ارشيف من :نقاط على الحروف

انتخابات ’الجهاد الإسلامي’ قوة داخلية لمواجهة التحديات

انتخابات ’الجهاد الإسلامي’ قوة داخلية لمواجهة التحديات

مرة أخرى تثبت "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" أنها حركة قادرة على البقاء والتجدد انطلاقًا من فهمها وإدراكها للواقع والمتغيرات فيه سعيًا لتغييره، دون أن تخضع له. ثبُت ذلك من خلال الحفاظ على نهجها ومنطلقاتها، والذي كرّسته عبر عملها الجهادي ضد العدو "الإسرائيلي"، وقدرتها على الحفاظ وتنامي وجودها في الساحة الفلسطينية باعتبارها حركة أساسية سيما أن هذا الدور بات في اتساع إقليمي ودولي، وعبر العمل على الحفاظ على هذه الحركة داخليًا عبر الآليات "الشورية" والديمقراطية التي تضمن انتقالًا سليمًا للسلطة، سيما أن "حركة الجهاد الإسلامي" كما حركات المقاومة تعيش ظروفًا استثنائيةً في ظل عملها المقاوم ضد العدو "الإسرائيلي".

انتخبت الهيئة الناخبة في "حركة الجهاد الإسلامي" أميناً عاماً ومكتبًا سياسيًا جديدًا في تجربة انتخابية ناجحة وذلك بعد سنة من التحضيرات لهذه الانتخابات ـ أي قبل مرض الدكتور رمضان عبد الله شلّح ـ الذي أشرف على إعداد النظام الداخلي واللوائح الانتخابية. مما يعزز من حفاظ الأمين العام المنتخب زياد النخالة على الخط الجهادي المقاوم الذي سار عليه الدكتور شلّح وقبله الأمين العام المؤسس الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.

لقد عَمِلَت "حركة الجهاد الإسلامي" في الساحة الفلسطينية خلال الفترة المنصرمة على تجاوز "المأزق الفلسطيني الراهن"، وستعمل على تجاوزه في الفترة القادمة من خلال ممارسة السياسة نفسها باعتبار أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش مرحلة تحرر وطني، الأولوية فيها لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة بما فيها المقاومة المسلحة، وهذا يتطلب صياغة برنامج وطني لتعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطيني على أرضه، وتفعيل الانتفاضة الجماهيرية وتصعيدها ما يعكس بشكل كبير وواقعي فَهم الجهاد الإسلامي لطبيعة الصراع، والمرحلة الجديدة والدقيقة التي تمر بها، والمتغيرات الحاصلة؛ فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا.

الوضع الداخلي المتماسك للهيئة سيعزز من قدراتها على مواجهة العدو الإسرائيلي

وفي خضم الواقع الصعب الذي تعيشه حركات المقاومة ومن بينها "حركة الجهاد الإسلامي"، فإن الوضع الداخلي المتماسك لها سيعزز من قدراتها على مواجهة العدو "الإسرائيلي" وكل الأعداء الذين يستهدفون المقاومة.

وضمن هذا الاستهداف صنّفت الإدارة الأمريكية "حركة الجهاد الإسلامي" عام 1997، "منظمة إرهابية". ووضعت في عام 2005 الأمين العام السابق د. رمضان شلح على قائمة ما يسمى "الإرهاب"، ورصدت مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. ثم أدرجت الخارجية الأميركية في العام 2014، "زياد النخالة" الذي كان يشغل منصب نائب الأمين العام للجهاد على ما يسمى قائمة "الإرهاب" مُعلّلة ذلك بأن "حركة الجهاد الإسلامي" تهدف صراحة إلى تدمير "إسرائيل"، ونفذت هجمات واسعة النطاق ضدها.

وبناء على ما تقدم فإن الانتخابات التي أجرتها حركة الجهاد وانتخبت فيها أمينًا عامًا وأعضاء مكتبها السياسي تشير بوضوح إلى القوة والتماسك الداخليين اللذين تتمتع بهما الحركة، وإلى القدرة على تجديد الحياة بداخل صفوفها والتداول على السلطة. وهذا يعزز المحافظة على نهجها السياسي واستمرار بناء قدراتها العسكرية وإبقاء البوصلة موجهة باتجاه فلسطين رغم التحولات والحراكات الحاصلة في المنطقة. وهذا يعني أن البناء الجهادي الذي أسسه الدكتور الشقاقي، قد حافظ عليه الدكتور رمضان شلّح، وسيعمل على المحافظة عليه وتطويره الأمين العام الحالي زياد النخالة، ليؤكد من جديد صوابية نهج "حركة الجهاد الإسلامي" وقدرتها على البناء والصمود في أحلك الظروف وأقساها، يقول الشهيد الشقاقي: "إنني لا أخاف على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فلقد بنينا صرحاً متماسكاً... فلسطين غايته والاستشهاد أداته ووسيلته... وشبابنا في الداخل قادرون على تغيير الواقع وخلق المستقبل الذي يليق بالشرفاء والمجاهدين وبالقدس الشريف".

2018-10-01