ارشيف من :أخبار لبنانية
ولادة الحكومة اللبنانية.. وما سيكشفه أردوغان في قضية خاشقجي
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم من بيروت على عدد من المواضيع الهامة المحلية والدولية، حيث شكّلت مسألة ولادة الحكومة اللبنانية المنتظرة تحركات سياسية ناشطة وسط اتهامات عن الطرف المعرقل لإعلان التأليف.
دوليًا، العالم يحبس أنفاسه اليوم لسماع الرئيس التركي رجب أردوغان ما سيقوله تنفيذاً لوعده بكشف كل الحقائق الخاصة في قضية مقتل جمال الخاشقجي، وما سينتج عن هذا الإعلان من ردود فعل دولية ستطال ولي العهد السعودي ومملكته.
"الأخبار": التيار.. القوات تعتقل الحريري!
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أن تأكيد المعنيين لا يُترجم حرصهم على تأليف الحكومة بأسرع وقت مُمكن بتنازلات من شأنها حلّ العِقد المتراكمة، بعضها فوق بعض. بدا واضحاً في الساعات الماضية حجم التشاؤم الذي ربط تعنّت بعض الأطراف باعتبارات خارجية، والبعض الآخر بحسابات داخلية ضيقة. ذلك لم يمنع من استكمال اللقاءات والاتصالات التي استمرّ فيها الأخذ والردّ، تارة بشأن حقيبة «العدل»، وتارة أخرى لبحث تمثيل سنّة 8 آذار. وفيما يبدو رئيس الحكومة سعد الحريري مأزوماً، وما بيده حيلة في ظل الضغوط القوية التي يتعرض لها، تؤكد مصادره أن الحكومة ستتألف سريعاً. وبينما لم ترشح تفاصيل عن لقائه رئيس القوات سمير جعجع ليل السبت الماضي، أكدت مصادر القوات اللبنانية لـ«الأخبار» «حصول تقدّم مهم في المفاوضات، ما يؤسّس لحل ما يعرف بالعقدة المسيحية، ولما يمكن أن تعتبره القوات متلائماً مع ما تريده في شأن تمثيلها في الحكومة».
وأضافت أن «القوات كثفت اجتماعاتها مع الرئيس المكلف خلال يومين، فالتقاه الدكتور سمير جعجع والوزير ملحم الرياشي، ومن ثم أوفد جعجع مدير مكتبه إيلي البراغيد مع الرياشي كرسالة شخصية منه بأن الامور باتت تفترض تسريع الخطوات، وأنه حان الوقت للتقدم بالمفاوضات وحسم الخيارات».
وأشارت المصادر الى أن «القوات لم تكُن متمسّكة بوزارة العدل، بل عُرضت عليها. أما وأن رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، يرفض التخلي عنها والقوات لا تريد أي مشكلة مع الرئيس، فهي قدمت أفكاراً وتداولت مع الحريري في البدائل والأجوبة التي تلقتها مطمئنة، لكن الحريري سيستكمل اتصالاته من أجل الحصول على أجوبة نهائية، والتي يفترض أن تحصل عليها القوات خلال الساعات المقبلة».
ورأت الصحيفة أنه في المقابل، اتهمت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحرّ القوات اللبنانية بأنها «المسبّب الأول للعرقلة»، قائلة إن «القوات كل يوم لديها مطلب جديد. ساعة تريد حقيبة سيادية، وساعة أخرى تريد حقيبة شبه سيادية». واعتبرت المصادر، في اتصال مع «الأخبار»، أن «معراب مش عارفة الله وين حاطتها». وتوقعت المصادر أن تتعمّد القوات تأجيل «تأليف الحكومة إلى الشهر المقبل، ربطاً بالعقوبات الأميركية على إيران التي سيبدأ تطبيقها في الرابع من تشرين الثاني. وكما اعتقل سعود القحطاني الرئيس الحريري يوم 4 تشرين الثاني 2017، تسعى القوات إلى اعتقاله إلى ما بعد 4 تشرين الثاني 2018».
ولفتت الصّحيفة الى أن رئيس الحكومة نفى من جهته أن «يكون تأليف الحكومة قد تعرقل»، مشيراً إلى أن «القصة ليست بحقائب، بل تركيبة الحكومة كيف ستكون» معتبراً أن «السنّة المستقلين ليسوا بحزب كبير ليطالبوا بتمثيلهم في الحكومة، ولكن أن نجمعهم ليصبحوا كتلة موضوع خاضع للحوار». ولفت إلى أن «العقدة السنية من خارج المستقبل ليست بعقدة، وكل واحد يُمكنه أن يطلب، وفي آخر المطاف أنا ورئيس الجمهورية من نشكل الحكومة ونقطة على السطر». في المقابل، أكد عون ضرورة تذليل العقبات التي تحول حتى الآن دون ولادة الحكومة، لا سيما في ضوء المواقف التي صدرت عن الأطراف المعنيين. وشدّد على أن الظروف الراهنة تفرض الإسراع في تأليف الحكومة وتقديم المصلحة الوطنية العليا على ما عداها». وفي هذا الإطار، طمأن وزير الخارجية جبران باسيل إلى أن «وضعنا جيد وسيكون لنا قريباً جداً حكومة وحدة وطنية، مهمتها معالجة الأزمات الاقتصادية، شرط أن نعمل من دون انقسام في ما يخصّ حاجات الناس، فلا طائفة للكهرباء والطرقات والاتصالات».
"النهار": أيام اختبارية و"لقاء سرّي" داعم للحريري
أما صحيفة "النهار" فقد رأت أنه "مع ان وتيرة اللقاءات المتواصلة بين الرئيس المكلف سعد الحريري و"القوات اللبنانية" توحي بان التحرك السياسي ينشط للخروج من مأزق انسداد تأليف الحكومة بسرعة، فان نتائج هذه اللقاءات وما يواكبها من مشاورات مع الافرقاء الآخرين لم تبلغ بعد حدود ضمان ولادة الحكومة الجديدة قبل 31 تشرين الاول الجاري، أي موعد الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وبات واضحا ان ثمة دفعاً قوياً من رئاسة الجمهورية كما من الرئيس المكلف لانجاز المخارج التي تكفل حل مسألة حصة "القوات اللبنانية" وحقائبها الوزارية خلال هذا الاسبوع تحديداً وقبل حلول الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس عون، بما يعني ان فترة الاسبوع الفاصلة عن نهاية تشرين الاول ستكون ضمناً بمثابة مهلة اضافية ولكن حاسمة في مسار تأليف الحكومة، علماً ان خمسة أشهر من عمر تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة ستنصرم بعد يومين".
وأضافت الصحيفة أنه يبدو "سباق المهل" أشبه بعملية عض على الاصابع من شأنها ان ترتب مزيدًا من التداعيات السلبية على مجمل الواقع اللبناني اذا لم تفض موجة الجهود الجديدة التي يبذلها الرئيس المكلف الى نهاية سريعة وسعيدة للازمة الحكومية. وتعترف أوساط معنية بتعقيدات اللحظة الاخيرة في مرحلة مخاض تأليف الحكومة ان الاسبوع الجاري يشكل ولو بصورة ضمنية عاملاً ضاغطاً لانجاز مخارج لاعلان الولادة الحكومية بما يعني تالياً ان هذا الاسبوع الجاري الفترة الاختبارية شبه النهائية لجعل الولادة الحكومية هدية السنة الثالثة من العهد وبداية وضع البلاد على سكة الانتقال من الازمات الخانقة الى بدايات عملية لاستعادة ثقة الداخل والخارج بقدرة الدولة على اطلاق ورشة احتواء الازمات ومن ثم معالجتها وفق الاولويات التي وضعت في مؤتمر "سيدر". لكن ما لا تحجبه الاوساط المعنية هو الخوف من تجاوز المهلة الجديدة والحساسة مع بداية السنة الجديدة للعهد من دون حكومة جديدة وحينها قد يطلق الامر التقديرات على الغارب حيال امكان ان تكون تعقيدات المرحلة الاخيرة من المخاض ذات طبيعة خارجية اقليمية تتجاوز كل ما يثار عن التعقيدات الداخلية. وهو امر سيرتب مخاوف من اطالة غير محدودة زمنياً للازمة ومفتوحة على المجهول.
في أي حال، بدا الرئيس الحريري أمس مصراً على تبديد الانطباعات المتشائمة عن تأليف الحكومة وأكد "ان الاتصالات مستمرة لتشكيل الحكومة والموضوع ليس مستحيلاً كما يحاول البعض تصويره، لافتاً الى ان العقد في طريقها الى الحل".
وأجاب عن اسئلة الصحافيين المتعلقة بالكلام عن عقدة سنية: "ليس هناك من عقدة سنية، ومن يريد ان يطالب بالتمثيل فهذا شانه وفي نهاية المطاف سابحث في التشكيلة الحكومية مع فخامة رئيس الجمهورية ونقطة على السطر".
"البناء": أردوغان يقتنص فرصته اليوم... كرة ثلج الخاشقجي تكبر
بدورها، صحيفة "البناء" رأت أن العالم يحبس أنفاسه اليوم لسماع الرئيس التركي رجب أردوغان وما سيقوله تنفيذاً لوعده بكشف كل الحقائق الخاصة في قضية مقتل جمال الخاشقجي، بينما رأت مصادر تركية معارضة أن أردوغان وجد ضالته المنشودة في قضية الخاشقجي ولن يتركها بضربة واحدة، مرجّحة أن يمرحل أردوغان سيطرته على القضية خطوة خطوة، فلا يقع في خطأ يبدو فيه متستراً على ارتكابات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتهم الأبرز في قضية قتل الخاشقجي، ولا يشعل أزمة مع السعودية تمنحها فرصة التملّص من الضغوط التي تضع على كاهلها قضية الخاشقجي. فهو سيظهر بالوقائع ما توصلت إليه التحقيقات التركية حول التفاصيل المثيرة التي تحرّك فضول الرأي العام في معرفة كيف تمّت العملية بالتفصيل، وسيتجنب الذهاب إلى ما وراء المنفذين بتوجيه اتهامات، مكتفياً بإثارة تساؤلات يضعها برسم التحقيق السعودي داعياً للمزيد من التعاون لكشف مَن خطّط ومَن حرّض ومَن أعطى الأوامر، مقدّماً نفسه وحكومته كجهة يمكن أن تؤتمن من الجميع على مواصلة تحقيق نزيه وشفاف.
وأضافت الصحيفة أن "أردوغان يطلّ بتفاصيله المثيرة بعيداً عن التصريح السياسي مكتفياً بالتلميح، ليلاقي تصاعد المناخات الدولية التي تشدّ الخناق على عنق إبن سلمان، وأردوغان حريص على وراثة الدور السعودي بسلاسة دون ضجيج عربياً وإسلامياً، مقدّماً أوراق اعتماده للغرب كوكيل لمصالحه عبر التشبيك مع روسيا بدلاً من خط الاشتباك معها الذي بلغ الطريق المسدود، وقد قرأ بموقف صهر الرئيس الأميركي دونالد ترماب جارد كوشنر المنقلب على إبن سلمان إشارات التخلي التي تمهد عنده للتجلي.
وتابعت أنه "في طريق السعي لاستبدال الاشتباك مع موسكو بالتشبيك ومن الباب السوري الذي دخله الرئيس التركي، يواصل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون زيارته لموسكو وقد التقى فيها نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف بانتظار لقاء مرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى جدول الأعمال ملفات سورية والعقوبات على إيران والعلاقات الثنائية، حيث لم تستبعد مصادر دبلوماسية على صلة بإدارة موسكو لملفات المنطقة أن يعرض بولتون تعاوناً روسياً أميركياً في إعادة التفاوض مع إيران مقابل وقف الحزمة الأخيرة من العقوبات أو تأجيلها، في ضوء التوقعات بعدم فاعلية هذه العقوبات وحجم الخروق التي تنتظرها، مستدرجاً عرضاً روسياً للتأجيل مقابل وعد أميركي بالتفاعل إيجاباً مع المساعي الروسية للحل السياسي في سورية تحت سقف الانتخابات وفقاً لدستور جديد، ترتبط به الانسحابات الأميركية والتركية من سورية، كما إنهاء الصيغ الانفصالية للأكراد".