ارشيف من :أخبار لبنانية
في الصحف: الحكومة باتت وشيكة
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على عودة أجواء التفاؤل في الأوساط بولادة الحكومة في الأيام القادمة، وتحدثت الصحف حول الحذر الذي يحيط المرحلة القادمة في ملف الحكومة، موضحة أنه إما الولادة القريبة أو أن الذهاب نحو التعقيد والإطالة.
تفاؤل بقرب ولادة الحكومة: في نهاية الأسبوع... أو لا تأليف
بداية مع الأخبار، حيث ركزت على ارتفاع منسوب التفاؤل بتأليف الحكومة قريباً. إذ أن مصادر رئيس الحكومة تشيع أن «تشكيلته» ستبصر النور في غضون أيام. حتى الرئيس نبيه بري الذي رفض سابقاً تصديق «الوعود»، عبّر عن تفاؤله. لكن هذا التفاؤل محفوف بالأخطار: فإما تأليف الحكومة قريباً جداً، أو أن الأمر سيطول إلى موعد غير مسمّى.
وأضافت إذا لم تشكل الحكومة في نهاية الأسبوع، فإن التشكيل سيبتعد إلى أجل غير مسمى. تلك معادلة ليست جديدة، لكن يبدو أنها للمرة الأولى ستضع التفاؤل باقتراب التشكيل على المحك. عقدة القوات لا تزال مكانها. لا حقيبة بديلة للعدل من وزنها، وحصتها تتراوح بين نيابة الرئاسة والشؤون الاجتماعية والعمل والثقافة أو الإعلام. وهذا يعني أنه لم يعد أمام الرئيس سعد الحريري سوى خوض المغامرة، وحمل التشكيلة إلى قصر بعبدا، بما أوتي من صلاحيات دستورية أو مستفيداً من غطاء سعودي يوافق على السير بالحصة القواتية كما هي. أما عدا ذلك، فليس أمامه سوى انتظار معجزة جديدة، كأن تقتنع القوات أنه لم يعد بإمكانها التعطيل أكثر، أو أن يتخلى الاشتراكي عن حقيبة التربية، منضماً بذلك إلى لائحة المتخلين عن المقاعد والحقائب لمصلحة القوات. وتشير مصادر التيار الوطني الحر إلى أنه «تم الاتفاق بين الجميع على أن القوات أخذت ثلاثة أمور «زيادة على ما تستحق»: رئيس الجمهورية أعطاها نيابة رئيس الحكومة، الحريري أعطاها حقيبة إضافية والتيار أعطاها مقعداً وزارياً، ولا أحد من الأطراف الأخرى مستعد لإعطاء المزيد». وقالت المصادر إن «الرئيسين عون والحريري، والتيار الوطني الحر، مصرون على مشاركة القوات، لكن لا يمكن الانتظار بعد كل هذه المدة».
وأشارت الأخبار أن الرئيس المكلف، وبعد عودته من الرياض أمس، استقبل وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس. لكن الأخير أكّد أن موعد اللقاء محدد قبل سفر الحريري إلى السعودية، وأنه غير متصل بتأليف الحكومة، بل بشؤون وزارته. ومن المتوقع أن يزور الحريري بعبدا في الساعات المقبلة ليضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في آخر التطورات الحكومية، علماً أن الرئيس المكلف، وبحسب مصادره، طلب مساعدة وزير الخارجية جبران باسيل لحل عقدة حقيبة العدل. وبات من شبه المحسوم أن «عقدة العدل» لن تُحل على حساب الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرى أنه قدّم «تضحية» كبيرة بقبوله التخلي عن المقعد الدرزي الثالث، نزولاً عند طلب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، بحسب ما عبّر النائب وائل أبو فاعور في ردّه على اتهامات «بالتفرد» وجهها العضو السابق للمكتب السياسي لتيار المستقبل، علي حماده، للنائب السابق وليد جنبلاط.
كما لفتت الصحيفة إلى انتقال الجميع إلى مرحلة جديدة تتعلق بتقدير الأسماء والطوائف المرتبطة بالحقائب التي يُفترض أن يحصل عليها كل طرف. إلا أن هذه الخطوة سيتم إنجازها على سبيل «العصف الذهني»، على ما يقول أحد المتابعين للتأليف. مضيفة أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان يخوض في العمل النيابي بشكل منفصل عن مساعي تشكيل الحكومة، والتي زاد تفاؤل عين التينة بأنها لم تعد بعيدة. لكن على سبيل الحيطة، جمع بري هيئة مكتب المجلس لدرس جدول الأعمال المقترح لانعقاد جلسة تشريعية عامة. وقال نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي إنه جرت مناقشة كل بنود جدول الأعمال المزمع طرحها على الهيئة العامة. وارتبط تعيين موعد الجلسة بتطور الواقع الحكومي في اليومين المقبلين على أمل أن يكون هناك خير، وإذا لم يظهر الخير، فسيتم تعيين الموعد في أقرب وقت ممكن بعد أن يكون قد وزع جدول الأعمال على النواب جميعاً.
الإثنين سقف الحكومة الأقصى.. وشبه توقُّف للعروض!
بدورها تساءلت اللواء: هل يتوقف انطلاق العمل الحكومي على قبول حزب «القوات اللبنانية» بوزارة العمل؟
وأوضحت أن مردّ السؤال ان وزارة العدل، باتت منذ أيام من حصة الرئيس ميشال عون وتجاوزتها الأبحاث الدائرة، وان اللقاء الديمقراطي لا يقبل التخلي عن وزارة التربية، فلم يبق في دائرة التفاوض سوى وزارة العمل.. كما أن المعطيات تتحدث عن قرار بتأليف الحكومة، واعتبار أن الوقت نفد في ما خص بـ«غنج القوات» على حدّ تعبير مصدر مقرّب من التيار الوطني الحر، وان التأليف بدا على مرمى حجر، الأمر الذي جعل الرئيس نبيه برّي التريث في تحديد موعد الجلسة التشريعية، نظراً لما توافر من معطيات ان الحكومة قد تصدر مراسيمها بين الأحد والاثنين كحد زمني أقصى.
وأشارت إلى أن الاتصالات بلغت الذروة ليل أمس، وفي كل الاتجاهات لوضع اللمسات على الأسماء، بعدما حسمت الحقائب، باستثناء عقدة باقية، تتعلق بمطلب «القوات» «بوزارة خدماتية توازي وزارة العدل». وفي المعلومات ان الوزير علي حسن خليل الذي زار «بيت الوسط» بعيداً عن الإعلام، نقل إلى الرئيس برّي أجواء إيجابية من دون ان يكشف عن أسباب تفاؤل الرئيس المكلف.
وأوضحت أوساط عين التينة، أن الأجواء توحي بأن الحكومة ستؤلف خلال أيام قليلة، وان ذلك ربما يحصل قبل نهاية هذا الشهر. ولم تشأ المصادر الكشف عن الشخصيات الأقرب التي زارت بيت الوسط بعيداً عن الأضواء. بينما مصدر وزاري ان الرئيس الحريري عاد مرتاحاً جداً من زيارته إلى المملكة، رافضاً الخوض في النتائج المباشرة.
واستقبل الرئيس المكلف في بيت الوسط ليل أمس نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق المشرق والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جويل رايبيرن، ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد. واعرب الموفد الأميركي عن سعادته لتبادل الرأي مع الرئيس الحريري حول الشراكة مع الولايات المتحدة، معتبراً ان سوريا تشكّل مصدر قلق كبير للبنان، مؤكداً على الحل في سوريا..
وتابعت اللواء أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل توقع تشكيل الحكومة قريباً جداً، قبل الذكرى السنوية الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، قائلاً امام الجالية في بولونيا: "لا يمكن للاوروبيين ان يطلبوا منا ما لا يقبلونه لانفسهم، ومهما طال النزوح خربت سوريا وتضرر لبنان".
وعلى وقع التوتر التفاوضي حول الحقائب، حصلت ليل أمس على هواء محطة M.T.V، مشادة عنيفة بين المستشار الرئاسي الياس بوصعب ووزير الإعلام ملحم رياشي، حول توزيع الحقائب والأداء في الحكومة وتبادل الاتهامات بتعطيل اتفاق معراب والانقلاب عليه. فعندما أكّد رياشي ان موافقة القوات على انتخاب الرئيس عون حدث غير مسبوق في تاريخ لبنان، رفض بوصعب بحدة ان يكون انتخاب عون لأن «القوات» ايدته، واتهم «معراب» بأنها لجأت إلى خيار عون حتى لا ينتخب النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة الأولى.
ولفت الرياشي إلى «اننا لم نختلف مع رئيس الجمهورية ميشال عون عن نقل معلومات من لقائي به خصوصًا حول امنياتي عن التزام رئيس «التيار الوطني الحر« وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بمضمون تغريدته وعلى النّاس معرفة ما يحصل ليكونوا على بيّنة من الأمور وأنا كشفت عن الكلام الذي قلته للرئيس وأنا لا أقبل على نفسي ان أنقل كلام رئيس الجمهورية ولأنني أعرف ميشال عون أعرف انه لا يلغي أي اجتماع بسبب مقال في صحيفة ونحن كقوات لبنانية لا نقبل ان يقال ان هذا هو السبب».
حسم الحريري جدّي
ومن جهتها، أشادت النهار بجهود الرئيس المكلّف سعد الحريري، وقالت أنه أثبت حرفيّته في ركوب الأمواج الحكوميّة خلال الأسابيع الأخيرة. وانه استطاع، رغم السّحب الرمادية التي استوطنت سماء التأليف في غير جلسة مفاوضات، أن يحافظ على جدّية وعدٍ قطعه بالوصول الى برّ الأمان الحكومي. ويبدو جلياً للمقرّبين من "بيت الوسط" أن أوان إنزال الشراع على الشطّ الوزاري قد حان فعلاً بعد خمسة أشهرٍ من الإبحار المتواصل، وهذا ما يرشح من حديث عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ"النهار"، الذي يقول إن "نواب الكتلة شعروا في كليّتهم بأن تفاؤل الحريري كبير، وقد عبّر عن امكان ولادة الحكومة خلال يومين أو ثلاثة، وهي المرّة الأولى التي يحدّد فيها توقيتاً زمنيّاً بهذا القرب".
وأضافت أنه يتراءى من منظار القبطان ان الحكومة باتت وشيكة، لكن الى ماذا تستند هذه الرؤية، اذا لم يطفُ حلّ أزمة تمثيل "القوات اللبنانية" على السطح حتى الساعة؟ يجيب الجسر بأن "القوات تتجنّب الغوص في التفاصيل تسهيلاً منها لعملية التأليف. معظم المشاكل سارت في طريق الحلّ، وما لم يحلّ لا بد من أن يعالج في اليومين المقبلين. وقد أتى الاجتماع الليلي مع الوزير جبران باسيل في إطار استكمال المشاورات مع الكتل لتأليف الحكومة".
ودوَّنت خريطة الإبحار الحكومية أسماء وزراء "تيار المستقبل"، ويقول الجسر في هذا الصدد إن "الرئيس الحريري متكتّم لجهة الأسماء، وهناك إسم وحيد جديد توزيره شبه مؤكد، هو النائب السابق مصطفى علّوش. وقد اختير لأنه رجلٌ له تاريخه الطويل في تيار المستقبل، وله خدماته وتضحياته، وهو جدّي ومثقّف". ويؤكّد الجسر أنه "هو شخصياً ليس مطروحاً للتوزير، بحكم فصل النيابة عن الوزارة في التيار الأزرق، وهو قرارٌ سيدخل حيّز التنفيذ في الحكومة المقبلة، في اطار الاستعانة بطاقاتٍ جديدة". ويشير الى أن الحلقة الحوارية التي انعقدت في الرياض حول "مستقبل الاقتصاد العربي"، ضمن فعاليات "منتدى مستقبل الاستثمار"، عكست أجواءً ايجابية، لا بد من أن تترجم بتأليف الحكومة لتنفّذ عملية التنمية في لبنان".
كما أوضحت النهار حلول وقْع الإنتظار الحكومي في ظلّ تصعيدٍ سياسي لافت تطوّر على خطّ الرئيس فؤاد السنيورة والوزير سليم جريصاتي. وقالت أوساط مواكبة لأسباب هذا التصعيد ومدلولاته، لـ"النهار" إن "الهجوم المتعمّد على الرئيس السنيورة أتى نتيجة ملفات طرحها الأخير وأثارت غيظ محيط رئيس الجمهورية ميشال عون، فجاء الردّ خارج اطار اللياقة والأدب". وتشير الأوساط نفسها الى أن "المشاحنات الدائرة لا علاقة لها بتشكيل الحكومة، بل تدور على المستوى السياسي". وتلفت الى أن "النائب زياد أسود يحاول بدوره ابتداع قضايا رغبةً منه في لفت النظر وحبّ الظهور وكسب رضى تياره السياسي، وهو دائماً ما يلجأ الى هذه التصرفات للغاية نفسها. وقد نتج تصريح أسود عن معطيات سُرّبت في الأيام الأخيرة، تشير الى جهدٍ كبير ومحاولات حثيثة يبذلها وزير الداخلية نهاد المشنوق ليتم توزيره مجدّداً في الحكومة المقبلة، وأنه يحاول تسويق نفسه على قاعدة أن حركة أمل حافظت على مقعد الوزير علي حسن خليل، وأن حزب الله حافظ على مقعد الوزير محمد فنيش، فلماذا لا يُحافظ المشنوق على مقعده أيضاً؟".