ارشيف من :آراء وتحليلات

المنطقة المغاربية والإستحقاقات الإنتخابية

المنطقة المغاربية والإستحقاقات الإنتخابية

يرى خبراء ومحللون في الشأن المغاربي أن سنة 2019 ستكون استثنائية في المنطقة بكل ما للكلمة من معنى، حيث ستشهد بلدان تونس والجزائر وليبيا تنظيم انتخابات مصيرية في حياة شعوب هذه البلدان. ففي تونس سيتم تنظيم انتخابات نيابية وأخرى رئاسية على دورتين، في حين أن الجزائر ستختار خلفاً لساكن المرادية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وفي ليبيا ستجرى انتخابات نيابية بإشراف المنتظم الأممي.

تعددت التخمينات بشأن خليفة بوتفليقة في الجزائر لكن لا أحد يملك الجواب الشافي بسبب التكتم الذي عرفت به دوائر صنع القرار في بلد المليون الشهيد في مثل هكذا مسائل حساسة. لكن ذلك لم يمنع من حديث البعض عن فرضية أن يكون وزير النفط الأسبق والرئيس المدير العام لسوناطراك (شركة البترول الوطنية) هو المرشح الأبرز لحزب جبهة التحرير الوطني وللمؤسسة العسكرية التي تتمتع بنفوذ واسع على المسرح السياسي.

إسقاط تهم

ولعل ما يدعم هذا الرأي هو عودة خليل إلى الجزائر من الخارج بعد أن أسقطت عنه تهم فساد سابقة كانت تمنعه من العودة خشية من سجنه بالإضافة إلى أن رئيس المؤسسة الوطنية البترولية الحالي محسوب على خليل وهو الذي بيده أهم مفاصل الإقتصاد الجزائري. و لعل ما يدعم فرضية أن يكون خليل أبرز مرشحي الرئاسة في الجزائر والأقرب إلى الفوز هو قربه من الآفالان (حزب جبهة التحرير الوطني) وعلاقاته الخارجية الجيدة.

لكن بالمقابل، هناك من يستبعد فرضية أن يكون شكيب خليل هو الساكن القادم للمرادية ولكل أسبابه ومبرراته في هذا المجال، والتي تبدو بعضها منطقية. ومن بين هذه الأسباب وجود مرشحين أبرز من وزير النفط الأسبق يحيطون بالرئيس بوتفليقة وعلى علاقة متينة بالمؤسسة العسكرية ويفوقون خليل حنكة وتجربة سياسية ودراية بالوضعين الإقليمي والدولي.

مشهد ضبابي

أما في تونس، فيبدو المشهد ضبابيا باعتبار أن هناك من يتحدث عن فرضية أن يرشح الباجي قائد السبسي نفسه مجدداً لسباق الرئاسة، وفي هذه الحالة تبدو حظوظ حركة نداء تونس وافرة للفوز بالإنتخابات النيابية. أما إذا لم يترشح ساكن قرطاج الحالي لخلافة نفسه فإن حزبه حركة نداء تونس سيندثر وستكون حركة النهضة أمام طريق مفتوح للإستحواذ على كل شيء لكنها ستجد صعوبات في إدارة شؤون الدولة.

ومن بين المرشحين لخلافة الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد ووزير الخارجية الأسبق كمال مرجان وآخرون فيهم الغث وفيهم السمين. ومن المؤكد بحسب خبراء، أن يؤثر ما يحصل في تونس على الأوضاع في ليبيا والعكس صحيح، رغم تأكيد أطراف عديدة أن هناك جهات دولية ستعرقل حصول الإنتخابات في ليبيا خدمة لمصالحها وذلك رغم الجهود الإستثنائية التي يبذلها المبعوث الأممي غسان سلامة.

2018-10-18