ارشيف من :أخبار لبنانية

جولة جديدة من مساعي تشكيل الحكومة

جولة جديدة من مساعي تشكيل الحكومة

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري بحليفه سمير جعجع أمس، مشيرةً الى انه بذلك تكون قد انطلقت جولة جديدة من مساعي تشكيل الحكومة.

عون: كيف أتنازل ولم أستطع تعييناً في الإعلام؟!

بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "قبل ان يغادر نيويورك عائداً الى بيروت حيث تنتظره ورشة جديدة من الاتصالات المتعلقة بعملية تأليف حكومي شائكة، لم يشأ رئيس الجمهورية ميشال عون ضرب موعد مرتقب لولادة الحكومة الجديدة. ولمن يسأله من زواره الذين التقوه من اللبنانيين وغيرهم، يقول: "من يؤلف هو الرئيس المكلف، فهل أحدد موعداً لولادة حكومة مكان من يؤلفها؟ ويذكّر في هذا السياق، بأنه عندما تحدث عن ملاحظات على مسودة قدمت له، قامت حملة في موضوع الصلاحيات، مع العلم ان من حقه ابداء رأيه في التشكيلة الحكومية لأنه من يوقع المرسوم مع رئيس الحكومة".

واضافت "لمن يقول إن على رئيس الجمهورية ان يقدم التنازلات وان يتعامل مع الحكومة على انها كلها حكومته، يجيب: "يطالبونني بتنازلات لتسهيل عملية التأليف، وينسون انني لست انا رئيس "تكتل لبنان القوي" بل الوزير جبران باسيل، وما دمت لا أمون على كتل أخرى، فكيف علي ان أمون على طرف واحد؟". ويستغرب "كيف يستكثرون عليه ثلاثة وزراء، وفِي الممارسة تبيّن انه لم يتمكن من إجراءات تعيين في وزارة الاعلام رغم العرف المعتمد بذلك على مرّ كل العهود".

وتابعت الصحيفة "لدى سؤاله عما اذا كانت التسوية الرئاسية لا تزال قائمة، يوضح عون لزواره "أن التسوية الرئاسية جاءت أصلاً بعد المصالحة المسيحية، وقامت على تفاهم وطني ترجم بحكومة وفاق وطني ومن بنوده تفاهم بين "حزب الله" ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري على أن يبقى في رئاسة الحكومة ما دام يملك الأكثرية السنية في مجلس النواب".

جعجع يحرّض الحريري: فلتنعقد الحكومة!

الى ذلك، قالت صحيفة "الاخبار" إنه "بلقاء الرئيس سعد الحريري وحليفه سمير جعجع، أمس، تكون قد انطلقت جولة جديدة من مساعي تشكيل الحكومة، لكن بلا تفاؤل جدي بإمكانية خرق المراوحة المستمرة منذ أربعة أشهر. على العكس، فإن جعجع تصلّب في مطالبه الوزارية، فضلاً عن تحريضه الحريري على رئيس الجمهورية، عبر دعوته إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء!".

واضافت "مع عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من نيويورك، اليوم، يُنتظر أن يعود الزخم إلى مساعي تشكيل الحكومة، بعد فترة من الهدوء بسبب مغادرة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية لبنان وتوجه الأنظار نحو الجلسة التشريعية التي عقدت مع بداية الأسبوع".

وتابعت "التمهيد لعودة الاتصالات الحكومية، كان قد انطلق مع الزيارة التي قام بها رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى منزل الرئيس سعد الحريري أمس، ساعياً إلى تأكيد مجموعة ثوابت قواتية، استباقاً لأي مشاورات جديدة يُمكن أن تحصل بعد عودة عون من نيويورك، خاصة بعد أن كشفت «الأخبار» عن لقاءات سرية عقدها رئيسا الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية جبران باسيل لاستكمال البحث في مسار التشكيل".

في المقابل، يأتي التحرك الجديد للحريري في إطار محاولة لتأمين أجواء إيجابية تسبق عودة الرئيس ميشال عون من نيويورك، علماً أن الأخير استبق وصوله بالتأكيد من الطائرة أنه «لست رئيس تكتل لبنان القوي لكي أضغط على رئيسه حالياً... ولا يجوز أن أضغط على طرف من دون الآخر»، مضيفاً أن «التسوية السياسية تمت بعد المصالحة المسيحية وهي لا تزال قائمة ولا شيء يعطلها، طالما أن رئيس الحكومة موجود نحن سنراعي المعايير التي تم الاتفاق عليها». ويصب هذا الكلام في خانة ما لمسه متابعون لمسار التشكيل عن أن عون وباسيل ليسا في وارد التراجع عن مطالبهما حتى لو تأخر تشكيل الحكومة وقتاً طويلاً، وأن التلويح بخسارة العهد للوقت في ظل عدم التشكيل لا يؤثر على قرارهما، إنما يعود بمردود أكثر سلبية على الحريري مما هو على العهد، في ظل حاجته للعودة إلى رئاسة الحكومة.

حراك لتشكيلة جديدة.. العقد تتحلحل درزيّـــاً و تزداد «قواتيّاً»

من جهتها، اعتبرت صحيفة "الجمهورية" انه "عشيّة عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك بعد ترؤسه وفد لبنان الى الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، تجددت المشاورات في شأن تأليف الحكومة المتعثر منذ أربعة أشهر بعقد وخلافات حول تمثيل بعض الافرقاء السياسيين في الحكومة العتيدة على مستوى عدد المقاعد الوزارية والحقائب، في ظل حديث عن محاولة لإعداد تشكيلة وزارية جديدة تأسيساً على التشكيلة التي كان الرئيس المكلف سعد الحريري قدّمها الى رئيس الجمهورية مطلع الشهر الجاري. وقال عون قبَيل مغادرته نيويورك عائداً الى بيروت امام شخصيات التقته انّ عملية التأليف هي لدى الرئيس المكلف، لافتاً الى انّ التسوية الرئاسية انطلقت من مصالحة مسيحية وبتوافق على حكومة وفاق وطني".

واضافت الصحيفة "على رغم من بعض المؤشرات الماثلة حول احتمال حصول ولادة حكومية قريبة فإنّ المعنيين، وحتى المتابعين، يرون الاحداث التي تشهدها المنطقة والاستحقاقات التي تُقبل عليها تَشي بأنّ الاستحقاق الحكومي لم يُفرج عنها بعد من الغرف المغلقة لدى اللاعبين الكبار، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية التي قررت عقوبات ضد إيران و»حزب الله»، ولا تريد تأليف حكومة تُظهر انّ هذا الحزب يزداد قوة وحضوراً. ولعل ما يدفع المراقبين الى استبعاد ولادة الحكومة في هذه المرحلة انّ التطورات الجارية على الساحتين الاقليمية والدولية لا تشير الى انّ مقايضات ما حصلت او هي على وشك الحصول، وسيكون من ضمنها الافراج عن الحكومة اللبنانية العتيدة".

2018-09-28