ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الصفحة الاجنبية: ترامب دمية بيد السعودية

الصفحة الاجنبية: ترامب دمية بيد السعودية

أشار الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" نيكولاس كريستوف إلى ان "الرئيس الامريكي دونالد ترامب تفوق على كير من رؤساء سابقو اميركيون سابقون بالتغطية على النظام السعودي وجرائمه"، مؤكدا ان ترامب يستخدم الحكومة الاميركية للتغطية على "همجية طاغية أجنبي"، في اشارة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ووصف الكاتب رد فعل البيت الابيض حيال أنباء ضرب وقتل وتقطيع الصحافي السعودي جمال خاشقجي من قبل الرياض، بانه "مثير للشفقة"، معتبرا ان ترامب خانع أمام "أمير مجنون".

الكاتب لفت إلى ان ابن سلمان يتلاعب بترامب وصهره جاريد كوشنر، في المقابل يساهم هؤلاء في تبرئة السعودية رغم ارتكابها جريمة بحق "صحفي دولي".

ولفت إلى ان 4 من المشتبهين باختفاء خاشقجي هم على علاقات بـ ابن سلمان، و ذكّر بما سبق وورد في التقارير عن "عدم إمكانية حدوث مثل هذا العمل من دون موافقة ابن سلمان".

 واعتبر الكاتب ان "أحد أسباب وقوع الجريمة، هو ان مسؤولين اميركيين وغيرهم ممن يدعمون ابن سلمان قاموا بتمكين "حاكم متهور" وساعدوه على تولي السلطة وجعلوه يعتقد ان بامكانه القيام باي شيء والافلات من اي عقاب".

وتابع الكاتب ان اميركا عملت منذ عقود على "تمكين سوء السلوك السعودي"، بما في ذلك تعليم التطرف وتمويل الارهاب الذي ساهم بوقوع هجمات 11 ايلول/سبتمبر"، مضيفا ان واشنطن وقفت متفرجة بينما قامت السعودية "بزرع" المدارس الإرهابية في أماكن مثل غرب افريقيا وباكستان وأندونيسيا، ما ادى إلى تزعزع استقرار مناطق فقيرة من العالم.

كما وصف السعودية بالدولة "المستبدة و المتعصبة والكارهة للنساء".

وقال إن "خطط ابن سلمان تأتي بمفعول عكسي وان حربه على اليمن ادت إلى تغذية تنظيم "القاعدة"، واضاف ان "ابن سلمان ليس "همجياً"  فحسب، بل لا يتمتع بالكفاءة ولا يمكن الاعتماد عليه". واردف ان ابن سلمان لا يخدم مصالح اميركا بل يلحق الضرر بها.

الكاتب أكد ان ترامب مجرد "دمية للسعودية ومدافع عنها، رغم الحاجة السعودية إلى الولايات المتحدة، خصوصا لناحية قطع غيار الطائرات السعودية "المصنعة اميركياً"، لكنه تأسف لان اميركا لا تستخدم اوراق الضغط على السعودية.

كما أكد  ضرورة ان يوقف ترامب عملية التغطية على موضوع خاشقجي، وان يطالب بتحقيق دولي مدعوم من الامم المتحدة"،وقال إن "على ترامب ان يطالب بالافراج عن المعارضين للسعودية مثل الناشطة السعودية لجين الحثلول و الناشط السعودي رائف بدوي".

وشدد على ضرورة ان يوجه ترامب رسالة واضحة إلى العائلة الملكية السعودية مفادها انه اذا ما ارادت الرياض الحفاظ على العلاقة مع اميركا، فانها "بحاجة الى ولي عهد جديد ليس جزاراً".

على العالم ان يتحرك ضد السعودية

وفي سياق متصل، أشار الكاتب البريطاني المنتمي إلى حزب العمال لويد راسل مويل في مقالة نشرتها صحيفة "الغارديان"، إلى ان الازمة الدبلوماسية الناجمة عن قضية خاشقجي قد تؤدي إلى توقف صفقات التسلح الكبرى بين بريطانيا و اميركا من جهة و السعودية من جهة.

وأضاف الكاتب ان العديد من الصحفيين كتبوا عن قضية خاشقجي والعديد من رجال الاعمال انسحبوا من مؤتمرات في السعودية وآخرون سياسيون قوموا باعداد رد دبلوماسي، كل هؤلاء كانوا يعروفون خاشقجي شخصياً، ويتعاطفون حقيقة معه.

الكاتب اوضح ان هذه الجهات لا تلتفت إلى ضحايا العدوان السعودي على اليمن، مشيراً إلى "تقارير تتجدث عن استشهاد 20 شخص على الاأقل خلال حفل زفاف في مدينة حجة، واستشهاد 40 طفلاً اثر استهداف حافلة كانت تقلهم في صعدة".

ووصف الكاتب المزاعم السعودية بشن عدوانها على اليمن بـ"الوهمية"، وقال ان الرياض تحاول التمويه لـ"تدويل الحرب" لتي تشارك فيها بريطانيا من خلال توفير السلاح والخبراء التقنيين والعناصر العسكريين.
 
واردف ان من يرتكب جرائم بحق السعب اليمني هو نفسه من نفذ الجريمة بحق خاشقجي، واصفا القضيتين بانهما "اخطاء استراتيجية كبرى شملت استخدام العنف بشكل لا يمكن تخليه".

وشدد الكاتب على ان حملة القصف التي يشنها ابن سلمان على اليمن هي المسؤولة عن اغلب الوفيات بهذا النزاع، اضافة إلى انها تسببت بمجاعة تطالت قرابة ثلاثة عشر مليون شخص.

وذكّر ان بريطانيا توفر السلاح والجنود من اجل تنسيق الحرب الجوية التي تشنها السعودية على اليمن، لافتاً الى ان القصف السعودي استهدف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والموانىء ومراكز توزيع المساعدات وغيرها من البنية التحتية المدنية، وذلك بحسب الامم المتحدة و جهات مراقبة اخرى.

وأشار الكاتب الى تقرير صدر عن "مؤسسة السلام العالمي" يبين كيف استهدف نظام ابن سلمان الأراضي الزراعية ومواقع صيد الاسماك ومنشآت انتاج وتخزين الطعام"، مضيفا انه "كان على بريطانيا الاعتراض على "تدويل هذه الحرب" و عدم دعمها".

واوضح ان الغالبية الساحقة من الكتّاب ورجال الاعمال الذين اعربوا عن غضبهم الشديد من قتل خاشقجي، كانوا صامتين بالكامل حول الدور البريطاني بتصعيد الحرب على اليمن.

و سأل الكاتب: "إذا كان اغتيال رجل واحد يمكن ان يوحد العالم ضد العدوانية السعودية، فلماذا لا يمكن ان يحصل ذلك على خلفية ضحايا الحرب على اليمن؟"، وأضاف انه "خلال الاشهر المقبلة يجب ان يبقى في الاذهان دائماً ما يمكن تحقيقه في السعي وراء العدالة لضحايا هذا العنف الاجرامي".

2018-10-18