ارشيف من :أخبار لبنانية

في الصحف: بري يدق ناقوس الخطر.. ’إنهيار بلا حكومة’

في الصحف: بري يدق ناقوس الخطر.. ’إنهيار بلا حكومة’


سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الإنهيار الإقتصادي القادم في البلاد في حال لم تتشكل الحكومة قريبًا. كما تناولت الصحف لقاء الرئيس بري ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي الذي أكد فيه الرياشي على تمسك القوات بحقيبة العدل أو بحقيبة وازنة مقابلها.

برّي: حكومة أو انهيار خلال أسابيع 

ركزت صحيفة "الأخبار" على أنه لا تقدّم في مشاورات تأليف الحكومة، وفيما غادر الرئيس سعد الحريري إلى الرياض لإظهار تأييده لمحمد بن سلمان بعد الورطة التي أوقع الأخير نفسه فيها نتيجة قرار اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، دقّ الرئيس نبيه بري ناقوس الخطر، محذراً من أن أسابيع تفصل البلاد عن انهيار اقتصادي. ولم يتضح ما إذا كان بري يستند إلى معطيات موجودة في حوزة غيره من المراجع، أو أنه يريد الحث على الإسراع في تأليف الحكومة

وأضافت أن الرئيس سعد الحريري غادر إلى السعودية أمس، كما لو أنه أنهى تأليف حكومته، وأراد توجيه رسالة إلى حكام الرياض، يقول فيها إنه في صفهم، وهم يحاولون لملمة آثار اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول،وقصد الرئيس المكلف تأليف الحكومة المشاركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض. بالتأكيد، لا مال لدى الحريري، ولا لبنان بطبيعة الحال، يهديه لابن سلمان على شكل استثمارات في السعودية. على العكس من ذلك، فإن البلاد غارقة في الديون والعجز على كل المستويات: عجز في الميزان التجاري، عجز في ميزان المدفوعات، عجز هائل في الموازنة، عجز عن تأمين الخدمات الأساسية للسكان، وعجز عن تقديم أيّ حل للمعضلات التاريخية كما عن أي خطة يثق اللبنانيون بأنها ستحسّن أحوالهم في المستقبل. لكن الحريري ترك شأن حكومته، وغادر بيروت إلى الرياض. لا همّ. فيومان لن يغيّرا شيئاً في قائمة شهور الفراغ في السلطة التنفيذية، ولا في مسلسل تراكم خسائر الاقتصاد الوطني.

وبينت الأخبار أنه يبدو أن «اطمئنان» الحريري لا ينسحب على جميع المسؤولين، فرئيس مجلس النواب نبيه بري، بحسب ما نقل عنه زواره أمس، يرى أن الأوضاع الاقتصادية تُنذر بانهيار سيقع في غضون أسابيع، لا أشهُر، إن لم تتألف الحكومة ولم تاتِ الأموال التي وُعِد بها لبنان في مؤتمر «باريس 4» («سيدر»). وعندما سئل بري عن «الإصلاحات» المطلوبة قبل بدء تنفيذ وعود «سيدر»، ردّ بأن مجلس النواب قادر على إقرار هذه الإصلاحات في جلسة واحدة. ولم يُعرف ما إذا كان دق بري لناقوس الخطر مبنياً على معطيات موجودة في عهدة «من بِيَدهم الأمر»، أو أنه إنذار لحثّ القوى السياسية على الإسراع بتأليف الحكومة، علماً بأن كلام رئيس المجلس ورد في جلسة مغلقة غير مخصصة مداولاتها للنشر.

وكان بري قد استقبل أمس وزير الإعلام ملحم رياشي، فعلّق رئيس المجلس على الزيارة، للإعلاميين، بالإشارة إلى أن «القوات بحسب ما نقل رياشي تتمسّك بحقيبة العدل لكن، وإن لم يكُن هناك إمكانية للتنازل عنها، فهي لن تقبل في مقابلها إلا بحقيبة وازنة». ولفت بري إلى أن «الحكومة مسكرة حالياً ولا جديد»، مؤكداً أنه «سيساعد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إذا طلب الأخير المساعدة فقط»، وأنه «لن يتدخل إذا ما طلب إليه من أي طرف آخر». وقال: «لن ألعب دور رئيسي الحكومة والجمهورية، فتأليف الحكومة هو من صلاحيتهما»، معتبراً أن «المشكلة هي في أن تأليفها لا ينحصر بين الحريري وعون، بل هناك أكثر من طرف يتدخل في عملية التأليف».


التنازلات تحت «الخط الأحمر»

بدورها، ركزت اللواء على عدم القدرة على تقديم تنازلات أكثر، موضحة أن هذا حال الرئيس المكلف سعد الحريري، عشية مغادرته ليلاً إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة رسمية تلقاها للمشاركة في المنتدى الاقتصادي السعودي، على الرغم من ان الاتصالات مستمرة لتأليف الحكومة مع الأطراف كافة.
وأضافت أن هذا حال «القوات اللبنانية»، على لسان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي، الذي نقل إليه تطورات الاتصالات في ما خص تمثيل «القوات»، موفداً من رئيس الحزب سمير جعجع، إذ أكّد بعد اللقاء ان حزبه «لا يتمسك بحقائب معينة، وهي قدمت تسهيلات كثيرة، ولا يمكن ان تسهل أكثر».

ولم تشأ مصادر مطلعة لـ "اللواء" الحديث عن مدة زيارة الرئيس الحريري إلى الرياض، لكنها ربطت استئناف المشاورات بعد عودته، انطلاقاً من حرص الرئيسين ميشال عون والحريري على إصدار مراسيم الحكومة في غضون الأيام القليلة المقبلة.. وتحديداً قبل الأربعاء المقبل، موعد نهاية الشهر، أو مناسبة مرور عامين كاملين على انتخاب الرئيس عون، وخلافاً لاجواء أوحت بها مصادر قريبة من «التيار الوطني الحر» ان «البعض يتقصد إشاعة أجواء إيجابية، وهذا خلاف لما يطرح في اللقاءات المغلقة، حيث يتمسكون بالطروحات غير الواقعية» في إشارة إلى ما تطرحه «القوات اللبنانية» في لقاءات التفاوض.

فيما تكتمت المصادر القريبة من الرئيس المكلف على ما دار في اللقاء المسائي بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل، الذي زار بيت الوسط قبل سفر رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى الرياض، لكنها كشفت ان نقاط التباين ضاقت جداً.. معتبرة ان لا مكان «للسنة المستقلين» على جدول أعمال الرئيس الحريري، ولا على جدول اتصالاته المتعلقة بتأليف الحكومة.
وكان الرئيس الحريري اعتبر ان الإجراءات التي اتخذتها الرياض في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقي «تخدم مسار العدالة والكشف عن الحقيقة..»، مندداً بالحملات المغرضة ضد المملكة. وقال في بيان ان «توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من شأنها ان تضع الأمور في نصابها الصحيح»، مؤكداً أن «استقرار السعودية وسلامتها والتضامن معها مسألة لا يصح ان تخضع للتردد تحت أي ظرف من الظروف».

وأشارت اللواء أنه وفقاً للمعطيات الإيجابية، فإن مصادر في كتلة المستقبل توقعت ان ترأس النائب بهية الحريري، اجتماع كتلة المستقبل على اعتبار ان الحريري سيكون في الأسبوع المقبل رئيساً لحكومة كاملة الاوصاف، ولا يجوز بروتوكولياً ان يترأس اجتماعاً لكتلته النيابية.
وبحسب هذه المصادر، فإنه لم يبق من عراقيل امام تشكيل الحكومة سوى عقدة تمثيل «القوات اللبنانية»، لأنه في نظر الحريري، لا وجود لعقدة تمثيل السنة المستقلين من خارج تيّار «المستقبل»، وهو «أمر غير مدرج في جدول أعمال التأليف»، وفق تعبير الكتلة التي رأت في بيانها انه من شأن تمثيل هؤلاء ان «يضيف إلى مسلسل العقد المعروفة عقدة جديدة لا وظيفة لها سوى فرض شروط جديدة وغير مقبولة، لن يُقرّ بها الرئيس المكلف تحت أي ظرف من الظروف».

وأضافت أن الرئيس الحريري شدّد خلال حفل عشاء أقامه مساء أمس الأوّل على شرفه رئيس اتحاد رجال الأعمال للبحر المتوسط جاك صراف في دارته في الرابية أن «على جميع الأفرقاء السياسيين أن يفكروا بلبنان وبمصلحة البلد قبل أن يفكروا بالأحجام» «اذا عملنا جميعا معا سنخرج من هذه الازمة». وقال: «أننا نمر في مرحلة دقيقة اقتصاديا وإقليميا، ونحن نبذل كل الجهود اللازمة لتشكيل الحكومة الجديدة. صحيح أننا نواجه صعوبات وتحديات كبيرة، ولكن نحن لبنانيون ولدينا الإمكانية والذكاء لأن نخرج من هذه الأزمة إذا عملنا جميعا معا، خصوصا وأننا مدعومون بنتائج مؤتمر «سيدر» ومؤتمري «روما» و«بروكسيل»، كما ان باستطاعتنا العمل على عقد مؤتمرات أخرى. لكن المهم هو ان نعي أن طريقة العمل في السابق لا يمكن أن تستمر ويجب ان تتغير».

كما لفت إلى أن «الصعوبات في عمليات تشكيل الحكومة أمر طبيعي خصوصا بعد فترة الانتخابات. وبالتأكيد أن كل القوى السياسية تريد أن تتمثل بالحجم الذي نالته، لكن علينا جميعا أن نحمي لبنان وبعدها نفكر بالأحجام. المهم هو لبنان والشاب والشابة في لبنان اللذان ينتظراننا لكي نشكل هذه الحكومة».


الاتصالات الحكومية في إجازة ليومين  

ومن جهتها، تناولت البناء السفر المفاجئ للرئيس سعد الحريري إلى السعودية، رغم ضغوط مساعي تأليف الحكومة الجديدة وفي الظروف الحرجة التي تعيشها الرياض، وقالت إنه جاء تعبيراً عن استثمار سريع للكلام الذي نقلته وكالة «رويترز» عن دور فريق ولي العهد المكلف قتل الخاشقجي في توجيه الإهانات للحريري والتعدّي عليه بالضرب، ليقف الحريري إلى جانب السعودية في محنتها منعاً لاستغلال ما تعرّض له ضدها، بصورة تتيح له طي الصفحة مع الرياض لصالحه، واستبدال «بق البحصة» بطي الصفحة، وربما يكون الحصول على دعم بمواجهة المطالب التي ترفعها القوات اللبنانية بوجهه، بعدما خسرت القوات الراعي السعودي لملفها، سعود القحطاني المستشار الأول في الديوان الملكي والذراع اليمنى لولي العهد، والمتهم الأول في قضية الخاشقجي.

وأوضحت أنه "مع سفر الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى السعودية ستأخذ الاتصالات الحكومية إجازة ليومين بانتظار عودته يوم غد الخميس، علماً أنّ المؤشرات تشير إلى أن لا تقدّم يُذكر في ما خصّ حلّ العقد المتبقية المتصلة بالحقيبة التي قد تعطى للقوات بدلاً عن العدل، وبتمثيل سنة المعارضة وإنْ كان الحريري قد ابلغ كتلة المستقبل انّ الحكومة ستتألف في غضون الأيام المقبلة. وأعلن الرئيس المكلف في دردشة مع الإعلاميين أنّ «الاتصالات لتأليف الحكومة مستمرّة مع مختلف الأطراف ولم تُجمّد».

وفي سياق متصل، نقلت البناء أن كتلة المستقبل أشارت الى أنّ تناول التمثيل العائد للرئيس المكلف بالصورة التي يجري تداولها، من قبل بعض النواب والجهات السياسية، أمر غير مدرج في جدول أعمال التأليف، ومن شأنه أن يضيف إلى مسلسل العقد المعروفة عقدة جديدة لا وظيفة لها سوى فرض شروط جديدة وغير مقبولة لن يُقرّ بها الرئيس المكلف تحت أيّ ظرفٍ من الظروف، مضيفة لن يكون من الجائز والمنطقي بعد اليوم، العمل على ابتداع أعراف جديدة تقضي بتخصيص حقائب معينة لهذه الجهة أو تلك، الأمر الذي يعيق عملية التأليف ويخالف المسؤوليات الدستورية المنوطة بالرئيس المكلف.


لازاريني: تحديات لبنان خطيرة

أما النهار فقد تناولت ملف التشكيل الحكومي من طرف اخر، حيث قالت "أن المسؤولون في لبنان الذين ينفقون خمسة أشهر من عمر البلد في صراعات على مقاعد وحقائب، لا يسمعون ان الازمة خانقة وان البلد لم يعد يحتمل التأخير وان التزاماته الدولية والتزامات المجتمع الدولي حياله تتطلب سلطة شرعية ومكتملة الصلاحيات، مضيفة "أن خر تحذير ضمني جاء من المنسق المقيم لنشاطات الأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية فيليب لازاريني الذي صرح لـ"النهار" بان "هناك إدراكاً شديداً أن البلاد تواجه تحديات متعددة الوجه. وثمة إجماع على أنه يجب المبادرة إلى تشكيل الحكومة من أجل إنعاش الاقتصاد واستعادة ثقة المستثمرين. يواجه لبنان تحديات اقتصادية واجتماعية خطيرة؛ فهو يستضيف أكثر من مليون شخص على أراضيه، فضلاً عن التباطؤ الاقتصادي، وارتفاع معدلات البطالة، وبلوغ نسبة الديون إلى الناتج المحلي الاجتماعي 155%، فهذه العوامل مجتمعةً ألقت بعبء هائل على الموارد والبنى التحتية المحدودة في البلاد. بغية تخطّي هذا الوضع، يتعيّن على لبنان إجراء إصلاحات مالية وقطاعية أساسية طال انتظارها، وفق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر "سيدر" خلال الربيع المنصرم. اليوم، نشعر بأن الوضع طارئ وملح، ونلمس الحاجة إلى تطبيق السياسات اللازمة من أجل رفع هذه التحديات". 

وعلى صعيد آخر، أوضحت النهار "أن حركة التواصل لتأليف الحكومة لم تنقطع وسط ضبابية في المواقف بين قصر عين التينة المتشائم والذي يبحث عن مخارج وخطط انقاذية في ظل اقتناعه بان العقد داخلية ولا تأثير للخارج في التأخير".

ولفتت إلى أنه "يجري حديث عن اللجوء إلى اصدار مراسيم الحكومة بالوزارات المتفق عليها، مبينة "أنه اذا بقيت أربع أو خمس حقائب تترك خالية على أن يتولاها بالوكالة وزراء من الطائفة نفسها إلى حين الاتفاق على الأسماء الجديدة في ما بعد وإسقاطها على تلك الحقائب، وإن لا مشكلة دستورية في حال اعتماد هذه الخطوة وان كانت صعبة التحقيق".

في المقابل، تحدثت النهار عن الاشارات الايجابية التي صدرت عن الرئيس المكلف سعد الحريري شخصياً عكس كتلته النيابية، اذ لمح قبيل استقباله الوزير جبران باسيل مساء في "بيت الوسط"، الى ان اجتماع الكتلة قد يكون الأخير الذي يرأسه وبشّرهم بأن الحكومة ستولد خلال أيام معدودة. في حين ان بيان الكتلة تحدث عن معوقات ولاحظ انه "لم تكد عملية تأليف الحكومة تبلغ الخواتيم المرجوة في نهاية الاسبوع المنصرم، حتى عادت الى الاصطدام بجدار جديد من الشروط والمعايير، التي سارع الرئيس المكلف الى التعامل معها وتطويق ذيولها". 
 

2018-10-24