ارشيف من :مقالات

مصلحة تركيا في نجاح اتفاق سوتشي.. والجيش السوري جاهزٌ لكل الاحتمالات

مصلحة تركيا في نجاح اتفاق سوتشي.. والجيش السوري جاهزٌ لكل الاحتمالات

قبل إعلان أنقرة بدء سحب جماعاتها المتواجدة في ادلب لسلاحها الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح بيومين، كانت كل تلك الجماعات رافضةً لذلك، ومصرّةً على إبقاء كل عتادها في مكان تمركزه على خطوط التماس مع الجيش السوري على جبهات المحافظة. ضغوط تركية تمارس لإنجاح اتفاق سوتشي فمصلحة، أنقرة في اتمام الاتفاق وليس العكس. تدرك تركيا جيداً بأن فشل الاتفاق يعني بدء الجيش السوري بعملياته العسكرية على مواقع كل تلك التنظيمات الإرهابية وبغطاءٍ جوي روسي كبير، ما يعني فقدانها لأوراق التفاوض السياسي التي تطمح للحفاظ عليها.

عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي قال لموقع "العهد" الإخباري إنّه "يمكن القول بأنّ القسم السياسي من اتفاق سوتشي حول ادلب قد تحقق بسحب سلاح الجماعات المتطرفة الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح، لكن السؤال الأهم يبقى حول إخلاء تلك الجماعات الإرهابية للمنطقة والانسحاب لما بين الخمسة عشر والعشرين كيلومتراً عن الحدود المرسومة لها، وهذا الأمر بيد الأتراك، فهم على علاقة وطيدة بالمسلحين و"النصرة" انصاعت لأوامرهم، لكن ادلب تشهد تواجداً لفصائل أكثر تشدداً وتطرفاً من جبهة النصرة"، مشيراً إلى أنّ "تلك الجماعات تقتتل فيما بينها حالياً وكل فصيل مسلح يعلن انصياعه لتركيا يتعرض لسلسلة من الاغتيالات وحالة عدم الانسجام هذه بين المسلحين في ادلب لا تبشر بالخير ويبدو في الأفق أنّ هناك بعض البؤر المسلحة التي ستحتاج لعمل عسكري من قبل الجيش السوري مع حفاظه على النجاح النسبي للاتفاق لحد الآن".

وبحسب الحاج علي فإن "الأتراك مضطرين لإنجاح الاتفاق، لأنهم لا يريدون رؤية الجولاني وإرهابييه يتجولون في شوارع غازي عنتاب أو أنقرة واسطنبول رغم أنهم أطفالهم المدللون، كما أن المسؤولين الأتراك قد حاولوا الضغط على أوروبا في فترة من الفترات بتهديدها بتمرير الإرهابيين نحوها عبر الأراضي التركية كي يُحصّلوا بعض المكاسب السياسية ولم يحدث ذلك"، مضيفاً "تركيا باتت تمتلك حدوداً مباشرة مع مجاميع إرهابية ما يعني تهديداً لأمنها، والحليف الروسي قد استثمر هذا الأمر وساق التركي للقبول باتفاق سوتشي الذي يسير وفق المخطط له حتى الآن بسحب سلاح الإرهابيين الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح وحين تدخل القوات التركية و الروسية إليها دون قتال وتتحقق من أنها باتت خالية من السلاح الثقيل نستطيع القول أن أول خطوة في اتفاق سوتشي قد تمت وأنه يسير نحو النجاح، أما إن لم ينجح وانتهت مدته دون إنجاز بنوده فالجيش السوري جاهز للبدء بعملياته العسكرية".

ورأى عضو مجلس الشعب السوري أنّ "الجيش وحلفاءه قد أعدّوا العدة جيداً لمعركة واسعة النطاق في ادلب واستطاع الجيش تفكيك بنية الإرهاب هناك"، لافتا إلى أنّ "الغرب يخاف من استعادة الجيش السوري لمحافظة ادلب لأن الوجهة الوحيدة المتبقية حينها هي الشرق السوري الذي ستنشط فيه المقاومة الشعبية لأمريكا مباشرة، وفي ذلك الوقت لن تستطيع واشنطن تحمل الكلفة الكبيرة ولذلك تستثمر الآن في السياسة لتحقيق مكاسب سياسية تُؤمّن لها طوق نجاة يدفع قواتها للخروج من سوريا بكرامتها".

وختم الحاج علي حديثه لـ"العهد" الإخباري قائلاً إنّ "الرئيس السوري بشار الأسد قد أكد مؤخراً أن اتفاق سوتشي حول ادلب محدد و مشروط بمدة معينة وهذا يعني أنها قد لا تتمدد فهي الفرصة الأخيرة لتركيا كي تُخرج من تريد من الإرهابيين وبالتالي يبقى الخيار العسكري في ادلب مطروحاً".

2018-10-12