ارشيف من :أخبار لبنانية

في الصحف: الحكومة تغيب عن الواجهة بانتظار الحريري 

في الصحف: الحكومة تغيب عن الواجهة بانتظار الحريري 

سطلت الصحف الصادرة صباح اليوم الضوء على لقاء الحريري وولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتهم باغتيال خاشقجي في الرياض على خلفية المشاركة في مؤتمر الاستثمار السعودي، في حين غابت التشاورات الحكومية منتظرة عودة الحريري.


الحريري في الرياض: «مخطوف» بكامل حريّتي!

بداية مع الأخبار، التي تحدث عن غياب الحكومة يوم أمس، بالرغم من إعلان الرئيس سعد الحريري اقترابَ موعد تشكيلها. وأن الحدث كان في الرياض، حيث جلس الحريري عن يمين ولي العهد المتهم بجريمة اغتيال جمال خاشقجي، يضحك معه على نكتة مستمدة من أيام احتجازه الطويلة، لكنها تطمئنه إلى أنه لن يُخطف مجدداً.

وقالت الأخبار "بأيّ وجه يزور الرئيس سعد الحريري السعودية، وبأي لسان يتحدث؟ هل بالوجه الذي صُفع مِن الحارس الأمين لمحمد بن سلمان سعود القحطاني، على ما نقلت رويترز، أم بالوجه الذي انفجر ضاحكاً لنكتة سمجة لولي العهد السعودي يعلن فيها أن رئيس الحكومة المكلف «جالس يومين في السعودية، فأرجو أنه ما تطلع إشاعات أنه مخطوف». أين مصدر فرح الحريري؟ هل هو في عدم مواجهته لمصير شبيه بمصير جمال خاشقجي، أم لأنه أخيراً تمكن من لقاء ابن سلمان الذي يعاني من شبه قطيعة له ولمؤتمره... أم تراه أعجب حقاً بردّ «طال عمره» على من «يتهمه» بخطفه وإجباره على إذاعة بيان استقالته من الرياض يوم 4 تشرين الثاني 2017؟ سعادة الحريري حفّزته ليسترسل في النكتة، قائلاً: «وبكامل حريتي». هذه المرة قد يكون الحريري باقياً بكامل حريته فعلاً، بالرغم من أنه سبق أن أشار إلى أنه ذاهب إلى السعودية ليوم واحد، لكن هذا لا يلغي أن كامل حريته لا تزال منقوصة منذ قرر ابن سلمان احتجازه منذ عام ومنذ قرر أن يكون مع السعودية ظالمة أو مظلومة".

وأضافت أنه مقابل تفاؤل الحريري في الرياض، الذي قد تتوضح مآلاته بعد عودته، كانت الأجواء في بيروت تشي باستحكام العقد الحكومية، ولا سيما عقدتا تمثيل القوات وتمثيل سُنّة 8 آذار، وبالتالي تأخير التشكيل. ففيما صار جلياً أن رئيس الجمهورية ليس بوارد التخلي عن حقيبة العدل، لا تزال القوات تصرّ على حقيبة وازنة، إن لم تكن العدل، فمن وزنها. وفي السياق نفسه، دخلت العلاقة بين القوات والتيار الوطني الحر بعداً جديداً من التصعيد، انضم إليه رئيس الجمهورية بنفسه، ملغياً موعداً مع الوزير ملحم رياشي. وفيما أوضحت رئاسة الجمهورية أن إرجاء الموعد جاء بسبب موعد طارئ للرئيس ميشال عون، أكدت مصادر قواتية أن الإرجاء جاء على خلفية المقال الذي نشرته صحيفة «الجمهورية»، أمس، وتضمّن «محضر اللقاء» الذي جمع رياشي وجبران باسيل منذ أيام، والذي يقول فيه رياشي لباسيل: «بفضلك سيرحل المسيحيون في القوارب».

بن سلمان والحريري... أي دلالات طارئة؟

بدورها ركزت النهار على المشهد السعودي – اللبناني واصفا اياه بأنه المشهد الذي خطف الانظار عن تعقيدات تأليف الحكومة والمواعيد المحتملة لانجاز اعلان الولادة الموعودة ليرسم معالم سياسية وديبلوماسية ورمزية يصعب تجاهلها. ذلك انه قبل نحو عشرة أيام من مرور سنة على ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض في الرابع من تشرين الثاني من العام الماضي، اكتسب مشهد حضور الرئيس المكلف سعد الحريري متوسطاً ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وولي عهد البحرين الامير سلمان بن محمد في حلقة حوارية حول "مستقبل الاقتصاد العربي"، ضمن فاعليات "منتدى مستقبل الاستثمار" المنعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية أبعاداً بارزة وطارئة، خصوصاً ان الحفاوة السعودية بالحريري جاءت في لحظة استثنائية تمثلت في تسليط الاضواء الاعلامية والديبلوماسية على هذه الحلقة الحوارية التي خرج فيها الامير محمد بن سلمان للمرة الاولى عن صمته في شأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كما ان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز كان استقبل الحريري قبل الحلقة.

ولفتت أنه لم تقتصر دلالات الاحاطة السعودية بالحريري على الشكليات فحسب، بل ان بن سلمان تعمد اعلان الدعم السعودي لجهوده، ذاهباً الى حد الممازحة علناً أمام المنتدى الاستثماري في موضوع "خطف" الرئيس الحريري. قال ولي العهد السعودي: "دولة الرئيس سعد جالس يومين في السعودية فارجو ما تطلع اشاعات انه مخطوف". وعلى وقع ضحك المشاركين قال الحريري: "بكامل حريتي" وتصافحا. وكان ولي العهد أكد في كلمته ان"لبنان سيتقدم بجهود الرئيس سعد الحريري". 

وقالت النهار "أنه اذا كان من المبكر الحكم على ما اذا كانت لمحطة الدعم السعودي المباشر للحريري تأثيرات غير مباشرة في استعجال الولادة الحكومية، فان الواضح ان الرئيس المكلف كان يضمر حتى قبل سفره الى الرياض معطيات متفائلة بانجاز تأليف الحكومة في الايام القريبة وتحديداً قبل حلول الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 31 تشرين الاول". وهو عاد وكرر من الرياض أمس تفاؤله بتأليف الحكومة عبر المداخلة التي القاها وقال "لا شك ان لبنان يواجه تحديات كبيرة، وهذه الحكومة التي نشكلها اليوم هي حكومة وفاق وطني. ونحن في الحكومة السابقة والتي كانت أيضاً حكومة وفاق وطني، تمكنا من إقامة مؤتمرات عدة ونجحنا بها، إن كان مؤتمر "سيدر" أو "روما" أو "بروكسيل"، وكل ذلك لمصلحة الجمهورية اللبنانية. والأهم في مؤتمر "سيدر" هو تلك الإصلاحات التي يجب أن ننجزها في لبنان. والتأخير الحاصل اليوم في تشكيل الحكومة ليس إلا لإنجاز حكومة تلامس تمنيات المواطن اللبناني.هذه الحكومة التي سنشكلها ستنفذ كل مقتضيات "سيدر" لكي نتمكن من الخروج من المأزق الاقتصادي الذي نعيشه وتحسين النمو الذي وصل إلى 1.5%. من هنا أنا متفائل بأن الحكومة اللبنانية المقبلة ستكون حكومة عمل واستعادة لثقة المواطن بدولته". 


الحريري يستأنف مشاورات التأليف بمباركة السعودية 

من جهتها عنونت "اللواء" حول عودة الحريري إلى بيروت، واستئنافه مشاورات تأليف الحكومة اليوم، وأوضحت الصحيفة أن الرئيس المكلف سعد الحريري حمل تفاؤله بتأليف «حكومة عمل واستعادة لثقة المواطن بدولته»، إلى منتدى مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية.

واعتبر الرئيس الحريري، في حلقة حوارية حول «مستقبل الاقتصاد العربي» إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان وولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد ان لبنان يواجه تحديات كبيرة، وهذه الحكومة التي نشكلها اليوم هي حكومة وفاق وطني..وعزا الرئيس الحريري التأخير الحاصل اليوم في تشكيل الحكومة ليس الا لإنجاز حكومة تلامس تمنيات المواطن اللبناني.. مضيفاً: «ما فينا نحكم في لبنان مثل ما كنا نحكم في السابق»، كل العالم تغير.. داعياً العرب إلى التعاون لكي نصبح قوة اقتصادية كبرى في الشرق الأوسط".

وأضافت اللواء أن ولي العهد قال في جلسة نقاش مشتركة مع الحريري وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في منتدى مبادرة الاستثمار المنعقد في الرياض، وخلال حديثه عن لبنان ودور الرئيس المكلف "أنه يستطيع ان يرى عملاً قوياً ورائعاً جداً بقيادة دولة الرئيس في لبنان لاستعادة لبنان لصادراته والانطلاق من هناك جازماً بنجاح جهود الاخوة في لبنان بقيادة دولة الرئيس والقادة اللبنانيين».
واضاف: «عمل رائع يقوده الحريري لاستعادة صدارة لبنان، ومازح الحاضرين قائلاً: «إن الحريري باقٍ يومين في السعودية ارجو ان ما يطلعوا إشاعة بخطفه».

وانتقلت الصحيفة إلى بيروت، حيث سجلت أوساط متابعة مراوحة في التأليف، طالما ان عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» لم تحل، ولم يظهر ما إذا كانت على استعداد للقبول بحقيبة «العمل» بدلاً من «العدل». وكذلك لم تعالج عقدة تمثيل السنة المستقلين من خارج تيّار «المستقبل» الذين رفعوا سقف مواقفهم، أمس، بالتأكيد على انهم «ليسوا في وارد القبول بتسويات أو تنازلات في شأن تمثيلهم في الحكومة».

وشددت على أنه في اعتقاد المتفائلين، ان عودة الرئيس الحريري، والجواب الذي سيبلغه لمعراب مساءً على الارجح رداً على «ورقة المقترحات» التي سلمه إياها قبل أيام وزير الإعلام ملحم رياشي ومدير مكتب رئيس حزب «القوات» ايلي براغيد، يفترض ان يزيلا الضبابية التي تغلف ما تبقى من مصير العقد التي تحول دون ولادة الحكومة، خصوصاً وانه بعد هذه الخطوة سيقوم الرئيس الحريري بزيارة إلى بعبدا لاطلاع الرئيس ميشال عون على تطورات الملف الحكومي، في محاولة أخيرة لتوليد الحكومة في الأيام الفاصلة عن 31 تشرين الحالي، موعد الذكرى الثانية لانتخاب عون رئيساً للجمهورية، علماً ان الرئيس نبيه برّي دق أمس ناقوس خطر الانهيار الاقتصادي الوشيك إذا لم تتخطَ البلاد عقبة التشكيل سريعاً.

2018-10-25