فحص المبيدات، مثلاً، لم يكن إلزامياً للأرز المستورد. ولولا اكتشاف ترسّبات لمبيدات كيميائية في بعض أنواع الأرز الموجود في السوق لما فُرضت هذه الفحوصات مؤخراً». وأوضحت نعمة أن ترسبّات المبيدات من أهم مسببات التلوّث الغذائي، إضافة إلى عوامل تلوّث التربة والمياه. وأشارت الى أن أبحاثاً أُجريت أخيراً بيّنت ارتفاع نسب معدلات المعادن الثقيلة، كالزرنيخ وغيره، في المياه.
وكشفت دراسة ميدانية أجراها طلاب كلية الصحة في الجامعة اللبنانية العام الماضي أن اللبنانيين يتناولون مادة النيترات بكميات أكبر بأضعاف من تلك المسموح بها بسبب تسرّب الزرنيخ من الهواء الى المياه الجوفية. وبحسب النائب السابق الناشط الدكتور اسماعيل سكرية، فإنّ هذه النسب «من المؤكد أنها تضاعفت خلال السنوات الماضية مع ارتفاع أعداد الكسارات في لبنان».
ويؤكّد خبراء بيئيون تحدثت اليهم «الأخبار» أن ارتفاع نسب الاصابة السرطان «نتيجة حتمية» للتدهور البيئي الذي يشهده لبنان ولسوء إدارة المعنيين للأزمات البيئية التي تعرّض لها. والمثال الأكثر وضوحا أزمة النفايات التي اندلعت صيف عام 2015 وأدت الى انتشار أكثر من ألف مكبّ نفايات تتعرض للحرق العشوائي أو يجري طمر النفايات فيها من دون اتخاذ اجراءات تحول دون تسرب عصارتها الى المياه الجوفية. وأكّد تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، في كانون الأول الماضي، أن الحرق العشوائي للنفايات في الهواء الطلق منذ عام 2015 أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب وسرطان القولون والرئة بين اللبنانيين.