ارشيف من :أخبار لبنانية
في الصحف: الحذر يسود التأليف الحكومي . .’ليصير بالمكيول’
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على استكمال ملف التشكيل الحكومي، وتناقلت الصحف ما قاله رئيس مجلس النواب في جلسة الأربعاء النيابية "لا تقول فول ليصير بالمكيول"، وذلك بعد التفاؤلات بالتأليف الحكومي في الأيام المقبلة.
"الأخبار" تفاؤل الحريري يتعثر
ذكرت صحيفة "الأخبار" أنه لم يتأخر الوقت قبل أن يصطدم أمل الرئيس سعد الحريري بإنجاز الحكومة خلال عشرة أيام بالحائط، فتعود مسألة التأليف إلى المربع الأول، ربطاً باستمرار الخلاف على الأحجام والحقائب، وخاصة بين التيار الوطني الحر والقوات. ولما كان الحريري قد بنى تفاؤله على نتائج لقائه برئيس الجمهورية، الذي لمّح إلى موافقته على التنازل عن نيابة رئاسة الحكومة لحساب القوات، عاد هذا المسار ليتعرقل، ربطاً برفض القوات الاكتفاء بالحصول على نيابة الرئيس من دون حقيبة، وإصرارها في المقابل، على حصولها على حصة من أربعة وزراء بحقائب، أحدهم يكون نائباً لرئيس الحكومة. وأكثر من ذلك، فقد أصرت القوات على الحصول على حقيبة العدل، التي يتمسك بها رئيس الجمهورية أيضاً.
وأضافت أن باسيل عاد أيضاً إلى التمسك بحقيبة لطلال أرسلان، فيما نفت مصادر الحزب الاشتراكي ذلك، مؤكدة أن العقدة المسيحية هي التي أطاحت التفاؤل الذي تحدث عنه الحريري. مع ذلك، فقد بدا واضحاً أن العقدة الدرزية لم تذهب في طريق الحل، خاصة أن التباين ما زال قائماً بشأن الوزير الدرزي الثالث، الذي يريده النائب السابق وليد جنبلاط شخصية وسطية يُتَّفَق عليها مع رئيس الجمهورية، والذي يصرّ النائب طلال أرسلان على أن يسميه هو.
ونقلت الأخبار أن الرئيس نبيه بري لم يَنسَق في الأجواء الإيجابية التي بثها الحريري، فقال: "ما تقول فول تيصير بالمكيول"، مضيفاً أن هناك "حركة ناشطة اليوم، والبعض يتحدث عن أجواء إيجابية واعدة". كذلك كرر التحذير من مخاطر تأخير التشكيل، مشيراً إلى أنه "آن الاوان لكي يتحمل الجميع مسؤولياتهم من أجل حسم موضوع الحكومة"، داعياً إلى "تواضع كل الأطراف في التعامل مع عملية التشكيل". وفي إطار تأكيده فصل العمل التشريعي عن مسار تشكيل الحكومة، أعلن "أن المجلس سيستمر بتحمل مسؤولياته والقيام بدوره، وسيكون هناك جلسة تشريعية قبل نهاية هذا الشهر". وفي سياق متصل، دعا بري إلى عقد جلسة عامة يوم الثلاثاء المقبل لانتخاب أمينَي سر وثلاثة مفوضين أعضاء هيئة مكتب المجلس وأعضاء اللجان النيابية.
"الجمهورية" حسنات مناخ التأليف وسيئاته
من جهتها قالت "الجمهورية" أن من حسنات المناخ الايجابي الذي سقط فجأة على خط التأليف، أنّه أوقف تبادل القصف السياسي بين المتصارعين على جبنة الحكومة، وأفسح المجال لمشاورات اتفقت القوى السياسية على وصفها بالجدية سعياً لإطلاق الدخان الابيض من مدخنة مطبخ التأليف خلال الايام القليلة المقبلة. ولكن من سيّئات هذا المناخ انه غير مكتمل، إذ إنّ «مضخّة»الايجابيات لم تقرنه بعد بخطوات ملموسة مترجمة لها، ليُبنى عليها القول إنّه تمّ العثور على الحكومة الضائعة منذ ما يزيد عن 4 أشهر، وتمّ إدخالها فعلاً الى غرفة الولادة.
وتحدثت أنّ هذه الايجابيات تُصبح قابلة لأن يُعتد بها، اذا ما وجدت مجموعة كبيرة من الاسئلة المطروحة على بساط التأليف أجوبة صريحة ودقيقة لها:
- هل انّ المناخ الايجابي الذي يسود على خط التأليف حالياً هو مناخ ايجابي صلب يُبنى عليه، أم أنّه كالمناخات السابقة مجرّد «نوبة» مؤقتة أشبه ما تكون بمسكنات موضعية قصيرة الصلاحية، سرعان ما ينتهي مفعولها ليعود بعدها الوجع السياسي الى سابق عهده، ويستأنف معه المتصارعون على الجبنة الحكومية، لعبة تقاذف كرة المسؤولية، وكلٌ من خلف متراسه من دون ان يتقدم خطوة الى الأمام.
- ماذا يريد فعلاً كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون (الذي غادر امس الى ارمينيا للمشاركة في القمة الفرنكوفونية)؟ وماذا يريد الرئيس المكلف سعد الحريري؟ وهل سيقدم على خطوة نوعية في الايام المقبلة؟
- كل اللقاءات التي تمّت بين شريكي التأليف عون والحريري تغرق في إيجابية متبادلة توحي بأنّ الحكومة على شفير الولادة، فما الذي يبخّر هذه الإيجابية بمجرّد انتهاء اللقاء بينهما؟
- لماذا لوّح الرئيس المكلّف بالإعتذار اذا ما استمر تعطيل التأليف؟ وفي وجه من رمى هذه الجمرة وماذا لو اعتذر؟ وهل ثمة من يقدّر كلفة هذا الاعتذار؟
- ماذا يريد رئيس التيار الوزير جبران باسيل فعلاً؟ وهل وافق رئيس الجمهورية ومعه باسيل على 10 وزراء لكليهما أم ما زالت المطالبة قائمة بـ11 وزيراً؟
- هل حسمت الحصّة الوزاريّة الرباعيّة لـ«القوات» بشكل نهائي؟ وبمعزل عن ذلك كيف سيتم إرضاء «القوات»؟ وأي حقائب ستسند إليها؟ وهل سيُكتفى فقط بحصة عدديّة لها، أم ستمنح لها حصّة نوعيّة تعوّض عمّا سبق وطالبت به؟ وقبل كل ذلك هل تنازل رئيس الجمهورية فعلاً ووافق على التخلي عن موقع نائب رئيس الحكومة لـ«القوات»، أم أنه ربط هذا التخلي بسلّة تنازلات ينبغي على «القوات» أن تقدّمها؟ وقبل ذلك ايضاً، هل يمكن لرئيس الجمهورية ان يتنازل وحده من دون ان يتلقى التزاماً من الآخرين بالتنازل؟
- بعد حسم حصة الاشتراكي الثلاثية، وإبعاد طلال ارسلان عن الجنة الحكومية، كيف سيعوّض على إرسلان؟ ومن سيعوّض؟ وأيّ حقائب ستُسند لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي»، ومن هو الوزير الدرزي الثالث، ومن يملك اسمه، بل من سيسمّيه؟
- بعد حسم تمثيل تيار «المردة» بوزير واحد في الحكومة، ما هو مصير وزارة الاشغال، هل حسمت له، أم أنها ما زالت خاضعة لكباش حولها مع «التيار الوطني الحر» تحديداً؟ وماذا لو جرى الاصرار على انتزاعها من «المردة» فهل يقبل ببديل لها؟ وهل صحيح انّ ثمة وعداً من «حزب الله» بأنه مع إبقاء «الاشغال» لتيار «المردة»، وانه لا يقبل بالسير بحكومة ما لم يكن الوزير السابق سليمان فرنجية راضياً عن الحقيبة التي تسند إليه؟
- ما مصير تمثيل نواب سنّة المعارضة؟ وهل صحيح ان الرئيس المكلف مطمئن بالكامل الى ان التمثيل السنّي في الحكومة محسوم حصراً لتيار المستقبل؟ وهل صحيح ان ثمة وعداً من «حزب الله» لهؤلاء النواب بأنه ما زال مصمّماً على خوض معركة تمثيلهم، حتى ولو أدى ذلك الى مزيد من التأخير في تشكيل الحكومة؟
- ماذا عن العامل الخارجي، هل هو منعدم أم يمسك برقبة التأليف؟ وهل صحيح انّ مستويات رسمية باتت تتحدث عن أنّ تعطيل التأليف داخلي بنسبة 95%، وانّ نسبة حضور العامل الخارجي على خط التأليف لا يتجاوز الـ5%، إنما هو حضور يتابع ويراقب ولا يتدخل للعرقلة كما لا يضغط للحل؟
"اللواء" قلق من إضاعة الفرصة لتشكيل الحكومة
بدروها تساءلت صحيفة اللواء "مَنْ يلعب دور «الزئبق» في البارومتر لتوفير المعلومات حول النشرة السياسية في لبنان لا سيما في ما خص حظوظ تشكيل الحكومة أو عدمها، وتوزّع المعنيين الكبار بين متفائل بحذر، ومتشائم بلا حذر، ومنتظر ان «يصير الفول بالمكيول»، كما هو حال الرئيس نبيه برّي، الذي تحوّل صالونه السياسي في مقر اقامته في عين التينة إلى منتدى الشكاوى والمعالجة لما يعرف بعقدتي تمثيل «القوات اللبنانية» وتسمية الدرزي الثالث في حكومة ثلاثينية!
ولفتت أن القوات اللبنانية تبلغت عرضاً يقضي بإعطائها نائب رئيس مجلس الوزراء، فضلاً عن حقيبتين (الشؤون الاجتماعية والتربية) فضلاً عن وزارة دولة، فيما تضمنت تغريدة النائب السابق وليد جنبلاط، اعتراضاً ان يودع النائب طلال أرسلان خمسة أسماء لدى الرئيس ميشال عون، ليختار منها واحداً. وما يرغب به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ان يجري اختيار الدرزي الثالث بالتشاور بين الرؤساء الثلاثة ومعه.
وفي سياق متصل، تحدثت الصحيفة عن الحذر الذي ابداه الرئيس نبيه برّي في لقاء الأربعاء النيابي بقوله بالنسبة لتأليف الحكومة بقوله: «ما تقول فول تيصير بالمكيول»، قد أزاح أو شكك بمشهد التفاؤل الذي ساد الساحة السياسية، بفعل الجرعات التي ضخها الرئيس المكلف الخميس الماضي ثم عاد وأكّد عليها أمس الأوّل، فإن ما قاله الرئيس برّي، وهو المعني بالاتصالات ومساعي تدوير الزوايا، يؤكد ان الصورة ما تزال ضبابية وغير واضحة، الأمر الذي دفعه الى عدم الجزم بوجود حلحلة حكومية، استناداً إلى المعطيات التي كان قد تبلغها من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، لكن الظاهر ان تطورات طرأت منذ الليلة الماضية، جعلته يقول ما قاله، لكي يكون دقيقاً في اختيار عباراته، بحسب عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي.
كما ذكرت تأكّيد برّي، بحسب ما نقله عنه النواب، بأنه «آن الأوان لكي يتحمل الجميع مسؤولياتهم من أجل حسم موضوع الحكومة»، داعياً إلى «تواضع كل الاطراف في التعامل مع عملية التشكيل» مشيراً إلى أن «الوضع الإقتصادي دقيق للغاية، وهذا يفترض منا ان نتعاون جميعا لمواجهة هذا الاستحقاق الذي يؤثر على الوضع العام في البلاد».
وأشار الى ان «تردي الوضع الإجتماعي والخدماتي لا بل ايضا الفساد يعود الى عدم تطبيق القوانين كما عبرت مرارا».مؤكداً أن المجلس «سيستمر بتحمل مسؤولياته والقيام بدوره، وسيكون هناك جلسة تشريعية قبل نهاية هذا الشهر».
"البناء" بين الحكومة وخاشقجي
وتناولت "البناء" قضية تشكيل الحكومة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري اختصر الموقف بقوله، «لا تقول فول ليصير بالمكيول»، خصوصاً بعد ما كان ما ظهر أنه تطور إيجابي في معالجة العقدة الدرزية سبباً وحيداً للتفاؤل، مع بقاء عقدة تمثيل النواب السنة العشرة خارج تيار المستقبل دون إحراز أيّ تقدّم، وتصاعد التجاذب حول عقدة تمثيل القوات اللبنانية، وإذ بالسجال بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، يندلع بلغة سقفها أعلى بكثير مما سجّله السجال بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بصورة صارت الدعوة للتهدئة أكبر وأهم من الدعوات لتسهيل تشكيل الحكومة، فمصطلح أحصنة طروادة الذي أورده جنبلاط تحوّل لمحور السجال تحت عناوين ومواضيع متعددة.
وفي الشأن الدولي، وبحسب البناء فإن الرواية السعودية عن اهتمامها بمصير جمال الخاشقجي لم تعد موضوع تداول، فالموقف الدولي الجامع بات عنوانه أنه ليس مقبولاً أن تطلب السعودية أدلة إدانتها، بل عليها هي أن تقدّم أدلة براءتها، لأن الخاشقجي قد ثبت دخوله حياً إلى القنصلية السعودية في اسطنبول، ولا دليل على خروجه حياً منها. ومع التسريبات التركية لأشرطة فيديو تضع الرياض في قفص الإتهام حفلت الصحف الغربية الكبرى من الواشنطن بوست والنيويورك تايمز إلى الغارديان والفاينايشل تايمز وسواها بالتقارير والمعلومات والسيناريوات، وكلها تدور حول كيف قامت سلطات الرياض باستدراج الخاشقجي من واشنطن إلى اسطنبول ونصبت له فخاً هناك. تمّت تصفيته من خلاله. وقد عرض الأتراك أشرطة فيديو تظهر الأشخاص الذين تشتبه أنقرة في أنهم من قاموا بتصفية الخاشقجي، وكيفية وصولهم صبيحة اليوم ذاته على متن طائرة خاصة وانتقالهم إلى القنصلية بسيارات دبلوماسية، ومغادرتهم بعد ظهر اليوم نفسه وبحوزتهم حقائب دبلوماسية غير قابلة للتفتيش، وأشرطة أخرى تظهر الحركة على باب القنصلية منذ دخول الخاشقجي، من دون أن يظهر أنه غادر القنصلية.
وأضافت أن كرة الثلج التي تحاصر الرياض لم تحجب التطورات التي تشهدها تفاهمات سوتشي في تطبيق اتفاق إدلب، حيث أعلنت تركيا اكتمال تنفيذ المنطقة المنزوعة السلاح ضمن المهلة المتفق عليها، بينما أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن الاكتمال يُتوقع إنجازه بعد خمسة أيام. وكشفت مصادر على صلة مباشرة بالوضع في إدلب عن تشاور تركي روسي، تشارك فيه دمشق بطريقة غير مباشرة حول كيفية التعامل مع الجماعات التي رفضت تنفيذ موجبات التفاهم، والتي تتمركز في منطقة جبل الزاوية، وجسر الشغور وينضوي أغلبها في جماعات متشدّدة، يرجّح أن تفشل أنقرة في إقناعها بالالتزام بالخروج من المنطقة، خصوصاً أن أغلب عناصر هذه الجماعات تنتمي لغير السوريين الذي شجّعهم على التفاعل الإيجابي مع التفاهمات مرسوم العفو الذي أصدره الرئيس السوري وشكل مصدر ارتياح عند الكثيرين من الراغبين بتسوية أوضاعهم بعدما بات واضحاً لهم أن لا أمل يُرتجى من مواصلة حمل السلاح.