ارشيف من :مقالات
معرض أرضي.. ’كل شي أصلي وبلدي’
تصوير موسى الحسيني
"ما تموّنوا نحنا راجعين"، ومن مائدة خيرات القرية الى المدينة عاد معرض أرضي بعد غياب، حاملاً معه أصناف المربيات والشراب، والجوز واللوز والصنوبر، والحمص والكشك ورب البندورة والرمان، والمكدوس، و"تحويشة" الكمون والسماق والزعتر، وغيرها من المونة البلدية والأدوات الحرفية، والأعمال اليدوية الفنية.
التحضيرات داخل مجمع سيد الشهداء(ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت على قدم وساق، تختلط اللكنة الجنوبية مع اللكنة الشمالية والبقاعية والجبلية، وتفوح رائحة الأرض التي أثمرت العديد من المنتجات البلدية التي ستعرض للبيع، فالحركة دؤوبة والكل يرتب الصناديق والبضاعة.
"كل شي بلدي" تقول الحاجة لورا المقداد لموقع "العهد" الاخباري وهي تحاول إنهاء ما بين يديها لترتب المنتوجات المتنوعة من الكشك ورب البندورة والمكدوس والبرغل.
وتلفت إلى أن
وتتحدث السيدة عن أبرز منتجاتها "الانبريس" الذي يشتهر به أهل البقاع، وهو عبارة عن "لبنة جرة" وتصنع من الحليب المكثف مع الملح الذي ينتج اللبنة.
الى جانبها المرأة الخمسينية فاطمة عبد الله، تشدد على أن معرض أرضي يقدم لها فرصة كبيرة لتسويق المنتجات وإيجاد صلة بينها وبين المستهلك.
من "الستاند" المجاور الذي تفوح منه رائحة الصابون كيفما تحرّكنا، تتحدث عضو مجلس بلدية الغبيري جهينة رعد والتي تدعم السيدات اللواتي يقمن بالأشغال اليدوية. تقول رعد "لأن المشاركة بالمعرض يجب أن تكون تحت اسم جمعية، تعمل بلدية الغبيري على خلق الفرص ومساعدة السيدات لعرض الأشغال تحت اسم البلدية"، موضحةً أن "هذا الشرط مهم ليضمن القيمون على المعرض أن المنتوجات تراعي معايير الجودة العالية".
وتشدد رعد على أن
تشير رعد الى الحرفية والدقة في العمل، من الآنيات الزجاجية المطلية والحلي وملابس الأطفال الصوفية والعلب المزركشجة بالألوان الفاتحة، وحتى علب السجائر بات لها بيت صوفي.
وللقضية الفلسطينية زواية لافتة في المعرض، من الكوفيات والأواني التي تحمل معها تراث نابلس والقدس والضفة.
مريم رعد من جمعية "نساء من أجل القدس" تؤكد أن الجمعية تهتم بالشأن الفلسطيني وخاصة سيدات المخيمات الفلسطينية لتظل القضية الفلسطينية حاضرة دائمًا.
وتلفت في معرض حديثها لموقعنا أن الجمعية تبرز التراث الفلسطيني عبر هؤلاء السيدات، موضحةً أنه "بكل مخيم يوجد مشغل للسيدات يقمن من خلاله بالأشغال الحرفية، فتدعمهن الجمعية وتعرض لهن أشغالهن في المعارض ومنها معرض أرضي حفاظًا على التراث الفلسطيني".
وأينما حلت الفرصة لـ"دار الحوارء" للرعاية الصحية حصة، حيث تشارك الهيئة الصحية الاسلامية بفاعلية في معرض أرضي. ربى فحص المشرفة الصحية الاجتماعية في دار الحوراء، تشدد لموقعنا على أن الهيئة تسعى لايصال الرسائل الصحية والوقائية دائمًا.
وتوضح أن دار الحوارء سيخصص حيزًا للحديث عن سلامة الغذاء ونوعيته بحضور أخصائية تغذية بمختلف الدوامات، كما سيقوم بحملة توعية ووقاية من أمراض القلب والسرطانات. وتلفت فحص الى أن دار الحوراء سيخصص أيضًا حيزًا للحديث عن الأمراض الاجتماعية الناتجة عن مواقع التواصل الاجتماعي، اضافة الى فقرة الاسعافات الاولية المنزلية التي ستقام من الساعة 8 حتى 10 مساءً، والتي سيتعرف خلالها الناس عى أهم الاسعافات والخطوات التي يجب القيام بها في حال الحوادث المنزلية كالجروح والحروق البسيطة والتسمم الغذائي وغيرها.
وإحياءً لأربعينية الإمام الحسين(ع)، ولتعزيز المحتوى العربي على الانترنت، ستقدم وحدة الإعلام الالكتروني في حزب الله وبتقنية الـ VR، الزيارة الافتراضية بواقع افتراضي والتي ستسمح للمشاهد بزيارة افتراضية لمقام السيدة زينب (ع) في دمشق بجودة عالية.
حيث يمكن للزائر مشاهدة المقام من الخارج والداخل من خلال النظارات الخاصة، إضافة الى الاستماع لزيارة السيدة زينب (ع) بصوت شجيّ.
كما يقدّم الفيديو تفاصيل المقام بشكل دقيق وبأبعاد متناسقة تترك المشاهد يعيش وكأنه في رحلة واقعية إلى المرقد المطهر.
وتخصص وحدة الإعلام الالكتروني جناحًا خاصًا للعبة "الدفاع المقدس"، والتي ستسمح للزوار باللعب وخوض تجربة الدفاع عن مرقد العقيلة.
مدير سوق أرضي عباس قطايا يؤكد أن معرض سوق أرضي غاب نتيجة الأحداث الأمنية التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم عاد بعدما استتب الأمن والأمان بفضل الله والدماء الزكية.
وقال في حديث لموقع "العهد" "لأننا نشهد اهتمامًا كبيرًا للتنمية عاد سوق أرضي مع ما يشكّله من مساحة تنموية مضيئة في ظل واقع مأساوي ومرير في البلد، وخصوصًا الوضع الاقتصادي المتردي والقدرة الشرائية المنخفضة، وكساد الانتاج، والتصدير الشبه منعدم".
وتابع قطايا إن المعرض يجمع على مساحة 6000 متر عددًا من "التعاونيات" الزراعية والحرفية، حيث يشارك 600 عارض بين أساسي وفرعي موزعين على أكثر من 300 "ستاند".
ويشدد قطايا على أن "المعرض فرصة مميزة لأصحاب الدخل المحدود"، مضيفًا "اذا صادف المستهلك سعرًا مرتفعًا قليلاً فذلك لأن السلعة تراعي الجودة العالية و"بلدية" بامتياز".
يضيف قطايا إن "المعرض يجمع كافة الاطياف اللبنانية والقرى على امتداد الوطن، فهو متاح للجميع شرط توافر الجودة العالية"، موضحًا أنه "يجب أن يكون العارض من ضمن تعاونية زراعية أو حرفية، حيث ينطلق فريق عمل للمناطق من بداية الانتاج حتى الوصول الى ارضي للتأكد من جودة المنتوجات".
ويشير الى التغيير اللافت في الحملة الاعلامية التي رافقت المعرض هذا العام، اذ استفاد القيمون من وسائل التواصل الاجتماعي ومن الحزورة والجولات على الارض و"الربورتجات" التي لاقت تفاعًلا غريبًا ما يدل على شوق الناس للمعرض.
ويلفت قطايا الى أن عدد زوار العام 2012 بلغ مئة وخمسة آلاف زائر، واليوم نتوقع اقبالاً أكبر، فبعد الغياب الطويل اشتاقت الناس للمعرض، وللمنتوجات البلدية نظرًا لكثرة المنتوجات المعلبة المصنعة وتفشي الأمراض.
ودعا مدير سوق أرضي الناس للمشاركة الفعالة والحضور فكل شيء في المعرض "بلدي".