ارشيف من :أخبار لبنانية

أزمة الحكومة .. دخان التأليف يميل جدياً الى البياض

أزمة الحكومة .. دخان التأليف يميل جدياً الى البياض

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على بلوغ أزمة تأليف الحكومة مشارف النهايات المفترضة، مشيرةً الى ان أجواء الاتصالات الجارية على الخط الحكومي توحي بأنه دخان التأليف يميل جدياً الى البياض.

العدّ العكسي لـ"القرار" أمام نهاياته

بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "عكست صورة الاستنفار السياسي الذي شهده "بيت الوسط " منذ ما قبل ظهر أمس وامتداداً حتى ساعات الليل، بلوغ أزمة تأليف الحكومة مشارف النهايات المفترضة، أقله من حيث اعتزام الرئيس المكلف سعد الحريري حسم الامور في أقرب وقت وتحديداً في عطلة نهاية الاسبوع الجاري. ومع ذلك فان مساحة غير ضئيلة من الغموض ظلت تفصل بين هذا الاتجاه الى بت التشكيلة الحكومية النهائية وتوقيت وضع اللمسات النهائية عليها بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، باعتبار ان المفاوضات والنقاشات وتبادل الاقتراحات وحركة الاتصالات التي لم تتوقف لم تصل بعد الى الخاتمة السعيدة بما يبقي الاعصاب والانظار مشدودة خلال الساعات المقبلة في انتظار ما تحمله الجهود المتواصلة للحريري من نتائج ومتغيرات:.

واضافت "معلوم ان الحركة المتصاعدة تتخذ بعداً دقيقاً نظراً الى تعميم انطباعات ومعطيات عن اعتبار 31 تشرين الاول بمثابة موعد حاسم نهائي ومهلة حث ضمنية لاعلان الحكومة الجديدة بالتزامن مع الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس عون أو قبلها، من دون بروز ضمانات كافية بعد حتى الساعات الاخيرة ان الولادة باتت مضمونة تماماً ضمن هذه المهلة حصراً".

وتابعت "الواضح ان كل الحركة الجارية منذ البارحة تركزت على نقطة محورية تتمثل في سعي الحريري الى ايجاد مخرج لوزارة وازنة اساسية ترضي "القوات اللبنانية" ضمن المقاعد الوزراية الاربعة التي ستنالها في "حكومة التوافق الوطني" التي أبلغ الحريري كل الافرقاء ولا سيما منهم "القوات" في الساعات الاخيرة مجدداً اصراره عليها وتاليا اصراره على ان تكون "القوات" ضمن الحكومة وعدم قبوله باي احتمال لخروجها منها. وفي ظل هذا العنوان العريض قالت مصادر بارزة معنية بالحركة السياسية الناشطة الجارية لـ"النهار" ليل أمس إن الحريري استنفد تقريباً كل المسار التفاوضي، كما ان كل المشاورات والحوارات والاتصالات ادت ما كانت تسعى اليه للوصول الى استكمال التشكيلة الحكومية وتوزيع حصصها وحقائبها وبات الامر الآن في العد العكسي لتوقيت القرار النهائي الحاسم الذي سيتعين على الرئيس المكلف اتخاذه بوضع هذه التشكيلة النهائية وطلب اسقاط اسماء الوزراء على الحقائب ومن ثم التوجه الى قصر بعبدا للتشاور مع رئيس الجمهورية في التشكيلة بما يمهد لاعلان الولادة الحكومية".


الحريري في كتلته: أنوّه بحكمتي وسعة صدري!

بدورها، قالت صحيفة "الاخبار" إنه "أصبحت كتلة «المُستقبل» النيابية مُغايرة لما كانت عليه يومَ كان رئيسها فؤاد السنيورة. في الشكل والمضمون يلحَظ نوابها فروقات منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي. أبرزها شخصية الرئيس سعد الحريري الجديدة".

واضافت "«وأكبَرت الكُتلة للمناسبة بالرئيس صبرَه الذي لن ينفَد، وحكمته وتعاليه فوق العديد من حملات التجنّي والتشويه والافتراء التي تستهِدفه». عبارة «مُستقبلية» وردت في بيان أحد اجتماعات كتلة الرئيس سعد الحريري النيابية. في اجتماع ثانٍ مثلاً، يجدّد النواب الثقة برئيس الحكومة المُكلّف وينوّهون «بدوره وسعة صدرِه في مقاربة المواقف والأوضاع السياسية». الأمر يتكرّر في اجتماع ثالث ورابع، فلا تغيب مثل هذه الكلمات عن الموقف الأسبوعي إلا في ما ندَر".

وتابعت "يستحِق هذا السلوك المُستجدّ التوقّف عنده. فهذه العبارات تُدرج في بيانات تُتلى بعد اجتماعات يترأسها الحريري نفسه. يعني أن النواب يعقِدون جلسة في حضوره ومن ثمّ يخرجون بتصريح يعمَد صائغوه إلى ضرب «تعظيم سلام» لرئيسِهم، كما لو أنه غائب عنهم! وهذا التفخيم الأسبوعي بالحريري، لا يبدو أنه مجرّد حالة طارِئة وعابرة تتعلّق بأزمة تشكيل الحكومة، وحسب. بل يبدو أنه صارَ ثقافة راسِخة في أدبيات التيار. ما كان يُقال همساً في الصالون الأزرق مسايرةً، أو ينطُق به «المبيضون» في أذُن «الشيخ»، تحوّل إلى فرض مدرسي تقوم به الكتلة. على ذمّة العارفين «طلبه الحريري مرّة، والتزم به النواب مرّة بعد مرّة». فما الذي يدفَع برئيس تيار المستقبل لأن يستخدم منبر كتلته النيابية في تمجيد نفسه على لسان نوابه؟ ولمن سيمنح مهمّة مدحه عندما يتوقف عن ترؤس الكتلة بعد تأليف الحكومة؟".

عون: 48 ساعة.. برِّي: تفاؤل متزايد.. الحــريري: آن الأوان.. و»سنّة 8 آذار»: ننتظر

الى ذلك، ذكرت صحيفة "الجمهورية" إنه "بدأ دخان التأليف يميل جدياً الى البياض، هذا ما يستخلص من أجواء الاتصالات الجارية على الخط الحكومي، على أن تكتمل الصورة في الساعات المقبلة، بحيث اذا ما استمر مناخ التفاؤل ثابتاً على هذا المنحى، تبدأ مرحلة إسقاط الأسماء على الوزارات، لِيَلي ذلك تصاعد الدخان الابيض إيذاناً بولادة الحكومة يوم غد. إلّا انّ بعض زوايا الاتصالات الجارية ما زالت تُبدي الخشية من شياطين اللحظة الأخيرة، وتؤكد أنّ الحكومة دخلت في مخاض جديد."

واضافت "في غضون ذلك قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المشارك في أعمال سينودس الأساقفة في الفاتيكان «إن لبنان يتميّز منذ نشأته، عن بلدان المنطقة، بأنّ الولاء له قائم على مبدأ المواطنة. لكننا نشهد اليوم انحرافاً نحو الولاء الى الدين والطائفة والمذهب والحزب و»الزعيم» على حساب الوطن. هكذا ظهر في السنتين ونصف السنة من الفراغ الرئاسي، وحالياً من عدم تأليف الحكومة منذ خمسة أشهر، والبلاد على شفير الهاوية الإقتصادية والمعيشية والمالية والاجتماعية ونزيف الهجرة مميت، وتعاظم الدين العام مخيف». وينتظر ان يختتم السينودس أعماله غداً بقداس احتفالي يترأسه البابا فرنسيس في ساحة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان".

وتابعت "حراك الساعات الماضية كان مكثفاً؛ المقرّات الرئاسية بَدت مستنفرة بكل طاقاتها، والسقف الذي تتحرّك تحته المشاورات المعلنة أو تلك التي تجري داخل الغرف، له عنوان وحيد هو حسم الاستحقاق الحكومي قبل دخول الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون. ولم يعد هناك ما يبرّر التأخير والغرق في المراوحة وتضييع المزيد من الوقت، خصوصاً انّ التحديات والاستحقاقات الداهمة تطرق الباب اللبناني من كل الاتجاهات".

2018-10-27