ارشيف من :مقالات

زينبيات العصر يلبين النداء ..

زينبيات العصر يلبين النداء ..

لم تكن دموعهن قد جفت بعد انتهاء تلاوة مصرع الامام الحسين (ع) وأهل بيته عندما جاءهن صوت المنادي ليرفعن قبضاتهن وأصواتهن عالياً تحضيراً لبدء المسيرة العاشورائية. وأبت النسوة إلا المشاركة الفعّالة، وكنّ كزينب والرباب وسكينة فمنهن الزوجة الصابرة، والأم الحنون، والعمة العطوف، والخالة الرؤوف، والأخت المسؤولة، والابنة الواعية.

رفعن قباضتهن في حركة إيقاعية منظمة ورددن الشعارات .. "ما تركتك يا حسين"، "هيهات منا الذلة"، و"لبيك يا حسين".

تقدم الموكب النسائي الزينبي حملةُ الأعلام والصور والمواكب الكشفية والجامعية .. و خلفهن أمهات الشهداء يعانقن صور أبنائهن بحرارة لن تبرد أبداً ..

من الباحة العاشورائية في الصفير الى شارع الجاموس وصولاً الى الكفاءات بدت النسوة أشبه بنهر بشري يحاول الوصول إلى المصب عند نقطة النهاية في "الكفاءات"، حيث يطل الأمين العام لحزب الله ويثلج قلوب العاشقين..

الزينبية ميرفت شكر تتحدث لموقع "العهد" الاخباري عن مشاركتها بالمسيرة، وتقول "ترك لنا الامام الحسين (ع) قيمة حقيقية في الإرث الاسلامي وعطاء لا ينتهي، وإن ملحمة استشهاده منهج متكامل في مفهوم الجهاد والتضحية ضد الظلم والفساد، مضيفةً "لهذا قدمنا كل التضحيات فداءً لهذا النهج الحسيني".

وتؤكد أن كربلاء هي اليوم والغد والماضي وكل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.

المشاركة زينب حمادة من جهتها تقول "كثيرًا ما يتكلم الناس عن الحب وما يصنعه العاشقون وكيف يدخل الحبيب متسللاً جوامح القلب دون إذن أو رقيب، لكنهم لم ولن يصلوا إلى حقيقة العشق والود والهيام الذي وصلنا اليه للامام الحسين، فله تهفو قلوب العاشقين من جميع أنحاء العالم، ومشاركتنا في المسيرة ما هي الا تجسيد لهذا الحب".

المشاركة فاطمة ترمس توافقها الرأي وتشدد على أن "الحسين ليس لفئة دون أخرى بل ليس للمسلمين فقط وإنما لكل البشرية، وسرّ هذا الارتباط المعنوي لا يدركه إلا من هو من عشاق للإمام الحسين (ع)".

كان الحشد العاشورائي قد اقترب من الوصول؛ أخذت الحماسة النسوة عندما أعلن الشاعر علي عباس أمام الناس أن "السيد سيظهر الآن بين جماهيره"، تمنين لو أنه يمثل أمامهن دون شاشة ..

كان يمكن رؤية مشهد التدافع بوضوح بين المشاركات لرؤية اطلالة الامين العام لحزب الله.. لم تمرّ ثوان قليلة حتى كان سيد المقاومة قد ظهر أمام الناس عبر الشاشة  العملاقة.. ومع أمينهم العام جددن البيعة وهتفن بأعلى أصواتهن لبيك يا حسين .

2018-09-20