ارشيف من :آراء وتحليلات

ملامح صفقة أمريكية سعودية تركية في قضية اغتيال جمال خاشقجي

ملامح صفقة أمريكية سعودية تركية في قضية اغتيال جمال خاشقجي

ظهرت خلال الأيام الثلاثة الماضية ملامح صفقة سياسية بين الثلاثي التركي - السعودي - الامريكي في قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي. بدت أولى بوادر هذه الصفقة بالإفراج المفاجئ عن القس الأمريكي برانسون الذي كان محتجزاً في تركيا بتهمة التجسس بعد أكثر من عامين من الاعتقال، رفضت خلالها تركيا كل الوساطات والضغوط لإطلاق سراحه. وكانت السلطات التركية تتهمه بالإرهاب والتواصل مع جماعة فتح الله غولن ودعم جماعات إرهابية في تركيا، قبل أن يُفرج عنه فجأة يوم الجمعة الفائت ما أدى إلى ارتفاع البورصة التركية وتحسن كبير في سعر صرف الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية.

بعد الافراج عن القس برانسون تحدثت وسائل الاعلام عن زيارة وفد سعودي برئاسة خالد الفيصل مستشار الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لأنقرة لمناقشة ترتيبات التحقيق المشترك باختفاء خاشقجي.

وبعد الاعلان عن هذه الزيارة، نشرت وسائل إعلام تركية وسعودية فحوى إتصال مباشر هو الأول من نوعه بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان تبادل فيه الطرفان عبارات دبلوماسية جيدة.

بعد هذه التحركات، ظهر الرئيس الامريكي ليتحدث عن "قاتل مقزز" في قضية خاشقجي ويهدد بشكل مفاجئ بعقوبات ضد السعودية لا تشمل مبيعات السلاح في حال ثبوت ضلوعها في اغتيال خاشقجي.

وقبل هذا كله، كانت السلطات التركية تغرق الرأي العام العالمي بالمعلومات التفصيلية عن عملية إعدام خاشقجي وتشير الى وجود تسجيلات صوتية لعملية التعذيب والقتل، وهذا ما أشار اليه ترامب في أحد تصريحاته.

لماذا التأخير في الإعلان عن نتائج التحقيقات؟

أغلب الظن أن المفاوضات الثلاثية تدور حول انجاز صفقة على طريقة صفقة "لوكربي" يتم فيها إيجاد كبش فداء يتهم بارتكاب الجريمة ويتحمل وزرها عن محمد بن سلمان، الثابت ضلوعه مباشرة بإعطاء الأوامر بقتل خاشقجي، حسب التصريحات التركية وحسب ما ذكرته الصحف الأمريكية، التي أشارت الى وجود تسجيل لدى الولايات المتحدة بصوت محمد بن سلمان يعطي توجيهاته للمنفذين.

المفاوضات الثلاثية تدور حول انجاز صفقة على طريقة صفقة "لوكربي"

تركيا التي عملت بكامل ثقلها الإعلامي والسياسي في هذه القضية، بدأ رئيسها يتحدث عن قرب نهاية المسلحين الأكراد شرق الفرات بعدما منعته أمريكا من مهاجمتهم طيلة العام. ونقلت صحيفة "يني شفق" التركية، استعداد الجيش التركي للانطلاق بعملية عسكرية شرقي الفرات، وأوضحت الصحيفة أن تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة بشأن عمليات عسكرية شرقي الفرات، بدأ العد التنازلي لها.

وأضافت إن العملية العسكرية في شرقي الفرات ستهدف لتطهير المنطقة من الإرهابيين، وسيكون هدفها الأول منبج.

وكان أردوغان قد أعلن عن عزم تركيا على تطهير شرقي الفرات في سوريا من "الإرهابيين"، على غرار ما أنجز في عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون".

وقال أردوغان "قريبا إن شاء الله سنقضي على أوكار الإرهاب شرقي الفرات"، مشيراً إلى إحراز الجيش التركي "الانتصارات المتتالية وتوجيهه الضربات القاسية للإرهاب وسنحول خنادقهم التي حفروها ليتحصنوا بها إلى قبور لهم".

الصفقة تسير بشكل يرضي الثلاثي المذكور فحقوق الانسان التي لا تتوقف أمريكا عن إعطاء العالم الدروس حولها ليست سوى وسيلة ابتزاز للدول والشعوب لتحقيق المصالح الامريكية أولاً وأخيراً.

    

 

2018-10-16