ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
السعودية بعد تصفية خاشقجي.. الأسرة الحاكمة تتصدّع
كشف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أوفد الأمير خالد الفيصل الى أنقرة لبحث قضية الكاتب جمال خاشقجي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرًا الى أن الفصيل عاد حاملًا معه رسالة سلبية للعائلة الحاكمة السعودية.
ووفق التقرير، لفت أحد أفراد الأسرة السعودية الحاكمة الى أن الأمير خالد أبدى انزعاجه الشديد أمام أقاربه من قضية خاشقجي، وقال إن الخروج من الأزمة الناتجة عن قضية خاشقجي سيكون صعبًا جدًا.
التقرير حذّر من أن السعودية ربما تواجه أسوأ أزمة دولية منذ أن تبيّن أن عدد من السعوديين خططوا ونفذوا هجمات الحادي عشر من أيلول.
كما أشار التقرير الى تزايد القلق لدى أفراد الأسرة الحاكمة حيال الاتجاه الذي تسير نحوه السعودية بقيادة وليّ العهد محمد بن سلمان، وتابع "خلافًا لعام 2001 عندما توحدت الأسرة الحاكمة من أجل حماية مصالحها الجماعية، هذه المرة قد لا يكون ذلك ممكنًا".
التقرير تحدث عن أن أفراد في الأسرة الحاكمة يبحثون عن سبيل لاحتواء ابن سلمان.
وإذ أشار التقرير الى أن الشخص الوحيد القادر على التدخل هو الملك سلمان نفسه، أوضح أن الأمراء السعوديين الكبار وجدوا أنه من شبه المستحيل نقل المخاوف الى الملك سلمان، وأن البعض يشكك بأن الأخير على دراية كاملة بما يحدث أو أنه مستعدّ لتغيير المسار.
وهنا ينقل التقرير عن معاونٍ لأحد الأمراء السعوديين الرفيعين اشترط عدم كشف اسمه قوله إن الملك سلمان غير قادر على التعامل مع الموضوع.
التقرير ذكر أن ابن سلمان قام بشكل ممنهج بتفكيك نظام الإجماع الذي ساد داخل الأسرة الحاكمة الحاكمة منذ عقود، وصعوده تسبّب بقلق لدى أقاربه الذين يتخوّفون من الأسوأ.
كذلك نقل التقرير عن معاونين للأسرة الحاكمة أن الأمراء الكبار لا يستطيعون التواصل مع الملك سلمان كما كان الوضع مع الملوك السابقين، ما يصعّب التعبير عن مخاوفهم.
ويؤكد أحد أفراد الأسرة الحاكمة بحسب الصحيفة أن بعض الأمراء لا يمكنهم الدخول الى البلاط الملكي، إلّا في حال وُضعت أسماؤهم على باب الدخول مسبقًا.
وبينما يحاول ابن سلمان في الوقت الراهن الحدّ من الأضرار، تتابع "نيويورك تايمز"، نُقل عن أحد مستشاري ابن سلمان الغربيين أن الأخير تفاجأ بحجم ردود الفعل على موضوع خاشقجي.
بالموازاة، يقول التقرير وإن ولي العهد السابق محمد بن نايف لا يزال يقبع تحت ما يشبه الإقامة الجبرية، وقد نُقل عن أحد أقرباء ابن نايف إن زوجة الاخير وابنتيه وجدن أنه تمّت تصفية حساباتهن المصرفية في السعودية.
كذلك نقل التقرير عن دبلوماسي غربي لديه تجربة طويلة مع السعودية أن الملك سلمان قد يقوم بتقليص سلطات نجله محمد و بالتالي قد يعيد توزيع مسؤولية الأجهزة الأمنية على أمراء آخرين.
المصدر نفسه يعتبر أن سمعة السعودية شُوّهت الى الحدّ الذي بات على الأسرة الحاكمة القيام بشيء من أجل كبح جماح ابن سلمان.
ويخلص تقرير "نيويورك تايمز" الى أن الأمير خالد من الشخصيات القليلة التي ربما تستطيع حثّ الملك سلمان على القيام بعملية التغيير، فهو أحد أبناء الملك فيصل الراحل وهو يحتلّ اليوم منصب حاكم مكة ويبلغ من العمر 78 عامًا، كما أنه يتمتّع بسمعة جيدة داخل الأسرة الحاكمة، وانتدابه من قبل الملك سلمان للذهاب الى أنقرة يُظهر مدى ثقته به.