ارشيف من :نقاط على الحروف
’النهار’ .. والإعلام الحربي الاميركي
ما ان سمعت صحيفة "النهار" المعروفة بتمويلها من أصحاب الكارتيلات الحصرية، ودفاعها المستميت عن مصالحهم، بزيارة الوفد الإعلامي اللبناني إلى طهران وتحديداً للإطلاع على صناعة الدواء ومدى التطور العلمي الذي وصلت إليها مختبرات الدواء والأبحاث العلمية حتى سرى الادرينالين في عروق كتابها.
ففي 13 أيلول/ سبتمبر 2018 علقت "النهار" على زيارة الوفد الإعلامي اللبناني إلى طهران مستخدمة تقريراً كان موقع "العهد" الإخباري قد نشره عن الزيارة لنثر الرعب في عقول القراء عن مخاطر تولى وزير محسوب على حزب الله وزارة الصحة فكتبت: ".. وهذا التطور يتمثل بإسناد حقيبة خدماتية مهمة هي الصحة الى وزير من الحزب (تتحدث معلومات عن انه طبيب) على رغم ان هناك تعقيدات ستواجه لبنان في حال الوصول الى هذه التشكيلة فعلاً بسبب رفض تعامل جهات غربية على رأسها الولايات المتحدة الاميركية مع وزير من حزب مدرج على لائحة الارهاب. وسيزداد هذا الرفض وطأة بعد دخول العقوبات الاميركية الجديدة ضد إيران في الاسبوع الاول من تشرين الثاني المقبل حيز التنفيذ".
وكأن الجمهورية الإسلامية تحتاج إلى معبر لتخرج من العقوبات فاختارت لبنان ليكون هذا المعبر، ويبدو ان "النهار" لا تعلم ان مساحة طهران تساوي مساحة لبنان مضروبة بـ 3، وأن موازنة بلدية طهران لكنس أوراق الأشجار المتساقطة في هذا الموسم تكفي لسد ديونها "المفلسة" حتى من المنطق في معلومات كتابها، وتسديد ثمن أوراقها المتهالكة بالدين.
ومع انتشار المعلومات والأرقام التي رأها وسمعها الوفد الإعلامي اللبناني في طهران، كان لا بد من "جرعة زائدة" فتصدت مجدداً للمهمة بوصفها بوقاً للإعلام الحربي الاميركي على محور المقاومة، وشرّحت بالأرقام ما يمكن أن تسد به طهران عجزها من "اموال وزارة الصحة" المنهوبة على يد أصحاب الكارتيلات الدوائية التي كما تدعى، تعمل لتأمين حاجات السوق اللبناني وتحرص على جيب المواطن اللبناني، فتعالوا معي لنراجع هذه الأرقام.
هناك دواء يسمى Humira كلفة العلبة التي تحتوي على أبرتين منها تبلغ قرابة 1100 دولار اميركي في لبنان، وهو دواء مستورد ولا يصنع محلياً، بينما لا تتجاوز قيمة مثيله الإيراني الـ 500 دولار، يعني بحسبة بسيطة، يمكن لوزارة الصحة ان تغطي تكاليف علاج مريضين بثمن كلفة مريض.
ولو اردت أن أعدد الأسماء والأثمان لجن جنون اللبنانيين على مالهم المنهوب لصالح داعمي "النهار"، لكن سأضيف فقط هذه الملاحظة، هناك جمعية خيرية تقوم بتسديد 10% من ثمن هذا الدواء لصالح المريض، والسؤال هنا إن لم تكن الشركة نفسها هي صاحبة الجمعية من هو هذا المتفاني الذي حدد فقط هذا الدواء ليقوم بالمساهمة مع متناوله في ثمنه.
والاهم من كل هذا من قال أن حزب الله سيدعم الدواء الإيراني فقط، والأخطر لماذا حكم "حكيم نهار" على نوعية الأدوية الجنريك المستوردة من الأردن وتركيا وسوريا بأنها غير ذات فعالية.
نعم، عندما نعلم أن "حكيم النهار" و"مهرجها" يقبضون رواتبهم من أصحاب الاشتراكات المدفوعة سلفاً ولسنوات قادمة من أصحاب تلك الكارتيلات نفهم سبب هذه "الشهامة"..
عيب، أن تكون صحة المواطن على حساب صرر الاموال التي تصلكم.
عيب، أن تسترزقوا من جيبوب أصحاب الكارتيلات الاحتكارية للدواء واستيرادها لتصرفوا على عائلاتكم وتتركوا فقراء اللبنانيين تحت رحمة دافعي رواتبكم.
عيب، أن تتهموا الآخرين بلا دليل..عفواً نسينا أنكم من جماعة "الكلاس" و"السينيه".. وبتطبعوا أعدادكم الورقية فقط على عدد مشتركي "جريدتكم".
لكن مجدداً إليكم الأرقام "اللي بتسمّ بدن معلمينكم":
ـ إيران تنتج 96% من حاجات سوقها المحلي من الادوية
ـ تستورد فقط 4% لأن كلفة إنتاجها أعلى من كلفة استيرادها
ـ كل الشعب الإيراني يحمل بطاقة صحية للطبابة والاستشفاء
ـ فارق سعر الدواء بين المنتج محلياً والمنتج عالمياً يتراوح بين 50% كحد أدنى ويصل إلى 90% كحد أقصى.
والأن نأتي إلى المفارقات العجيبة:
ـ يبلغ عدد سكان لبنان (رسميا) 4 ملايين نسمة وينفق 1.4 مليار دولار فاتورة طبابة، بينما يبلغ عدد سكان إيران (رسميا( 80 مليون نسمة وتنفق 4 مليار دولار فاتورة طبابة (يعني السرقة واضحة بدهاش شرح)، وبسبب قدرتها الإنتاجية وجودة ادويتها تمكنت إيران من توفير 1,8 مليار دولار خلال 6 سنوات من خلال إنتاج الأدوية الحيوية فقط أي ما يزيد عن ما يصرفه لبنان سنوياً.
ـ في لبنان نستورد 90% من الادوية ويصنع 10% فقط، بينما في إيران يصنّعون 96% من الأدوية ويستوردون 4% فقط..(اكيد هيدا ما بيعني أنو اللبنانيين أجدر وأقدر وأفهم من الايراني بصنع الدوا).
ولو اردنا الاستفاضة في الشرح والمقارنة لاحتجنا إلى صفحات وصفحات تتجاوز عدد صفحات "النهار".. يكفي استهزاءاً بعقول اللبنانيين.. يا جماعة "النوعية".