ارشيف من :مقالات
ليبيا نحو إبطال الانتخابات والعودة بالملف الى نقطة الصفر
تواصل ايطاليا جهودها لضمان أكبر حضور ممكن من الرؤساء والشخصيات ذات العلاقة بالأزمة الليبية للمشاركة في مؤتمر ''باليرمو''، حيث وصل وفد رفيع المستوى الى موسكو لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمشاركة. غير أن مصادر دبلوماسية غربية اكدت عدم نية الاخير الحضور وإنما ايفاد وزير خارجيتة سيرغي لافروف ممثلا عنه للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا.. كما يبقى موضوع حضور المشير خليفة حفتر غير مؤكد بعد، حيث ان الاجماع الدولي جلي باعتبار اهمية دوره في اية حلول وتوافقات مستقبلية. اضافة الى ان حفتر يدرك اكثر من غيره بان غيابه عن طاولة الحوار لا يخدم مصالحه المستقبلية – لذلك توقع المراقبون حضوره الى ''باليرمو'' .
نشاط مكثف
في هذا الإطار، يرى الخبير التونسي في الشأن الليبي والكاتب والمحلل السياسي مصطفى الجريء أنّ المؤتمر القادم في ايطاليا سيساهم في طي صفحة مخرجات مؤتمر باريس بمجرد انطلاق فعالياته وهو ما يضع حفتر أمام حتمية الحضور. فالقائد العام للجيش الليبي، و بحسب محدثنا، يحرص باستمرار على الظهور بمظهر الملتزم بالإرادة الدولية، وإذا رفض حضور مؤتمر ايطاليا فسوف يظهر أمام المجتمع الدولي بمظهر المعرقل للإرادة الدولية.
ويضيف الجريء "رغم التوقعات بفشل هذا المؤتمر الدولي "الإيطالي" حول ليبيا، إلا أن المبعوث الأممي غسان سلامة كثف من اتصالاته مع المسؤولين الأوروبيين بحثاً عن توافق منشود حيال الأزمة الراهنة في ليبيا وضمان حضور واسع في مؤتمر ايطاليا القادم. فبعد سلسلة اجتماعات في المانيا، أجرى غسان سلامة اجتماعاً مع وزيرة خارجية النرويج التي جددت دعم بلادها خطة عمل الأمم المتحدة وأعلنت أيضاً حضورها المؤتمر المرتقب، وهو ما يحسب للرجل الذي عرف الملف الليبي معه خطوات هامة باتجاه الحل".
الحسم الإيطالي
ويؤكد الخبير التونسي في الشؤون الليبية أن الولايات المتحدة وحلفاءها داخل الأمم المتحدة يسعون الى تعيين جيفري فلتمان مستشاراً لغسان سلامة بعد تعيين ستيفاني وينز نائبة أولى للمبعوث الاممي، ومهمة المستشار الامريكي الجديد هي الاشراف على حوار جديد بين الليبيين. فهناك مخطط أمريكي - بريطاني ايطالي لإبطال الانتخابات الرئاسية والتشريعية والعودة بالأزمة الراهنة الى نقطة الصفر، بحسب محدثنا، أي الإلتفاف على مخرجات ملتقى باريس الذي أكد على اجراء الانتخابات وهو ما جاءت به قبل ذلك خارطة طريق غسان سلامة.
يضيف الجريء "كل المؤشرات الراهنة تقود الى فرضية ترحيل الانتخابات الى موعد لاحق، وهذا يعني فشل فرنسا ونجاح ايطاليا التي عادت من بعيد لتمسك خيوط الملف الليبي بفضل الدعم الامريكي - البريطاني وتراخي الكرملين في دعم المبادرة الفرنسية لفائدة ايطاليا نظراً لتقارب المواقف بين موسكو وروما حيال ليبيا. أما دول الجوار العربية فهي غائبة تماما، وحتى مع اقرار كل من تونس ومصر والجزائر عقد لقاء ثلاثي قبل مؤتمر ايطاليا لمحاولة التوافق، لا شيء يدل على أن الدول المذكورة سوف تصل الى توافق واضح وتصور لرؤية موحدة.