ارشيف من :مقالات
ليبيا.. بين محاولات التوافق الداخلي والحسابات الخارجية
كشف عميد بلدية الشرقية – ام الارانب – عن تغوّل فصائل المعارضة التشادية في مناطق الجنوب الغربي، جراء غياب الجيش والأمن الليبي مما شجع تلك الفصائل على السيطرة على مدن بأكملها ومسالك التهريب وترويع الاهالي عبر عمليات اختطاف وتخريب وسطو. كما أعلن عميد البلدية العثور على ست جثث لعناصر أمن الغرفة الامنية المشتركة كانت المعارضة التشادية قد أسرتهم خلال مواجهات غابة النخيل قرب مدينة تربو والتي خلّفت عشرة قتلى من أفراد الغرفة المشتركة.
معلوم بأن تقارير رسمية ليبية تشير الى أن اجمالي مقاتلي فصائل المعارضة التشادية يتعدى الألف وخمسمائة مسلح، يتحذون من المناطق الجبلية الوعرة مقراً للتدريب والقيادة، وأن هذه المجموعات هاجمت تربو مؤخرا بـ 3000 سيارة مسلحة. وانتقد أهالي الجنوب صمت المجلس الرئاسي حيال ما لتدخل الخارجي في الجنوب. ولحفظ ماء الوجه كما يقال سارع مجلس النواب لاستنكار الاعمال الاجرامية والاعتداء على السيادة الوطنية من طرف فصائل المعارضة التشادية، وطلب توضيحات من القيادة العامة للجيش التابعة لرئاسة اركان الحكومة المؤقتة.
من جانب آخر سيطر موضوع الجنوب وعربدة المجموعات المسلحة التشادية على زيارة القائد العام للجيش الليبي لتشاد في زيارة غير معلنة. حيث جرى التطرق لسبل مضاعفة التعاون بين الطرفين وتبادل المعلومات في اطار مواجهة تلك المجموعات. وكان طيران حربي مجهول قام بسلسلة غارات على مواقع عسكرية يعتقد انها تبتع المعارضة التشادية. الجدير بالتنويه بان الجنوب الشرقي بدوره يخضع لسيطرة فصائل المعارضة السودانية، وما تعرف بحركة تحرير السودان وتعداد مقاتليها حوالي اربع آلاف عنصر. بينما يتواجد الجيش الليبي في منطقة الكفرة منذ خلال كتيبة "سبل السلام" وطلعات استكشافية لطيران الكرامة من حين لآخر بحسب التطورات الحاصلة على الارض.
انفراج الوضع الامني
اشاد عدد من شهود العيان القادمين من طرابلس بتحسن الوضع الامني في العاصمة بعد تعيين وزير الداخلية الجديد فتحي باش اغا وحزمه في تنفيذ اتفاق الزاوية. وأضاف شهود العيان بأن الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس وراس الجدير امن.
كما تشهد مدن الغرب الليبي استقراراً كاملاً على غرار مدينة زوارة، حيث يتابع عميد البلدية شخصيا حسن تطبيق الاجراءات الامنية داخل مرجع نظر البلدية بما في ذلك المعبر الحدودي راس الجدير.
وعلى صعيد معالجة الاوضاع المعيشية للمواطن اثمرت الاصلاحات الاقتصادية توفير السيولة بالمصاريف كما ساهم فتح الاعتمادات لتوريد عدة مواد في انهاء معاناة المواطن وجراء تفاعل المصاريف مع اجراءات المتخذة غابت لأوّل مرة الطوابير أمام المصارف .
ويرى مراقبون بأن كل أزمات ليبيا مهما تعقدت من الممكن حلها من طرف الليبيين أنفسهم متى توفرت الارادة السياسية بداية من السلطة في أعلى هرمها وحتى المجالس البلدية، وهذا ما توفر مؤخرا، فلولا وجود تلك الارادة ما كان لمجلس الدولة التجاوب مع مجلس النواب حول نقطة التغيير الرئاسي ولما جرى تعيين باش اغا على راس الداخلية. السؤال المطروح هل يستغل المجتمع الدولي التغييرات الحاصلة في ليبيا للبناء عليها وبلوغ الحل أم أن التدخلات الخارجية وحسابات مصالح بعض الدول سوف تمنع ظهور أي توافق ليبي –ليبي في الافق؟