ارشيف من :مقالات

هل تشكل جسر الشغور العقبة في وجه تطبيق اتفاقية سوتشي؟

هل تشكل جسر الشغور العقبة في وجه تطبيق اتفاقية سوتشي؟

ما زالت "هيئة تحرير الشام - النصرة" الإرهابية، تراوغ بشأن تطبيق إتفاق سوتشي الخاص بالمنطقة منزوعة السلاح من جانب الفصائل المسلحة والتي تمتد بعمق ٢٠ كلم. وتحاول "الهيئة" ابتزاز تركيا لتطبيق بنود الاتفاق الذي يبدو أن الجولاني لم يطبق منه كل ما يختص بمناطق سيطرته ووجوده. وتقول مصادر من "المعارضة" مطلعة على تنفيذ بنود الاتفاق أن يوم السبت 13 تشرين الأول شهد خلافات بين تركيا و"النصرة"، وهذه الخلافات تتمثل بخروج "الهيئة" وحكومة الإنقاذ التابعة لها من المنطقة منزوعة السلاح، إلى جانب السلاح الثقيل.

وأضاف المصدر إن الخلاف أيضًا يرتبط بشكل الحكومة الجديدة، خاصةً في ظل وجود حكومتي الإنقاذ التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" والحكومة المؤقتة التابعة للإئتلاف السوري المعارض. وبحسب المصدر فإن التنازلات التي تقدمها "الهيئة" في إدلب لن تكون دون  مقابل، وهي تشترط أن تنسحب عسكريًا، وتبقى القطاعات المدنية الأخرى تحت إدارتها الكاملة.

الفصائل المسلحة تعتبر مدينة جسر الشغور خارج حدود المنطقة العازلة

ووفقاً للمصدر فإن النقاش حول النقاط الخلافية كان ما يزال مستمرًا حتى يوم السبت ١٣ تشرين الأول الحالي، لافتًا إلى اجتماعات بين الفصائل المسلحة وتركيا من جهة والدولة السورية وروسيا من أجل وضع خارطة طريق للمحافظة في الأيام المقبلة. وأضاف المصدر إن الفصائل المسلحة تعتبر مدينة جسر الشغور خارج حدود المنطقة العازلة، إذ اعتبرت الفصائل العسكرية أن المسافة الفاصلة بين المدينة ونقطة المراقبة التركية في اشتبرق تبلغ أكثر من 15 كيلومترًا وهذا مخالف لاتفاقية سوتشي التي وضعت مدينة جسر الشغور ضمن المنطقة المنزوعة السلاح. وتحددت المنطقة العازلة بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي.

المصادر أوضحت أن الاتفاق بين تركيا و"هيئة تحرير الشام" الإرهابية تناول إدخال الهيئة عشرات من مقاتلي النخبة لديها المسماة "العصائب الحمراء" مقابل سحب سلاحها الثقيل من المنطقة منزوعة السلاح المتفق عليها.

وأوضحت المصادر أن "الهيئة" تعتبر التغلغل التركي لخلق قطاع معزول يؤمن مصالح تركيا وروسيا وتركه منطقة خاملة عسكريا ومجرد حراك سياسي صوتي يؤمن للروس تحييد تلك المنطقة الصعبة على اقتحامها عسكرياً بدون تكاليف كبيرة جداً عليها وعلى تركيا والعالم. أضافت المصادر إن تجمع عدد كبير من المسلحين في تلك المنطقة الصعبة جغرافيا يجعل من انسحاب المسلحين منها تحت مظلة اتفاق سوتشي خسارة كبيرة لفصائل ما يسمى بـ "المعارضة السورية".

وفي مرحلة التحضير لما بعد اتفاق سوتشي شنت "النصرة" حملة عسكرية نهائية قضت فيها على تنظيم "أنصار الشام" الذي كان مبايعا لها وتتهمه "النصرة" بالتواصل مع لجان المصالحات في ريف اللاذقية الشمالية. وقبل قرابة شهرين كانت الغزوة الأولى للهيئة على "انصار الشام". ويوم الجمعة ١٢ تشرين أول الحالي وقبل صلاة الجمعة بساعة واحدة شنت "النصرة" هجوماً ثانياً على قرية عين البيضا مركز تواجد "أنصار الشام" وأجهزت عليهم وعلى مقراتهم ومستودعاتهم وأسلحتهم وجاري البحث الآن عن قادة "أنصار الشام" عمر جمعة وأبو عمر جمعة ومرافقيهم.

2018-10-15