ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الدعم العسكري الأميركي للسعودية لن يتقلص
استبعد موقع "ديفانس وان" حدوث أيّ تغير في "سياسة اميركا العسكرية" تجاه الرياض، خصوصا بعد ثبوت ارتكابها جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول.
وأشار الموقع في تقرير نشره اليوم الإثنين، إلى ان "وزير الحرب الاميركي جايمس ماتيس تحدث بلغة ايجابية حول لقائه مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على هامش مؤتمر امني عقد في العاصمة البحرينية المنامة"، لافتا إلى ان الجبير أكد لماتيس إجراء تحقيق شامل وشفاف حول مقتل خاشقجي.
واعتبر التقرير ان موقف ماتيس يسلط الضوء على "الدور المركزي" الذي تلعبه السعودية في استراتيجية إدارة ترامب حيال الشرق الاوسط، التي ترى ان "السعودية هي قوة موازية" لإيران، على حد تعبيره.
التقرير لفت إلى ما قاله ماتيس ان "جميع من التقى بهم خلال المؤتمر الأمني في المنامة طرحوا موضوع وكلاء إيران في سوريا و اليمن و غيرها"، فيما لم يعلن اي تغيير في سياسة مبيعات السلاح إلى الرياض.
واوضح التقرير ان مشرعين اميركيين من كلا الحزبين الجمهوري و الديمقراطي اعربوا عن أحباطهم المتزايد تجاه عدم محاسبة السعودية على مقتل خاشقجي أو على مقتل المدنيين في اليمن.
وتابع ان "السعودية لطالما كانت "مصدر ازعاج تخطى الخطوط الحزبية" في الكونغرس، وذكر ان المشرعين الاميركيين تخطوا فيتو الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما عام 2016 و تبنوا قانون "جاستا" الذي يجيز لعائلات ضحايا هجمات 11 ايلول/سبتمبر مقاضاة السعودية.
وقال التقرير : "من غير الواضح ما إذا كان التحقيق السعودي بمقتل خاشقجي سيحظى بالمصداقية الكافية لإزالة الشبهات، خصوصا بعد تغيير الرواية السعودية أكثر من مرة"، ولفت إلى ان بعض المشرعين الاميركيين يعتبرون ان "تراكم الأدلة العلنية حول تورط الرياض" يفيد بانه من شبه المؤكد ان يكون ولي العهد محمد بن سلمان متورط بشكل مباشر بعملية القتل.
كما اشار إلى ما قاله رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي السيناتور الجمهوري بوب كروكر لقناة "سي ان ان" الاسبوع الفائت حول اعتقاده ان ابن سلمان يقف وراء مقتل خاشقجي.
بروكينغ: لضرورة وقف السعودية وحلفائها الحرب على اليمن
وفي سياق متصل، كتب دانييل بايمان و مايكل إي أوهانلون مقالة نشرت على موقع معهد "بروكينغز" اعتبرا فيها ان جريمة قتل جمال خاشقجي "وقحة لدرجة انها تثير الصدمة"، مشيرين إلى ان الجريمة استهدفت ابرز مناصري "حرية التعبير و المحاسبة السياسية".
واعتبر الكاتبان ان "المشلكة الأكبر في مقتل خاشقجي، هو نمط سلوك سعودية "الشائن والمضر"، واضافا ان "تهور وكبرياء وانعدام خبرة" ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دفعوه إلى ارتكب الكثير من الاخطأ.
الكاتبان أشارا إلى "قتل خاشقجي ليس استثناء بقدر ما هو عمل متهور يعكس سلوك السعودية".
وشدد الكاتبان على ضرورة الاستفادة من أزمة مقتل خاشقجي لإجبار السعوديين والاماراتيين على إعادة النظر بـ"حربهم الكارثية" على اليمن، وتابعا انه "بعد مرور ثلاثة أعوام على هذه الحرب، لم تعد هناك أي حجة منطقية تدعو للاعتقاد بان السعوديين سينجحون بهذه الحرب"، واضافا ان الدعم الاستخباراتي واللوجستي الاميركي لهذه الحرب جعل الولايات المتحدة متواطئة بالمذابح التي ترتكب بحق المدنيين.
وأكد الكاتبان ان النصر الكامل ضد جماعة "انصار الله" لا يمكن تحقيقه وانه غير ضروري ايضاً". واعتبرا ان "حماية المصالح الاميركية والسعودية والاقليمية يمكن ان تكون من خلال توجيه الضربات ضد العناصر التابعة لتنظيم "القاعدة" في اليمن، والتوصل إلى الاتفاق لمشاركة السلطة يعطي "انصار الله" المزيد من "الحكم الذاتي في شمال اليمن"، إلى جانب تخصيص المزيد من الموارد لإعادة اعمار البلاد"، على حد تعبيره.
ودعا الكاتبان إلى ضرورة ان تتبنى الرياض نهجاً "اكثر واقعياً" في اليمن وان تجعل واشنطن دعمها العسكري لهذه الحرب دعماً مشروطاً"، و تحدثا حول عن امتلاك واشنطن أوراقا يمكنها التأثير على السعودية من خلالها، واشارا الى ان السعودية تعتمد "جزئياً" على الولايات المتحدة و المقاولين الاميركيين في المجال الاستخباراتي و اللوجستي.
الكاتبان طرحا قيام الاطراف المتحاربة باعلان وقف استهداف مواقع "انصار الله" واجراء مفاوضات يليها ادخال مساعدات انسانية، واضافا ان الجانب الاميركي يمكنه ايضاً توجيه رسالة واضحة إلى السعودية حول ضرورة خفض وتيرة الضربات الجوية.
وقال الكاتبان ان هذه الخطوات لن تحل جميع المشاكل بين الولايات المتحدة والسعودية، واضافا "انها لن تجبر واشنطن على اتباع ابن سلمان في حروبه، خصوصا انه اثبت مرات عدة فشله في إدراة حكمه".